جسر الدلافة بعد إعادة تأهيله
الدلافة:
بعد مضي حوالى 28 عاماً على تدميره من قبل العدو الإسرائيلي أعادت الدولة اللبنانية عبر وزارة الأشغال العامة والنقل بناء وتأهيل جسر الدلافة الذي يعتبر الشريان الحيوي الذي يربط منطقتي حاصبيا ومرجعيون بمناطق البقاع الغربي جزين والشوف، هذا الجسر كانت قد بنته لأول مرّة منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1980 ابان انتشارها في مناطق العرقوب - حاصبيا والبقاع الغربي، وذلك في نقطة استراتيجية في اقصى جنوب البقاع الغربي قرب مزرعة الدلافة التي بات يعرف هذا الجسر باسمها، وعرف في حينه بجسر المقاومة، وفي العام 1981 دشنه رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، لما كان يشكله هذا الجسر من أهمية في التواصل بين مواقع ومراكز منظمة التحرير الفلسطينية في جنوب لبنان مع العديد من المخيمات الفلسطينية في صيدا وصور وبيروت وغيرها من المناطق اللبنانية الأخرى لكن وفي أواخر العام 1981 تعرض الجسر لسلسلة من الغارات الجوية من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي أدت إلى تدميره تدميراً كاملاً وبعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان في العام 1982 أعادت قوات الاحتلال بناء الجسر الا ان المقاومة الوطنية اعادت تدميره في العام 1985 في عمليتها البطولية الشهيرة التي احتلت فيها آنذاك أكبر مركز عسكري لميليشيات العميل انطوان لحد في مزرعة لوسي حيث قتلت من قتلت وأسرت من بقي من حاميته على قيد الحياة· وقد ظل هذا الجسر على هذا الحال حتى التحرير في العام 2000 حيث عمل الجيش اللبناني في حينه على اقامة جسر حديدي مكانه لتسهيل عملية انتقال الجنوبيين بين مناطقهم وباقي المناطق المجاورة الا ان هذا الجسر لم يصمد سوى أشهر معدودة لينهار بفعل الفيضانات والسيول التي ضربت نهر الليطاني الكائن هذا الجسر فوق ضفتيه·
وظل على حاله حتى العام الفائت حيث بدأت وزارة الأشغال العامة والنقل العمل فيه حيث تمكنت الوزارة بعد حوالى العام من العمل المتواصل من انجازه طبقاً للدراسات المعدّة وبالمواصفات المتبعة عالمياً، نظراً لما يكتسبه هذا الجسر من أهمية استراتيجية، إذ انه يعتبر اكبر جسر في جنوب لبنان، ويأتي ثانياً كأضخم جسر على الأراضي اللبنانية بعد جسر صوفر - ضهر البيدر إذ يبلغ طوله 60 متراً وعرضه عشرة أمتار، اما ارتفاعه فيفوق الـ25 متراً·
النائب قاسم هاشم وأثناء تفقده هذا الجسر اثنى على هذه الخطوة الجبارة التي قامت بها الدولة عبر وزارة الأشغال العامة والنقل من أجل إعادة بناء هذا الجسر الذي يعتبر الشريان الحيوي في التواصل بين العديد من المناطق الجنوبية ومناطق أخرى في البقاع الغربي وجزين والشوف على أمل ان يكون إنجاز هذا المشروع فاتحة خير لمشاريع إنمائية وعمرانية أخرى لأبناء الجنوب للتعويض عما لحق بهم من اهمال وحرمان على مدى اكثر من 30 عاماً·
المواطن محمد علي من عين التينة اعتبر إعادة بناء الجسر بمثابة عودة الروح إلى جسم الإنسان لما يشكله من اهمية بالنسبة لأبناء البقاع الغربي لجهة تواصلهم مع اخوانهم وجيرانهم في بلدات وقرى منطقتي مرجعيون وحاصبيا·
اما المواطن ابو احمد سليم من قليا فقد توجه بالشكر إلى المسؤولين في الدولة وفي وزارة الأشغال العامة والنقل على هذه الخطوة الجبارة التي جاءت بعد طول انتظار، ولفت سليم إلى ان إعادة بناء هذا الجسر وفّرت الكثير من التعب والشقاء على ابناء المنطقة في البقاع الغربي أو جزين حيث ان الانتقال من هذه المناطق باتجاه حاصبيا ومرجعيون لا يتطلب اكثر من 20 دقيقة عبر هذا الجسر، اما اليوم فان رحلة الانتقال تتطلب ساعة ونصف الساعة كوننا مضطرين لسلوك طريق الريحان - الليطاني - مرجعيون او طريق مشغرة - سحمر - كفرمشكي - الحاصباني·
تعليقات: