وقائع الايام الـ 30 في معارك البارد


مر شهر على انطلاق المعركة بين الجيش اللبناني ومسلحي فتح الإسلام وهي المعركة التي انطلقت في طرابلس حيث استنجدت قوى الأمن الداخلي بالجيش اثر تنفيذ عملية أمنية غير منسقة أدخلت البلاد في تطور امني صعب. حاولت القوى الأمنية مداهمة عدد من الشقق التي استأجرتها مجموعات فتح الإسلام في شارع المئتين والزاهرية في طرابلس ودارت معارك لمدة أيام أدت إلى السيطرة التامة على الوضع وانتقال فتيل المعركة إلى مخيم البارد حيث عمدت مجموعات فتح الإسلام إلى مهاجمة أكثر من موقع للجيش اللبناني وقتلت العسكريين فيها بالسلاح الأبيض. اتخذ القرار بالقضاء على المجموعة واستقدم الجيش تعزيزاته إلى البارد وأوكلت المهمة لفوج المغاوير والمدرعات بشكل أساسي. كيف تنقلت المعارك في البارد؟ وما هي التطورات الأخيرة على مستوى الجبهة المشتعلة.

دارت المعارك الأولى على طريق المنية العبدة الدولية التي قطعت بفعل الاشتباكات التي بقيت في البساتين المحيطة حتى فترة قريبة.

تقدمت مجموعات من المشاة على المحور الشمالي انطلاقاً من نقطة العبدة واتخذت مواقع قتالية بعد مدخل المخيم بنحو مئة متر حيث خاضت الاشتباكات مع مسلحي فتح الإسلام.

اما الجهة الجنوبية فقد تخللها اشتباكات اقل حماوة وتمركز الجيش في تلك الناحية على تلة حكمون وفي المنية على الجهة الشرقية.

السلاح الابرز على مدى شهر من المعركة هو القصف المدفعي حيث استهدفت مرابض الجيش المنتشرة في المحمرة والمنية وتربل وببنين، أحياء المخيم المختلفة وشهدت المنطقة الشمالية حيث صامد والتعاونية ومجمع ناجي العلي اعنف القصف، كما دخلت الدبابات إلى مواقع مشرفة على مراكز فتح الإسلام لقصفها بالقذائف المباشرة .

وفي ظل بقاء الوضع الميداني على حاله ادخل الجيش اللبناني طائراته المروحية إلى المعركة أكثر من مرة ونشر عدداً من قطعه البحرية لمنع هروب عناصر فتح الإسلام من الجهة الغربية.

تتحدث المعلومات في الأيام القليلة الماضية عن تغير "الستاتيسكو" الميداني السائد فدمر مركز صامد وتقدم الجيش اللبناني الى استراحة النورس ومحيط مدارس الاونروا حيث اقيمت المتاريس والدشم دلالة على تمركز الجيش في تلك المنطقة كمحطة انطلاق للمرحلة الثانية.

اما من جهة العبدة فتقدمت مجموعات الجيش وصولاً الى مشارف مجمع ناجي العلي الطبي والتعاونية حيث تدور المعارك.

وللسيطرة على هذين الموقعين يسعى الجيش للإطباق عليهما ايضاً من جهة المحمرة حيث تقدمت مجموعات من الآليات والمشاة .

في هذا الوقت توقف الجيش في الجهة الجنوبية عند تلة الست بالقرب من جسر البارد المؤدي إلى المخيم من الجهة الجنوبية الغربية .

وبهذا يقضم الجيش اللبناني شيئاً فشيئاً ما يعرف بالمخيم الجديد ويطهر المنطقة من المسلحين والعبوات الكمائن التي وضعت في الوقت الذي تراجعت فيه مجموعات فتح الإسلام إلى المخيم القديم.

المعركة المستمرة منذ شهر كبدت الجيش اللبناني نحو ستة وسبعين عسكرياً شهيداً وعشرات الجرحى في الوقت الذي سقط لفتح الإسلام عشرات القتلى أيضاً وأضحى مصير زعيم المجموعة شاكر العبسي واحد قادتها العسكريين شهاب قدورة ابو هريرة مجهولاً والمتحدث باسمها أبو سليم طه.

تعليقات: