يتحضر مزارعو الجنوب الى قطاف الصعتر البري
الدولة فرضت غرامة على من يبدأ الموسم قبل حزيران
يتحضر مزارعو الجنوب الى قطاف الصعتر البري، كمهنة بديلة عن زراعة التبغ وغيرها للبدء بعملهم . ومع ان وزارة الزراعة حذرتهم في السنوات السابقة من مغبة البدء بالموسم قبل الاول من حزيران، وفرضت على من يتم ضبطه غرامة مقدارها مليون ليرة لبنانية غير ان التنافس بين المزارعين على تحصيل اكبر قدر ممكن من الصعتر تجعل من قرار الوزارة حبراً على ورق، وذلك مع غياب اجراءات المراقبة نتيجة قلة اعداد حراس الأحراج.
مهنة الموت
موسم الصعتردخل الاهتمام بالصعتر البري كزراعة بديلة بالنسبة لمزارعي الجنوب بعد الانسحاب الاسرائيلي في العام 2000، وذلك بعد ان شكلت اراضي الشريط الحدودي آنذاك مصدراً رئيسياً له. وابتداءاً من ذلك التاريخ، باشر المئات من المزارعين في قضائي صور والنبطية بأستغلال اشهر نيسان، ايار وحزيران في قصد الاحراج والجبال بهدف الحصول على تلك النبتة وجمعها وبيعها بعد ذلك في السوق المحلية عبر صنفين: صعتر للمونة والتجارة. ينسق المزارع حسين حلاوي من بلدة قعقعية الجسر مع عائلته لاستقبال الموسم، ويعد العدة لذلك. اذ وبحسب رأيه " ان العمل في الصعترات شهرين اربح واسهل من التعب الذي تواجهه في زراعة التبغ على مدى عام كامل". ويضيف معلقاً.
تدجين الصعتر
لم يكتف بعض المزارعين في الجنوب بالاعتماد على ما يجنونه من الأرض البور من نبتة الصعتر بل عمد كثيرون منهم الى زراعته وتدجينه في حقول خاصة قرب منازلهم وذلك للاستفادة منه على مدى العام، وبيعه كصعتر اخضر للطعام في اشهر الشتاء، وصعتر للمونة في الصيف. وبذلك انتشرت حقول الصعتر في العديد من القرى والبلدات الجنوبية، وتوسعت زراعتها مع الوقت بفضل ازدياد العائد المادي منها عاماً بعد عام، مع ارتفاع سعر الكيلو غرام الواحد من الصعتر من 10 الاف ليرة الى 20 ألف ليرة. المزارعون عللوا رفعهم للاسعار بالخطر الذي يداهمهم نتيجة انتشار القنابل العنقودية في الجنوب، وهو ما سبب ازمة حقيقة لهم، وسقط العديد منهم بين شهداء وجرحى اثناء مزاولة عملهم في الاحراج والجبال الجنوبية. تفضّل مجموعة ثانية من المزارعين بيع انتاجهم بكميات كبيرة الى تجار الجملة، وبذلك يضمنون مبلغاً واحداً دون الدخول في اليات التقسيط وبيع انتاجهم بالكيلو. يتبع ( فؤاد سبيتي) هذه الطريقة منذ ثلاث سنوات، بعد ان قصده تاجر الجملة الى منزله، وقدم له عرضاً مغرياً بأن يشتري كل محصوله من الصعتر بسعر للكيلو الواحد يتخطى ال7 الاف ليرة، وهو ما تبعه فؤاد، لانه يوفر عليه وعلى عائلته الكثير من الجهد والتعب الذي يستغرقونه خلال اعدادهم لصعتر المونة.
المنظمات الدولية
رغم محاولات وزارة الزراعة تنظيم مهنة قطف الصعتر او بالأحرى وقف المخالفات بحق هذه النبتة، الا ان ذلك لم يحصل بالضرورة. وبناءاً على ذلك سارعت مجموعة من المؤسسات والمنظمات الدولية الى القيام بخطوات عملية لتشجيع المزارعين على زراعته وتدجينه والابتعاد عن قطافه في غير ايامه، نظراً للخطر الداهم الذي يحيط بهذه النبتة مع اعتراف معظم اهل الجنوب بأن وجودها بات في خطر بفعل عدة عوامل، منها الحرائق والقطف المبكر لها قبل أوان تفتّحها. لذا أقدمت هذه الجمعيات ومنها ال undp من خلال البلديات، إلى إمداد عدد من المزارعين بشبكات الري وخزانات المياه، باستثمار 500 متر مربع لكل مزارع؛ وتقديم ثمن الشتول للمزاعين لتشجعيهم. وقد لاقت خطوة المنظمة الدولية ارتياحاً من قبل المزارعين، وتمنى المزارع حسن حلاوي "أن تقدم وزارة الزراعة اللبنانية على خطوات مماثلة لما يمكن ان يخدم الجنوبيون".
يغطي الإنتاج اللبناني من الصعتر حوالى 30% من السوق المحلية، على ان الكمية الباقية يتم استيرادها من سورية والاردن.
الدولة فرضت غرامة على من يبدأ الموسم قبل حزيران
تعليقات: