نبيه بري وقبلان يملآن كفيهما بالماء ويبدو حشد من الشخصيات
بري: لنجعل السابع من حزيران موعدا للعبور إلى وطن آمن من دون عطش أو تقنين كهرباء..
البقاع الغربي:
دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى وقف كل محاولة لتحقيق صعود سياسي مقابل سقوط أخلاقي في مستوى وشكل ومضمون الخطاب الانتخابي، وإلى جعل الانتخابات موعدا ً للعبور إلى وطن آمن ومستقر، من باب استكمال المجلس الدستوري بادئ ذي بدء، مشددا ً على ضرورة جعل السابع من حزيران موعدا ً للبنان من دون عطش ودون تقنين للكهرباء وموعداً لصيف سياحي، نستعيد فيه موقع وطننا السياحي في نظام منطقتنا، والاستفادة من قدراتنا والالتفاف حول جيشنا ومقاومتنا، لتشكيل مناعة دونها يتوقف كل مانع خير، وخيرات في أرضنا وبحورنا وسمائنا، ولنجعل من هذا التاريخ تاريخا ً لجعل الديموقرطية نهج حياة، وليس مجرد عملية انتخابية كل أربع سنوات لتصفية الحسابات السياسية. والطائفية والمذهبية والفئوية والجهوية، وقال: إن المعايير التي يضعها كل الأفرقاء للانتصار بعضهم على بعض في الانتخابات وحشر المواطن هي معايير وهمية، إن المطلوب أن ننتصر للبنان وأن ينتصر لبنان.
كلام الرئيس بري جاء خلال رعايته احتفالا ً حاشداً، أقامه مجلس الجنوب في سهل مشغرة في البقاع الغربي، لتدشين مشروع مياه عين الزرقا الذي يغذي ما يزيد على ستين قرية وبلدة في البقاع الغربي وراشيا.
احتشد في الاحتفال عشرات الآلاف من المواطنين، حضروا من كل قرى وبلدات منطقتي البقاع الغربي وراشيا، مستقبلين الرئيس بري بالزغاريد، ونثر الأرز والورود، ونحر الخراف. وتميز الحضور بمشاركة ممثلين عن مختلف الأطراف والقوى السياسية، من الموالاة والمعارضة، بينهم: وزير الصحة محمد جواد خليفة، ووزير الخارجية فوزي صلوخ، والنواب: ناصر نصر الله، علي حسن خليل، أيوب حميد، عبد اللطيف الزين، ياسين جابر، روبير غانم، جمال الجراح، أنور الخليل، غازي زعيتر، علي بزي، عبد المجيد صالح، والنواب السابقون: عبد الرحيم مراد، إيلي الفرزلي، فيصل الداوود ، الوزراء السابقون : طلال الساحلي، علي عبد الله، سليمان طرابلسي، مدير الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية في لبنان محمد الصادقي، رئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان، المرشحان على لائحة المعارضة في البقاع الغربي وراشيا هنري شديد، ومحمد القرعاوي، مدير عام وزارة الإعلام حسان فلحة، مدير عام المغتربين هيثم جمعة، مدير عام التعليم المهني أحمد دياب، وموظفو مجلس الجنوب اضافة الى مهندسي وموظفي شركة الموارد المائية والتنمية «ورد» برئاسة مديرها العام وصاحبها شريف وهبي، وممثلون عن كافة القوى والأحزاب السياسية.
قبلان
تولى الزميل مفيد سرحال تقديم الخطباء، ثم تحدث رئيس بلدية مشغرة جورج الدبس باسم بلديات البقاع الغربي وراشيا، ثم كانت قصيدة للشاعر نزيه أبو زور، فكلمة لرئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان قال فيها: نحن نتابع معركة التنمية في كل الاتجاهات لتأمين سبل الحياة الكريمة لأهلنا وشعبنا، وإذا كانت التنمية حقاً لكل مواطن في كل قرية لبنانية شمالا وبقاعا وجبلا وفي العاصمة والضواحي فهي في مناطق المواجهة والصمود حق مضاعف بلا منّة من أحد وهي مسؤولية كل مؤسسات الدولة، والتنمية في مفهومنا فعل إيمان ووحدة وتعايش ومقاومة لان التنمية والمقاومة شريكان متلازمان ولأن مقومات الحياة الكريمة لقرى المواجهة تساعد على الصمود ومواجهة العدوان، فحيث هناك مقاومة وصمود وشهداء وجرحى ومعتقلون، يجب أن تقام المشاريع وتؤمن الحاجات وتخفف الآلام وتكفكف الدموع كي تحفظ الدماء، وكي نكون أوفياء للتضحيات الجسيمة التي قدمها أهلنا وشعبنا في هذه المناطق، هذا دأبنا وعملنا في هذه المؤسسة التي هي مجلس الجنوب والتي لا نريد الدفاع عنها في مواجهة الحملات والاستهدافات والحصار الدائم. فقديما قيل للكعبة رب يحميها.
وبعد كل هذه النهضة الإنمائية الوطنية بامتياز يقول البعض افتراء، إن هذه أعمال انتخابية ومشاريع سياسية فإذا كانت السياسة تنمية واهتماما بشؤون المواطنين وعوائل الشهداء والجرحى والمعتقلين وتأمين المياه والكهرباء والمدارس والمستشفيات والطرق والملاعب والقاعات والمسالخ والجدران وغيرها فنعم السياسة تلك.
وتمنى قبلان على الرئيس بري «باسم إدارة مجلس الجنوب أن يدفع باتجاه تشكيل هيئة رسمية وأهلية تشارك فيها هيئات الرقابة ورجال الإعلام والنواب الكرام، مهمتها إجراء مقارنة بين الموازنات المعطاة للوزارات والإدارات العاملة في ميدان التنمية مقارنة بين ما رصد وما نفذ على ارض الواقع لناحية الأهمية والكلفة والجودة والجدوى والسرعة».
بري
ثم تحدث الرئيس بري قائلاً: أتذكر في لحظة الوزاني السياسية، أنني كنت على موعد رسمي مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك وكان يفصلني عن الموعد ساعات عندما نقلت لي إحدى البعثات الدبلوماسية في سفارتنا أنّ الرئيس الفرنسي استقبل شيمون بيريز في صورة عاجلة، فهمت أنّ جدول الأعمال الإسرائيلي يقتصر على قرار لبنان ضخ نسبة من حصته من مياه الوزاني (وحصتنا من مياه الوزاني حسب التقرير الأميركي هي 36 مليون متر مكعب وكنا نطالب بـ 42 مليون متر مكعب) وبالرغم من ذلك وعندما أقدمنا على موضوع الوزاني كنا نملك خمسة ملايين متر مكعب فقط من هذه المياه، وكنا نطالب بزيادة سبعة ملايين عليها أي ما يساوي 12 مليون متر مكعب ومع ذلك هددت إسرائيل بالويل وعظائم الأمور، وقالت للرئيس جاك شيراك بوضع فيتو على ذلك، ويمكن أن تقدم على عمل عدواني واعتبر شارون أن هذا الأمر يعد عملا حربيا، ورغم أني لم أشك أن فرنسا سترفض ممارسة الضغط علينا بوقف عملية الضخ، إلا أنني سارعت إلى الاتصال برئيس مجلس الجنوب الحاج قبلان قبلان وطلبت إليه إعطاء الأوامر بتحديد بدء عملية الضخ قبل أن أقابل الرئيس شيراك ودون انتظار عودتي للاحتفال بهذا الحدث الوطني وكان ذلك (وكما يقولون بالعامية زمطنا).
وقبل ذلك كان مشروع مياه لوسي في البقاع الغربي الذي ساهم في تغذية عدد من بلدات البقاع الغربي وراشيا وكان إنشاء مصلحة شمسين ومصلحة مياه بعلبك الهرمل في عهد وزارة الموارد المائية والكهربائية، بعد ذلك همس لي الأخ ناصر نصر الله والحاج قبلان قبلان في سر المياه التابعة لعين الزرقا وبالإمكانيات المائية الضخمة في هذا الموقع الذي يمكنه أن يلبي حاجات سكان قضاءي راشيا والبقاع الغربي، أغمضت عينيّ على هذا الحلم وصرت أرى بعيون زرقاء اليمامة، كيف سنفسر حلم الماء الجديد؟ ورأيت في ما رأيت بعينيها الصرخة في حلق المولود قبل أن يبصر النور والحب الذي لم تمسه الأيدي وهو لا يزال ينمو في القلب، وشلالات العطر المتدفقة من أزهار الليمون وهي لم تتبرعم بعد، وعقد الشهد في أعناق النحل قبل أن ترتدي ثوب الأزهار، والفجر الرهيب وهو يبدو من الماء قبل أن تنبلج، رأيت ثم رأيت في ما رأت زرقاء اليمامة أزهار وثمار الماء وهي تصعد من عين الزرقا، عين الماء المتقدة، العين العميقة الصافية كعين الديك العين الكثيفة المتكاثرة إلى حد الزرقة (بالمناسبة زرت الدانوب الأزرق والنيل الأزرق والحقيقة لم أر في حياتي مياه زرقاء إلا في عين الزرقا).
وأضاف: وها نحن اليوم في مهرجان الماء في ربيع الماء هنا في توأم الجنوب، في البقاع الغربي بدعوة كريمة من مجلس الجنوب الذي كادت أن تقام له حفلة إعدام حكومية ودون دفاع عن النفس لولا إصرارنا على أن تتضمن الموازنة العامة للدولة اعتمادات المجلس (لم يتم في تاريخ العالم إلغاء موازنة مجلس حتى ولو كان هذا القرار من قبل مجلس الوزراء ككل) ليدفع ما عليه من مستحقات مباشرة وغير مباشرة، وقال: قبل أن أذهب بعيداً في الموضوع أود أولاً أن أقدم خالص التهاني للبنانيين خصوصاً الطوائف المسيحية بمناسبة أعياد الفصح المجيد مؤكداً بالمناسبة رفض وإدانة كل إشارة أو كلام يتعرض للمسيحيين أو يعتبرهم كأنهم ضيوف في لبنان، إن المسيحيين هم أخوة لنا في الوطن والوطنية والمواطنية ونحن نتمسك بأن عدد الطوائف يخدم لبنان ويخلق نوعاً من التفاعل لازماً، لإيجاد مستقبل أفضل، ونقول عن الإمام موسى الصدر إنه إذا سقطت تجربة التعايش في لبنان سوف تظلم الحضارة الإنسانية جمعاء، إن لبنان هو صيغة العيش المشترك ويشكل نموذج القرية الكونية هو ليس ملكاً للبنانيين لكنه أمانةٌ في يد اللبنانيين ومسؤوليتهم وواجبهم ليس حقا فحسب في إطار الحكم وكي يستحق هذا اللبنان، فإنني أوجه أمام الجميع وبكل محبة وبكل قداسة إلى أن المطلوب في إطار الإقرار بضرورة الدولة والانتقال إلى مشروع الدولة لا مشروع السلطة، ليس أن يقوم البلد على الشراكة التامة في الاعتماد على المناصفة التامة فقط بين المسيحي والمسلم بل تكامل هذه الشراكة بالمشاركة التامة لكل المجموعات والفئات والجهات والجماعات والأفراد في كل ما يتبع حياة الدولة والمجتمع على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وتساءل: هل يمكن لنا أن نكون بلا وفاء لننسى تهنئة الحكومة عبر مجلس الجنوب على إنجاز هذا المشروع الوطني الحيوي الذي يستكمل سلسلة المشاريع المائية التي أشرت إليها ونقدم التهاني لمجلس الجنوب على:
أولاً: الطريقة التي اتبعت لدراسة الإنشاءات المدنية والخزانات ومواقعها والمسح الشامل والدراسة الإكزوميكانيكية لضمان استمرار تشغيل المشروع (بصراحة عام 2004 عندما نزلت إلى النبع خفت من كيفية إصعاد المياه إلى فوق فهو عمل لا يصدق).
ثانياً: على الإنشاءات والمواصفات العالمية العالية لخطوط الضخ والرفع والجر وقصور الماء والخزانات ومحطات الضخ ومراعاة وجود أجهزة أساسية للصدمات التقنية المكتسبة لحماية المشروع من التلوث وهنا لا بد من التوقف عند ضرورة حماية الثروة المائية من المنابع حتى المحطات ومنع التعديات على مجاري الأنهر ومعالجة مصادر التلوث الخطير الذي يهدد المصادر المائية وخاصةً مجرى نهر الليطاني ولماذا لا تشكل ألوية خضراء من الشباب الذي يؤدي خدمة العلم في الجيش، وتقوم هذه الألوية بكل النشاطات التي من شأنها إعادة تأهيل البيئة اللبنانية من تحريج وصيانة وتنظيف الشاطئ وبالحديث عن هذا المشروع الإنمائي أود ان أشير أن المجلس يعيد تملك الدولة ومصلحة الليطاني الأرض التي تقوم عليها الإنشاءات والمعدات والعائد المالي لهذا المشروع، مما يعني أن خزينة الدولة ترد على المدى القصير كلفة المشروع وعلى المدى الطويل سوف تحقق أرباحاً لصالح خزينة الدولة.
ثالثاً: إني أقدم خالص التهاني لأهلي في منطقة راشيا والبقاع الغربي على انجاز هذا المشروع الذي سيؤمن مياه الشفة لـ52 بلدة وقرية وليس 42 أخذاً بالاعتبار الكثافة السكانية للمنطقة، ومن المفيد الإشارة إلى أن هذا المشروع كما قال الأخ قبلان هو ليس فقط من أضخم المشاريع بل يطال كل شرائح الشعب اللبناني، ويبقى في إطار إنجاز هذا المشروع أن نشير إلى أن الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وأنا متأكد أنه سيقوم مشكورا ً بتمويل إنجاز شبكات نقل المياه، داخل عدد من البلدات والقرى المستفيدة منه، والأخ محمد الصادقي يمثل الكويت هنا، فما الفائدة أن نضخ المياه، ولا تصل إلى البيوت، ليست المرة الأولى التي تساعد الكويت فيها لبنان، ولن تكون الأخيرة، قلتها بالأمس في تبنين وأقولها اليوم، (لقد ذهبت إلى أمير الكويت رحمه الله، وسألته عن مشروع الليطاني وحددت مبلغ جزافاً، وبعد أيام كان هذا الموضوع موضع تنفيذ)، والآن هذا المشروع يقر بهبات من الكويت، وهذا الأمر ليس جديدا عليكم.
لماذا التلكؤ الحكومي
في موضوع الليطاني؟
وقال بري: نحن نطل من عين الزرقا أمام قمر مشغرة على سهل مشغرة، وعلى أوجاع الليطاني الذي ما زال مهدور الماء في البحر، ها نحن نقف حيث لا يفصل بين نهر الشفاء ونهر الليطاني سوى السؤال القلق عن أسباب تلكؤ الحكومة في تسليم المرحلة الأولى لمشروع الليطاني والتي أنجزت دراساتها بتمويل من الصندوق الكويتي، ولماذا لم يبت بالمناقصة حتى الآن، وهل صحيح أن السبب هو ارتفاع الأسعار التي وضعها المتقدمون إلى المناقصة حيث تجاوزت الأسعار التي قدمها الاستشاري؟، وهل أخذ بعين الاعتبار ارتفاع وانخفاض أسعار الأرض والتكنولوجيا والمواد الأولية اللازمة للمشروع، واليد العاملة في العامين الماضيين؟، وقال: إن الاستشاري يستخدم كبربارة عند اللزوم، مع الإشارة الى أن تلزيم الأوتوستراد العربي يزيد مرة ونصف مرة عما وضعه الاستشاري، فأنا أفهم أن تكون كلفة تلزيم المشروع أقل مما حدده الاستشاري، ومرة أخرى أقول: التحرير ليس فقط بالأرض، بل التحرير للماء، فمعركة الربع الثاني من القرن الواحد والعشرين ليس البترول، لقد فقد العرب بترولهم، وكدنا نفقد فلسطين، هذا الماء هو المعركة، فالآن باتت عبوة المياه أغلى من عبوة البنزين، فالإسرائيليون دخلوا المرة الأولى إلى لبنان عام 1978 تحت عنوان (عملية الليطاني)، والحجة كانت المقاومة الفلسطينية، وكل يوم يفبركون الحجج، ولولا المقاومة الموجودة في لبنان ليس بإمكانكم أن تشربوا نقطة مياه، وبعد الآن سوف لن يكون بإمكان أية حكومة أن تجعل الماء يجري من تحتنا دون أن ننتبه، وسوف لن تتمكن من استخدام فزاعة العدو أو أن تجعل قططها تسرق أحلام مائنا من أمام عيوننا دون أن ننتبه، أو أن تستمر في غض النظر عن هدر مياهنا في البحر، أو تبخرها دون إنجاز السدود، ربنا كريم علينا ولكننا لسنا كرماء على أنفسنا.
أضاف: إنني أؤكد باسم لائحة المقاومة والتنمية والتحرير التي سيكون لي شرف ترؤسها وحرصا ً منا على تعزيز صمود الجنوب والبقاع الغربي، وتثبيت الناس في أرضها، وتأمين فرص عمل جديدة، ورفع نسبة زيادة المحاصيل إلى ما يوازي سبعة أضعاف على ما هي الآن أؤكد على: متابعة الجهود لإزالة العراقيل التي تعترض تنفيذ مشروع نقل مياه الليطاني إلى الجنوب اللبناني لأغراض الري والشرب على منسوب 800 م، ونؤكد في هذا المجال أننا سنعمل على تأمين المال اللازم، لتنفيذ المرحلة الأولى والثانية من المشروع، وذلك إضافة إلى ما هو متوافر اليوم، بموجب القانونين 425 و416، (وسبحان الله أن القرار الأول هو انسحاب إسرائيل دون قيد أو شرط، وهو أيضا ً لتكملة موضوع المياه) واللذين أبرما بين الحكومة اللبنانية والصندوق الكويتي، حيث بالمناسبة هناك موضوع جديد وهو قديم ولم يأت أحد على سيرته، ممنوع من الصرف وممنوع التحدث به، والمعلومات أكيدة وأنا مسؤول عنها منذ أكثر من سبع سنوات الإمام موسى الصدر تحدث عن النفط، وعن الغاز في لبنان وقام بتسمية بعض المناطق، وهو ليس خبيرا جيولوجيا، لكن هناك من قال له هذا الكلام، ومعلوماتي بتلك الأيام، فإن أحد اكبر رجال المصارف في لبنان، عرض عليه من قبل شركة للتنقيب عن النفط وعن الغاز في الشواطئ المائية، ودون مقابل، ونحن علينا الديون تتراكم أكثر فأكثر، وهذا المصرفي نقل لي (ولن أقول اسمه إلا إذا سألوني وهو لا ينتمي إلى 8 آذار فلا يخافوا) لكنهم رفضوا المشروع، وطلبوا منه تأجيله فلماذا؟ فهل كان المقصود أن يبقى لبنان تحت الدين؟ فالسؤال البديهي إن موضوع الغاز والنفط خلال العقدين الماضيين منذ عشرين سنة حتى الآن، قامت ثلاث شركات أجنبية بعمليات مسح جيولوجي للمياه الإقليمية ومن بينها من بيروت إلى الحدود السورية وكانت النتائج إيجابية لوجود الغاز والنفط وبكمية تجارية، وأولى العمليات جرت عام 1991، والعملية الثانية عام 2003، ولكن جرى مسح أتوقف عنده ثلاثي الأبعاد، لا أعرف ماذا يعني، مسح عام 2007، قامت به شركة جي ت أس، وقد اضطرت الشركات الثلاث أن تستثني بحر الجنوب، تعمل من بيروت إلى الحدود السورية، لكن من بيروت جنوبا ً ممنوع فلماذا؟ ونحن نملك معلومات أنه يوجد في بحر الجنوب نفط وغاز، وخاصة من الصرفند والقاسمية جنوبا ً هناك كميات تجارية كبيرة، فعلى كل حال سواء كان النفط والغاز موجودا أم لا، فماذا يمنع هذه الشركات أن تقوم بالمسح طالما أنه دون مقابل، وماذا يمنعها أن تذهـــب جنوبا، قالوا الأمر ممنوع؟ بسبب منع إســـرائيل من وجود السفـن التي تقوم بعــملية المسح في جنـــوب لبنان، ولم يتحــرك لبنان رسميا ً بهذا الموضوع أبدا.
إني أطالب وزير الخارجية بإثارة الموضوع على أعلى المستويات، فإذا كانت إسرائيل أوقفت مشروع الليطاني في زمن القيادة العربية المشتركة بقيادة الجنرال علي علي عامر، فيومها لم تكن المقاومة موجودة، أما الآن فنحن نحمي مياهنا ونحمي أرضنا، وخيراتنا، ومن هنا أقول لإخواننا في الوطن 14 آذار قبل 8 آذار، إن الموضوع هو المادة الوحيدة لســداد ديـــننا، لنرفعه عن أولادنا وأحفادنا، وهــذا الموضوع لا سياسة فيه، فلقمة العـــيش ولقمة الفقير حرام أن تــوضع في الخـــانة السياسية، حتــى يترتــب علــى لبنان ديون أكبر وأكبر ونبقى خاضعين للاستعمار.
وتابع قائلا: وطالما نحن في حديث عن النفط فإن لائحة المقاومة والتنمية والتحرير تؤكد دعمها الخطة المائية لوزارة الطاقة، ودعم الموارد عن طريق إقامة السدود، وتأهيل الأحواض المائية، ولا أخفي الأمر الذي نشر في الصحف أني حملت ملفات عديدة وكلفت أحد الزملاء علي بزي الانتقال إلى قطر، لتقديم الملف إلى سمو الأمير هناك والذي وعدنا فيه خيرا علما أن السدود في البقاع الغربي والجنوب (هذا ليس كلاما ً إقليميا أو تعصبيا ولكننا نتحدث بما يختص بعمل مجلس الجنوب) نحن نطالب لكل لبنان، كما أننا في هذه اللائحة سنقوم بتقديم الدعم القانوني في إطار التشريعات اللازمة، وفي الإطار المائي أيضا ً فإننا نتبنى المطالبة بتسريع دفع التعويضات العادلة لأصحاب الحقوق لأهالي اليمونة، من أجل تنفيذ مشروع بحيرة اليمونة الحيوي وكذلك حل مشكلة تعويض أضــرار حرب تمــــوز مع الـــشركة الصينية لمشروع سد العاصي التي تعيد تسريع العمل في السد.
أدعو للتقنين
في الوعود الانتخابية والتصريحات المتوترة
وهنا لا بد من التحدث عن الانتخابات، فأنا أجدد الدعوة للجميع للتقنين في التصريحات المتوترة المبالغ فيها، والتقنين بالوعود ووضع أحجار الأساس لمشروعات يتعثر المواطنون بحجارتها بعد الانتخابات، إن تحقيق صعود سياسي لأي فريق على حساب تخويف الناس على مستقبلهم من الطرف الآخر، يوازي بالتأكيد وضع الديون على مستقبل الناس، فإن صناعة المستقبل وبناء المستقبل أمر يعني الجميع، وليس صحيحا أن طرفا بعينه يمكن أن يمثل المستقبل أو الأمل أو التقدم أو التغيير، لأننا مجتمعين وكذلك في المقاومة ومتحدين بالكاد نحقق أيا من هذه الأهداف، وأدعو إلى وقف كل محاولة لتحقيق صعود سياسي مقابل سقوط أخلاقي في مستوى وشكل ومضمون الخطاب الانتخابي، إنني وإذ أدعو لجعل الانتخابات موعدا ً للعبور إلى وطن آمن ومستقر، فإنني أدعو لدخول الانتخابات من باب استكمال المجلس الدستوري بادئ ذي بدء، وأدعو لجعل السابع من حزيران موعدا للبنان من دون عطش ودون تقنين للكهرباء وموعدا لصيف سياحي، نستعيد فيه موقع وطننا السياحي في نظام منطقتنا، والاستفادة من قدراتنا والالتفاف حول جيشنا ومقاومتنا، لتشكيل مناعة دونها يتوقف كل مانع خير، وخيرات في أرضنا وبحورنا وسمائنا، ولنجعل منه تاريخا لجعل الديموقرطية نهج حياة، وليس مجرد عملية انتخابية كل اربع سنوات لتصفية الحسابات السياسية والطــائفية والمذهبية والفئوية والجهــوية، إن المعايير التي يــضعها كل الأفـــرقاء للانتصار بعضهم على بعـض في الانتخابات وحشر المواطـــن هي معايير وهـمية، إن المطلوب أن ننتصر للبنان وأن ينتصر لبنان.
تعليقات: