مركز لتعليم اللغة الإسبانية في الخيام
تزايد الراغبين لإكتساب الثقافة وتسهيل التحدث مع عناصر <اليونيفيل>..
3400 مواطن من مختلف الأعمار يتوزعون على 18 مركزاً لتعليم اللغة..
مرجعيون:
تُعتبر اللغة من أهم وسائل التواصل السريع بين مختلف الشعوب، وهي السبيل الوحيد للتعرف على حضارة وثقافة الآخرين، وإنطلاقاً من ذلك تسعى الكتيبة الإسبانية العاملة ضمن قوات <اليونيفيل> الى نشر اللغة الإسبانية في كافة بلدات منطقة مرجعيون، وهي تعمل على نقل الحضارة الإسبانية بالتعاون مع معهد <ميغيل دي ثرفانتس> في بيروت، بهدف تسهيل مهمة القوة والإتصال والتواصل بين سكان المنطقة والعناصر الدولية المولجة تأمين الأمن والإستقرار بالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني··
منذ أن وصلت طلائع القوات الإسبانية إلى المنطقة، باشرت الفرق المتخصصة بتدريس اللغة في 18 مركزاً موزعين على بلدات: مرجعيون، القليعة، الخيام، دبين، الماري، إبل السقي، دير ميماس وكفركلا، حيث وصل عدد المستفيدين منها حتى اليوم نحو 3400 شخصاً·
وخصصت القوات الإسبانية فرق من المعلمين في اللغة، لمساعدة الراغبين في إكتساب المعرفة والثقافة بطرق علمية، جذابة، وسريعة، بحيث أصبح عدد كبير من الذين تابعوا عدة دورات، يجيدون إتقان اللغة كتابةً ولغوياً، وصولاً إلى التحادث، وتكلم اللغة بطلاقة وتواصل مع عناصر الكتيبة الإسبانية دون حاجة إلى مترجمين··
<لـواء صيدا والجنوب> جال على عدد من مراكز تعليم اللغة الإسبانية في منطقة مرجعيون، وإستمع إلى وجهة نظر عدد من الراغبين في إكتساب اللغة، وكذلك إلى معلم اسباني ومسؤول العلاقات العسكرية - المدنية في الكتيبة الإسبانية··
تضطلع القوّة الدولية إلى جانب عملها بحفظ الأمن والإستقرار في جنوب لبنان، وفقاً لما نصّ عليه قرار مجلس الأمن الدولي 1701، بمهمّة إنسانية، تهدف إلى دعم سكان جنوب لبنان، وهي تنفذ بالإضافة إلى برنامج تعليم اللغة، مشاريع خدماتية وصحية وتربوية ورياضية وبنى تحتية تهدف إلى تحسين الوضع الإقتصادي في المنطقة، وتوفير فرص عمل لمئات الأشخاص والعائلات·
وفي هذا الإطار تعمل الكتيبة الإسبانية التي تتولّى قيادة القطاع الشرقي في المنطقة الحدودية (والذي يشمل قضاءي مرجعيون وحاصبيا الذين يخضعان لعمل الفرق الدولية (الإسبانية والهندية والماليزية والإندونيسية والنيبالية)، حيث يقوم مسؤول العلاقات العسكرية المدنية في الكتيبة الإسبانية النقيب بالدوينو كونزالاس، بدراسة وتنفيذ المشاريع الحيوية التي تحتاجها قرى المنطقة دون إستثناء·
منذ إنتشار الكتيبة الإسبانية في جنوب لبنان في أيلول 2006، تمّ إنجاز أكثر من 150 مشروعاً بلغت كلفتها نحو أكثر من مليون ونصف مليون دولار مموّلة من قبل وزارة الدفاع الإسبانية، فضلاً عن مشاريع أخرى تجاوزت 350 ألف دولار ممولّة من قبل <اليونيفيل> وشملت مختلف بلدات المنطقة وأبرزها بنى تحتية ومعدّات مدرسية ورياضية، وإجتماعية وخدمات زراعية، إضافة إلى بناء حدائق للأطفال ومساعدات صحية وتعليم اللغة الإسبانية·
كونزالاس ويقول النقيب بالدوينو كونزالاس: منذ وصول الكتيبة الإسبانية إلى المنطقة أطلقت وبالتعاون مع معهد <ثيرفانتسCervantes> في بيروت مشروع تعليم اللغة الإسبانية في مختلف قرى القطاع الشرقي، يقوم بالتدريس ضباط وعناصر من الكتيبة الإسبانية، وإن المملكة الأسبانية لم ترسل قوّاتها إلى لبنان من أجل مهمّة حفظ السلام فقط، وإنما بهدف تقريب المسافة بين الشعبين اللبناني والإسباني ونشر اللغة الأسبانية·
وأضاف: نقوم بتنفيذ مشاريع صغيرة وسريعة بهدف تقديم المساعدة السريعة لسكان المنطقة، ونعمل على دراسة حاجات القرى بناء على لقاءات دورية مع رؤساء البلديات والمخاتير ورجال الدين ومدراء المدارس، الذين يتقدّمون بسلسلة إقتراحات تحتاجها بلداتهم، فنقوم بدراستها وتحديد الأولويات، ثمّ إرسالها إلى إسبانيا لنيل الموافقة والتمويل من وزارة الدفاع الإسبانية·
وتابع الضابط الإسباني: إن عدد المستفيدين من دورات تعليم اللغة الإسبانية في المنطقة بلغ نحو 3400 منذ وصول الكتيبة إلى المنطقة·
وقال: هذه رسالة أعتبرها راقية، لأن الطريقة الفضلى لتوثيق العلاقة بين شعبين تكمن في مشاطرتهما اللغة نفسها، والكتيبة التي أنتمي أليها أخذت على عاتقها متابعة التدريس بحماسة شديدة، معرباً عن <سروره بعمله، وأن الذين إستفادوا من دورات اللغة الإسبانية باتوا يتكلمون اللغة بطلاقة وسهولة وهذا ما يزيد من فرحنا ويحقق من غاية وجودنا في المنطقة>·
وختم كونزالاس بالقول: تعلمون الظروف والحالة الأمنية التي تعيشها الكتيبة هنا، إلا أن ذلك لا يمنعها من القيام بمهمّتها والتواصل مع سكان جنوب لبنان، لذا أشكر عناصر الكتيبة الذين يعطون من وقتهم من أجل إعطاء الدروس·
فرحات مهيب فرحات (إبن السبعين عاماً وعضو مجلس بلدية الخيام) قال: نحن مسرورون بمعرفة الحضارة والثقافة الإسبانية من خلال إتقان اللغة الإسبانية، ونأتي يومياً لتعلم اللغة بهدف التواصل الحضاري مع عناصر الكتيبة الإسبانية، الذين يقومون بحماية المنطقة وسكانها، وينفذون سلسلة من المشاريع الإجتماعية والتربوية والثقافية والإنمائية، ونحن نشكر الكتيبة الإسبانية على هذه الخدمة، التي تقدمها لتسهيل عملية التواصل بين الأهالي والشعب الإسباني، لأن الثقافة تُشكل أحد أهم ركائز تطور المجتمعات والشعوب·
فحص زهرة فحص (أم لطفلة لا يتجاوز عمرها السنة الواحدة) تستفيد من كل دقيقة لتطوير ثقافتها وحضارتها، وهي تقصد مركز تعليم اللغة الإسبانية في الخيام بشكل دائم ولا تضيّع دقيقة واحدة من وقتها دون الإستفادة من الدروس التي يقدمها أساتذة متخصصون في اللغة الإسبانية، وقالت: على الرغم من المسؤوليات الملقاة على عاتقنا في المنزل وتربية الأولاد، فإنه من الضروري التعرف على اللغة الإسبانية، خصوصاً أنه يوجد في المنطقة كتيبة إسبانية، ومن المهم تعلم طريقة التفاهم والحوار معها لما في ذلك من مصلحة وخير للطرفين·
شامية ريما شامية (مدرّسة وأم لـ 3 أولاد) تقول: إنها لغة جميلة ومهمّة وهي وسيلة جيدة تقرّب المسافات، أضف إلى إنها فرصة لنا لتعلّمها هنا في هذه المنطقة التي تفتقد للكثير من المشاريع والخدمات·
برنابا تانيا برنابا (معلمة) قالت: إنها اللغة الثالثة في العالم، نحن محظوظون لأن تعلّم هذه اللغة متوفّر لنا هنا· وبما إننا نتكلّم الفرنسية فالأمر سهل كثيراً بالنسبة لنا، واليوم بات بإستطاعتنا أن نُتابع الأخبار باللغة الإسبانية سواءً على <الراديو> أو <التلفزيون> أو حتى عبر <الإنترنت>·
النقيب كونزالس يعطي درساً في الإسبانية بالخيام
زهرة فحص مع طفلتها لا تُضيّع دقيقة
مهيب فرحات ·· إبن السبعين مسرور بالتعلم
تعليقات: