امتلاك حزب الله لهذا السلاح يعد انتصاراً كبيراً
أثار حديث أمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في 16 شباط عن أن حزبه له كامل الحق في الحصول على أسلحة الدفاع الجوي تكهنات جديدة في طبيعة الوضع الحذر على جبهة الصراع الاسرائيلية العربية الاسخن منذ ثلاثة عقود.
وفي وقت رفض مسؤولو حزب الله التعليق على الاهمية العملياتية لاحتمال امتلاك حزب الله لاسلحة دفاع جوية على حرية تحليق الطيران الاسرائيلي فوق الاراضي اللبنانية، يقول محللون عسكريون اسرائيليون ان هذه الطلعات تهدف لمراقبة تهريب السلاح لحزب الله وان قوات بلادهم لن تتردد في تدمير هذه الصواريخ لو وجدت.
ما هي اهمية هذا السلاح؟
يقول خبراء عسكريون تحدثت اليهم "بي بي سي" ان التفوق في سلاح الجو لدى اسرائيل هو مفتاح اي نصر، وهو ما اعطى تصريح نصر الله الاهمية التي اكتسبها.
ويشير الدكتور مصطفى العاني، مدير قسم الأمن والأرهاب في مركز الخليج للابحاث في الامارات العربية المتحدة الى أن "امتلاك حزب الله لسلاح مضاد للجو، قبل النقاش في مدى فعاليته، معناه محاولة اخذ هذا التفوق الاسرائيلي وتعطيله واصابة جزء من الاستراتيجية الاسرائيلية المتفوقة بالعطل.
وفي حين ذكر امين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله بانه "اذا تغيرت معادلة الجو تغيرت معادلة الصراع كله" قال يعكوف اميدرور، الجنرال الاسرائيلي المتقاعد ان الامكانيات المتطورة لسلاح الجو الاسرائيلي ستمكنه من تجاوز هذه العقبة، مؤكدا ان هذا السلاح سيدمر اي صوايخ ارض جوي يتملكها حزب الله كما فعل في العام 1982 عندما دمر "البطاريات السورية".
رد فعل اسرائيل
كرر مسؤولون اسرائيليون على مدى سنوات تهديدهم باستخدام القوة بشكل غير متكافئ في حال اطلاق حزب الله صواريخ ضد طائراتهم، فيما تصاعدت التحذيرات من احتمال قيام حزب الله باستهداف اي مصالح او اشخاص اسرائيليين انتقاما من اغتيال القائد الميداني لحزب الله عماد مغنية.
الا ان الجنرال اميدرور، الذي حارب مع الاستخبارات الاسرائيلية ابان اجتياح قواتها لبيروت في 1982 يقول بان على اللبنانيين تحمل ردة الفعل الاسرائيلية.
وأضاف ان قيام "حزب الله بالتحضير لمهاجمة الدولة الاسرائيلية كما فعل في 2006، سيجعلنا نجد طريقة كما فعلنا في 1982 لتدمير بطاريات سوريا وسنجد طريقة لتدمير بطاريات حزب الله المضادة للطيران".
نوعية السلاح
يقول خبراء بان حديث حزب الله عن احتمال امتلاك اسلحة دفاع ارض جوي يتركز على امكانية امتلاكه للصواريخ المحمولة على الكتف.
واشار الدكتور مصطفى العاني أن "هناك نوعان اساسيان من الاسلحة المضادة للجو. الاول هو القواعد المتحركة والتي تحمل على ما بين 4 الى 5 ناقلات تحوي اجهزة متقدمة تشمل رادار وصواريخ قابلة للتوجيه. لكن في اعتقادي ان حزب الله لا يتكلم عن هذا، حزب الله يتكلم عن نوع اساسي هو الصواريخ المحمولة على الكتف المضادة للجو الشخصية.
وتنقسم فئات الصواريخ المضادة لسلاح الجو والمحمولة على الكتف حسب المصدر بشكل رئيسي الى الصواريخ الروسية والاميركية.
ويقول الدكتور العاني ان روسيا تنتج صواريخ سام فيما تنتج اميركا صواريخ ستنجر. كما تنتج الصين صواريخ تعد نسخة من الصاروخ الروسي.
وأشار الى ان الحديث يجري عن احتمال حصول حزب الله على اسلحة تعمل وفقا للانظمة الشرقية من سام 7 او 14 او 18.
ويشير خبراء الى صعوبة الحصول على صواريخ سام 14 او سام 18 من السوق السوداء، الا انه يسهل الحصول على صواريخ سام 7 من هذه السوق، حيث تم استخدامها في مناطق ساخنة حول العالم مثل سريلانكا والشيشان والصومال والعراق، الا ان الخبراء يشيرون الى تدني فعالية هذا النوع.
وقال العاني ان هناك احتمالا اخر هو قيام ايران بتزويد حزب الله بصاروخ المسّاح 1 والمسّاح 2 والتي تم انتاجها في 2006.
ويشير محللون عسكريون الى ان من السهل استخدام هذا النوع من السلاح حيث ان كل صاروخ يحمله شخص واحد ما يسهل اخفاءه والتحرك به.
واشار العاني انه اذا امتلك حزب الله عددا كبيرا من هذه الصواريخ، وقام باطلاقها بكثافة عالية على نفس الهدف، فان ذلك قد يكون له مفعول محدود على قدرة سلاح الجو الاسرائيلي.
الا ان يعكوف اميدرور يقول ان احتمال امتلاك حزب الله لهذا النوع من السلاح لن يمنع قوات الجو الاسرائيلية من القيام بطلعاتها فوق الاراضي البنانية.
ويعتبر أميدرور أن "الطلعات ستستمر لان تهريب السلاح للبنان ضد قرار الامم المتحدة ومجلس الامن ولدينا رغبة في جمع المعلومات للدفاع عن أنفسنا".
الجبهة البنانية
اعتبرت منطقة الحدود الاسرائيلية اللبنانية الاسخن على الصعيد العملياتي على مدى العقود الثلاثة الماضية مقارنة ببقية الحدود الدولية التي تربط الدولة العبرية بجيرانها العرب.
فمنذ الاجتياح الاسرائيلي لجنوب لبنان في العام 1978، توالت الاشتباكات العسكرية لتشمل الاجتياح الاسرائيلي لبيروت في 1982، واسقاط الطائرة العسكرية الاسرائيلية واسر طيارها رون اراد في 1986، ثم اغتيال امين عام حزب الله السابق عباس الموسوي في 1992، واختطاف مصطفى الديراني في 1994، الى القصف الاسرائيلي على قانا الذي اوقع حوالي 100 قتيل في 1996، وحتى الحرب الاسرائيلية على لبنان في 2006.
وقد تصدى حزب الله على مدى العقدين الماضيين لغالبية اعمال الاشتباك العسكرية مع الجيش الاسرائيلي ما وضع طبيعة وحجم تسلحه تحت المجهر.
فقد تمكن حزب الله خلال حرب 2006 من اطلاق عدد كبير من صواريخ ارض ارض التي ضرب بعضها عمق الاراضي الاسرائيلية.
واعتبر الدكتور العاني أن احتمال امتلاك نصر الله لهذا السلاح انتصارا كبيرا لحزب الله فرغم وقف النار المطبق حاليا، فان الطيران الاسرائيلي يطير في الاجوار اللبنانية بحرية من غير قيود. مشيرا الى ان هذا التطور قد يعطي درجة معينة من الهيبة لحزب الله على الصعيد العسكري ضد اسرائيل والسياسي على الصعيد الداخلي
تعليقات: