الحصول على نبتة الصعتر وجمعها وبيعها
بدأت استعدادات مزارعي الجنوب ممن اعتادوا على قطاف الصعتر البري، كمهنة بديلة عن زراعــة التبغ وغيرها للبدﺀ بعملهم. اذ وبحسب نظرتهم الخاصة فان انتظار المهلة التي حددتها وزارة الزراعة حتى الاول من حزيران للبدﺀ بقطف الصعتر تحمل في طياتها خسائر عديدة، اولها: ان التأخر في البدﺀ بالموسم ينتج منه فقدان القدر الاكبر من المحصول نتيجة عدم احترام المئات من القطافين للمدة، اضافة الى ان التأخر سيؤدي بالنتيجة الى انخفاض سعره حسب تسعيرة تجار الجملة.
لــم تنجح غــرامــة المليون ليرة التي حددتها وزارة الزراعة لكل من يخالف التعليمات في ضبط الوضع.
اذ انه وبالنسبة الى المزارعين فإن الحد الاقصى الذي من الممكن ان ينتظروه قبل البدﺀ بعملهم لن يتجاوز الاول من ايار. وزيادة على الاسباب المعلنة، فإن تردي الاوضاع المعيشية لدى اغلب المزارعين وكساد مواسم الحمضيات والخضار وقلة مردود شتلة التبغ يدفعهم الــى التسريع في ايجاد البدائل ومنها شتلة نبتة الصعتر التي ستدفع على مــا يــبــدو فــاتــورة " المعاناة "تقصيراً في عمرها لتصل الى حد الانــقــراض. وبغياب سبل جدية رسمية للمعالجة سيكون قرار الوزارة حبراً على ورق، يرافقه غياب في اجراﺀات المراقبة نتيجة قلة اعداد حراس الاحراج.
اتجهت انــظــار مــزارعــي التبغ وغيرهم الى الصعتر كزراعة بديلة بعد الانــســحــاب الاسرائيلي في العام ٠٠٠٢، وذلك بعد ان شكلت اراضــي الشريط الحدودي انذاك مصدراً رئيسياً له، الامر الذي ادى الى جني بعضهم مداخيل محترمة.
وابــتــداﺀ مــن ذلــك الــتــاريــخ، باشر المئات من المزارعين في قضاﺀي صــور والنبطية باستغلال اشهر نيسان، ايــار وحــزيــران في قصد الاحــراج والجبال بهدف الحصول على تلك النبتة وجمعها وبيعها بعد ذلك في السوق المحلية عبر صنفين: صعتر للمونة والتجارة.
ينسق المزارع حسين حلاوي من بلدة قاقعية الجسر مــع عائلته لاستقبال الموسم، ويعد العدة لذلك. اذ وبحسب رأيه "ان العمل فــي الــصــعــتــرات شــهــريــن اربــح واسهل من التعب الذي تواجهه فــي زراعـــة التبغ على مــدى عام كــامــل". ويضيف معلقاً "هذه المهنة ليست بحاجة الى رأسمال بل الى الجهد الشخصي وبمقدار ما تحرص على العمل بجدية ونشاط فذلك يقودك الى جني مبلغ من المال يساعدك على العيش".
لم يكتف بعض المزارعين في الجنوب بالاعتماد على ما يجنونه من الارض البور من نبتة الصعتر بل عمد كثيرون منهم الى زراعته وتدجينه في حقول خاصة قرب منازلهم وذلك للاستفادة منه على مدى العام، وبيعه كصعتر اخضر للطعام في اشهر، الشتاﺀ وصعتر للمونة في الصيف. وبذلك انتشرت حقول الصعتر فــي العديد من القرى والبلدات الجنوبية، وتوسعت زراعتها مع الوقت بفضل ازدياد العائد المادي منها عاماً بعد عام، مع ارتفاع سعر الكيلو غرام الواحد من الصعتر من ١٠ آلاف ليرة الى ٢٠ الف ليرة وتحديداً بعد حرب تموز ٦٠٠٢، على ان المزارعين عللوا رفعهم للاسعار بالخطر الذي يداهمهم نتيجة انتشار القنابل العنقودية في الجنوب، وهــو ما سبب ازمــة حقيقة لهم، وسقط العديد منهم بين شهداﺀ وجرحى اثناﺀ مزاولة عملهم في الاحــراج والجبال الجنوبية. تفضّل مجموعة ثانية من المزارعين بيع انتاجهم بكميات كبيرة الى تجار الجملة، وبذلك يضمنون مبلغاً واحداً دون الدخول في آليات التقسيط وبيع انتاجهم بالكيلو. يتبع (فــؤاد سبيتي) هذه الطريقة منذ ثلاث سنوات، بعد ان قصده تاجر الجملة الى منزله، وقدم له عرضاً مغرياً بأن يشتري كل محصوله من الصعتر بسعر للكيلو الواحد يتخطى ٧ الـ آلاف ليرة، وهو ما تبعه فؤاد، لانه يوفر عليه وعلى عائلته الكثير من الجهد والتعب الذي يستغرقونه خلال اعدادهم لصعتر المونة.
ما عجزت عنه وزارة الزراعة من تنظيم لمهنة قطف الصعتر او بــالاحــرى وقــف المخالفات بحق هــذه النبتة، دفــع مجموعة من المؤسسات والمنظمات الدولية الى القيام بخطوات عملية لتشجيع المزارعين على زراعته وتدجينه والابــتــعــاد عــن قــطــافــه فــي غير ايامه، نظراً للخطر الداهم الذي يحيط بهذه النبتة مع اعتراف معظم اهل الجنوب بأن وجودها بات في خطر بفعل عدة عوامل، منها الحرائق والقطف المبكر لها قبل اوان تزهيرها. لــذا اقدمت هذه الجمعيات ومنها الـ undp مــن خــلال الــبــلــديــات، إلــى إمــداد عدد من المزارعين بشبكات الري وخزانات المياه، على أن مساحة الارض التي ستساهم UNDP في تغطية شبكات الري فيها وخزانات المياه لا تتعدى ٥٠٠ متر مربع لكل مزارع؛ اضافة الى هذه المساعدات فستقدم المنظمة ايضاً على دفع ثمن الشتول للمزاعين لتشجعيهم على زراعة الصعتر في حقولهم.
لم تلق مبادرة الجمعية في بادئ الامـــر الاهــتــمــام الكافي مــن قبل المزارعين، وذلك لاعتقادهم حينها انها تأتي حلقة من حلقات طويلة خبروها من تسجيل الاسماﺀ واغداق الــوعــود وصـــولاً الــى الــيــوم الــذي تكتشف بعده "كلو حكي بحكي".
ولكن بعضهم مشى على نهج "ما في خسارة من تسجيل الاسم"، وليفاجأ بعد اكــثــر مــن شهرين بــقــدوم اعــضــاﺀ مــن الجمعية الى مراكز البلديات وتسليمها نسخة عن اسماﺀ المزارعين الذين ستجري مساعدتهم في زرع الصعتر ضمن نطاق اراضيهم. وسريعاً ما لاقت خطوة المنظمة الدولية ارتياحاً من قبل المزارعين، وبدأ العمل فعلياً على الارض وبآليات علمية حديثة.
يتجاوز عدد المستفيدين من منحة الجمعية اكثر من ٨٠ مزارعاً في قاقعية الجسر وحدها، علماً بأن التقديمات الى المزارعين توزعت على العديد من القرى والبلدات.
واضافة الى الاهتمام بمد الشبكة الــتــي تعتمد على طريقة الــري بالتنقيط وتزويدهم بخزان مياه سعة ٢٠ برميلا ومضخة كهربائية حديثة، عمدت الجمعية الى تنظيم لــقــاﺀات مــوســعــة مــع الــمــزارعــيــن تهدف الى ارشادهم على الاساليب الحديثة في الري والزراعة والعناية، وتنبيههم الــى مخاطر القطف المبكر للصعتر البري لما سيتركه من أثر سلبي على البيئة ويؤدي بعد ذلك الى زوال هذه النبتة.
يجمع اغــلــب الــمــزارعــيــن على ايجابية الخطوة الدولية مع وجود امل لديهم بان تقدم وزارة الزراعة اللبنانية على خطوات مماثلة ما يمكن ان يخدم الجنوبيين". واعلن معظمهم عن استعدادهم ليس لزراعة ٥٠٠ متر فقط بل عشرات الدونمات اذا ما تم تقديم الدعم له ولغيره نظراً للعناﺀ والخطر الذي يواجهنوه اثناﺀ تجوالهم في الجبال والحقول المليئة بالالغام والقنابل العنقودية". واقترن رضى المزارعين برضى تجار الجملة ممن يشترون محصول الصعتر، وعبر هؤلاﺀ عن رضاهم بالخطوة آملين بأن تتوسع زراعته الامر الذي سيؤدي بالنتيجة الــى زيـــادة فــي الانــتــاج وبالتالي تــوســع فــي مــجــالات الاســتــخــدام، نظراً لان كمية الانتاج الحالية لا تغطي السوق اللبنانية بأكثر من ٪٣٠ من السوق المحلية، على ان الكمية الباقية يتم استيرادها من سورية والاردن. ووفقاً لارقام التجار فإن تشجيع زراعة الصعتر يمكن ان يساهم فــي ســد النقص الى حدود ٠٨ الـ ٪ فيما تبقى ٢٠ ٪ مخصصة للاستيراد نظراً للطلب الكبير على هذه النبتة.
يشفي الصعتر الكثير من الامراض لاسيما ما يتعلق بالجهاز التنفسي مثل السعال الديكي والالتهابات الشعبية والربو.
يهدئ الشعب الهوائية ويلطفها. يقوي جهاز المناعة ويحوي على مواد مسكنة للألم ومطهرة ومنشطة للدورة الدموية.
ينشط الصعتر عامة كل الوظائف المضادة للتسمم.
يقوي العضلات ويمنع تصلب الشرايين ويعمل على توسيع الشرايين وتقوية عضلات القلب ويعالج التهابات المسالك البولية ويخفض الكوليسترول.
يعتبر منشطا ممتازا لجلد الرأس ويمنع تساقط الشعر ويكثفه وينشطه. ينفع في وجع الأسنان والتهابات اللثة. كما انه يقي الأسنان من التسوس.
تعليقات: