جلسة شاي في «نيسان»
لا تسأل عن مذكرات التوقيف بل عن الجارة السورية.. والحطب ..
ربما قدّر راشد وعلي جعفر، إبنا الجد الأول للعشيرة، التي يعرّف عنها الدكتور مهيب حمادة في كتابه «تاريخ البقاعيين»، بأنها «بطن من بطون عشائر الحمادية «، عندما قررا التوجه في رحلة تهجرهما مع بقية العائلة من كسروان جبيل نحو جرود الهرمل على الحدود السورية بعضاً من مميزات المنطقة التي أنصفتهما حيناً وظلمتهما احياناً كثيرة. سكن الجعافرة في الأراضي الممتدة من أعالي القبيات والقموعة في الجرود العكارية شمالاً بموازاة الحدود السورية حتى بلدة القصر في السهل على حدود منطقة الهرمل. وغطى الجعافرة مساحات جغرافية شاسعة تمتد من كرم شباط وجوار الحشيش بعد القبيات وحرف الهوا مروراً بوادي فيسان والبستان وقلد السبع والحريقة وسهلات المي، وصولاً إلى حدود القصير ومطربا السوريتين، ومن بعدهما حمص.. لا يعرف احفاد الجعافرة اليوم ما إذا كان الجدّان قد لحظا في اختيارهما الجـيرة السورية، تأثيـر الانفتاح الجغرافي لمجموعة الجبـــال تلك على معيشة ذريتهم من بعـدهم.
صحيح ان معاهدة سايكس- بيكو لم تكن قد أرست تقسيماتها، لكن كُتِبَ للجعافرة ومعهم عشائر المنطقة ان يكونوا رأس حربة في مقاومة الاستعمارين التركي والفرنسي، وان يشكل زين مرعي جعفر ومحمود جعفر واسعد جعفر إلى جانب رجال من العشائر الأخرى عماد الثورة آنذاك. جيرة فرضت بعض الفروقات بينهم وبين أبناء العم الذين اختاروا لذريتهم جيرة بعلبك في الدار الواسعة والشراونة قرب قلعة مدينة الشمس.
في دار الواسعة لم يجد الجعافرة سوى التلال والكثير من المياه وبعض الجلول يزرعونها بالتفاح والإجاص، وطبعاً الحطب للفحم وللتدفئة. أما في جرود الهرمل فقد حوّل احفاد راشد وعلي انظارهم نحو الداخل السوري عندما أدارت دولتهم ظهرها عنهم؛ وما تزال صامدة على موقفها. دولة عدلت بينهم وبين ابناء عمومتهم وابناء العشائر الأخرى بإهمالها وبإدراجها الجميع بما فيها مناطقهم في خانة الخروج على القانون، بينما هي في الواقع الأم التي خرجت عن دورها في احتضان ابنائها بذريعة كرستها بأنظمتها وجمهورياتها المتعاقبة بأنهم اولاد عاقون خارجون عن سلطتها.
وجه الجعافرة انظارهم نحو الداخل السوري، وهم الذين لم يبخلوا يوماً بدماء ابنائهم في سبيل استقلال لبنان. عزت المدارس عليهم في الجرود فأرسلوا اولادهم إلى المدارس السورية عبر حدود لم تقفلها الجارة بوجه فقراء حدودها على طول آلاف الأمتار، إلا اليوم بعدما صار ضبط الحدود ومراقبتها واجباً وأمراً مفروضاً من قبل مراقبي تنفيذ القرار 1701.
لم يقتصر نفع الجيرة على التعليم فتعداه إلى الصحة والدواء والغذاء، لكنها امور تبقى في دائرة الإفادة الفردية الأسرية إلى حين الوصول للتهريب ورزقه المفتوح على اليسر المادي.
صحيح ان الجعافرة زرعوا الحشيشة مثلهم مثل بقية ابناء المنطقة مستفيدين من إدارة الظهر الرسمية قبل الحرب وخلالها، لكنهم افادوا ايضاً من الحدود المفتوحة مع سوريا، خصوصاً قبل الانفتاح الاقتصادي السوري فهرّبوا السلع المطلوبة للداخل وعادوا بالمازوت والغاز وحتى البنزين عندما كان سعر الصفيحة في سوريا اقل من سعرها في لبنان، طبعاً قبل الارتفاع الجنوني للأسعار في لبنان في هذه الفترة.
ومع المازوت والمشتقات النفطية عاد الجعافرة بالمواد الغذائية من لحوم حمراء ودواجن ومواد تنظيف وقطنيات، كلها سلع تصل إلى المستهلك اللبناني بأسعار أقل من المحلي بعد إضافة الأرباح.
وعليه، ظهرت علامات اليسر على احفاد راشد وعلي فبنوا في سهلات المي بيوتاً اشبه بالقصور من دون التورط في قضايا محرمة كبرى.
ومن هنا ايضاً تندر مذكرات التوقيف بحق إبن جعفر القاطن في جرود الهرمل «إلا ما خلا بعض تنظيم مخالفات السير وتسجيل سيارة او التأخر بدفع ميكانيكها او مخالفات قطع الأشجار وإقامة المشاحر».. كما يؤكد راشد جعفر، أحد وجهاء ابناء المنطقة.
وللجعافرة دورهم خلال الحرب الأهلية، فعلى مدار عشرين عاماً وفي ظل السيبان الأمني والتسيب بقيت الطريق التي يمسكون بمفاصلها وتقع تحت سيطرتهم بطول 35 كيلومتراً آمنة للأفرقاء كافة. دور لم تحفظه لهم دولتهم ولم تكافأهم، حتى بتوسيع تلك الطرقات الشبيهة بالدروب الملتوية والصعبة، والتي غالباً ما اودت بحياة اولادهم وبالعابرين ورمتهم في الأودية السحيقة.
وبقيت مناطق آل جعفر شريان عكار وطرابلس والشمال، عندما كان للبربارة حاجزها الشهير، برغم التغييرات التي حولت قطاع طرقها بالأمس إلى حلفاء اليوم.
ينهمر المطر غزيراً في سهلات المي فيما ينثر الثلج بعض النفناف على تلال حرف الهوا التي توصلك إلى جوار الحشيش. يختلف المشهد الجعفري في جرود الهرمل عنه في دار الواسعة والشراونة. ابناء العم والعشيرة الواحدة يعتبرون انفسهم في خندق واحد لناحية استنكار الاعتداء على الجيش. بالنسبة لهم يمكنهم ان يتحدثوا اياماً واشهراً، وقد يطول الشرح سنيناً بعمر حرمانهم، لكن ذلك شيء والجيش شيء آخر.
من جيرتهم العكارية وفقرهم يعرفون أن أولئك الجنود الذين قد يقضون يوم إجازتهم على طرقات مناطقهم وبلداتهم في طريقهم إلى فقر عكار وعائلاتها، هم مثلهم يكدحون وراء لقمة عيش كريمة ووراء مدرسة تعلم اولادهم، وقد تكسبهم سبيلاً اسهل لحياة ارغد.
وقع الاعتداء على الجيش فلم يشعر الرجال الجعافرة في جرود الهرمل بضرورة «التحيّد». تبنوا البيان الذي أصدره أبناء العمومة في دار الواسعة والشراونة لجهة استنكار الحادث والمطالبة بالاقتصاص من الفاعلين انفسهم وليس محاسبة عائلة بأكملها، وفتحوا بيتهم للمداهمات، طبعاً بعد تحييد سلاحهم الذي لا يخلو بيت في لبنان منه، وليس في بيوت الجعافرة والعشائر فقط.
الجيش من جهته داهم ما رآه مناسباً، ووفق خريطة طريق واضحة وصادر البنادق التي وجدها مع اصحابها، ولم يتعرض للرجال. هنا لا حديث عن «اعتقالات عشوائية ولا تنافر» وفق ما يؤكده ابو طلال، راشد جعفر، «لم يغادر ابناء جعفر الهرمل منازلهم والجيش يسأل على الطرقات عن الهويات ولا يتعرض لأحد غير مطلوب»، وفق ما يؤكده.
من مدخل سهلات المي على الحدود مع بلدة مطربا والقصير تعرف ان شيئاً ما قد تغير في المنظومة الاقتصادية للجعافرة. الدراجات النارية من «موتيسيكلات» كبيرة وصغيرة تراوح في المكان وتشكل وسيلة نقل بين الجرود المتباعدة احياناً، يبدو الشباب عاطلين عن العمل بعد توقف التهريب. لقد احكم السوريون قبضتهم على تهريب المازوت على الحدود، فيما ساهم تدني أسعار النفط في تقليص الأرباح التي لم تعد ترد الكلفة أحياناً.
بقي للبعض من يتمكن من التسلل مخاطراً احياناً بحياته ببعض قوارير الغاز وبعض السلع البيتية والسكاكر ومواد التنظيف التي تجدها بكثرة على رفوف الدكاكين الصغيرة: «الكحل احلى من العمى»، وفق نوف جعفر التي تداوم في دكان صغيرة على كتف حرف الهوا قبالة جوار الحشيش.
من الدراجات النارية في سهلات المي إلى صهاريج المازوت التي كانت «شغالة» بكثافة على الحدود بملايين الليترات، وكانت تغذي الأسواق ومعظم المدافئ والمصانع اللبنانية من الهرمل إلى جونيه والجنوب مروراً ببيروت. صهاريج اكل بعضها الصدأ فيما جلس اصحابها والعاملون عليها يتشمسون على مصاطبهم.
في قلد السبع تفتقد ام محمد حركة التجار و»الرِجل الغريبة» التي انقطعت عن المكان. ما زالت الأرملة التي تربي سبعة اولاد، تستوعب بعضهم مدارس المبرات، تقصد سوريا للطبابة ولشراء المواد الغذائية «نوفر حتى في ربطة الخبز، والجماعة يعرفوننا فقرا، فيغضون النظر».
هناك تركت ابنتا ام محمد المدرسة بعدما عجزت العائلة عن تسديد أجرة الأوتوكار، و»حتى المدرسة الرسمية بدها مصاريف». وهناك ستنتظر الفتاتان زواجهما ولكن مِن مَن طالما اضحى معظم الشباب عاجزين عن فتح منزل؟
في وادي فيسان يضرب محمد عبده جعفر أخماساً بأسداس. لم يدفع له الأهالي أكثر من مئة ألف ليرة على كل طالب في خلال ستة اشهر مرت على بدء العام الدراسي. يعمل محمد عبده في نقل التلامذة من الوادي وسهلات المي إلى مدارس الهرمل في مقابل اربعين الفاً وحتى 35 الفاً عن الولد. عادة ما يعود محمد بنصف التلامذة بعدما تطردهم إداراتهم بسبب عدم تسديد القسط.
عندما استدان محمد عبده ثمن الفان احتسب انه وبنقله اربعين ولداً من المنطقة نحو الهرمل من شأنه ان يؤمن مليوناً ومئتي الف ليرة لبنانية مدخولاً شهرياً «يعني الحمدالله الف نعمة»، يقول. «ندفع القرض المصرفي ونعيش بالباقي، يعني يللي يطلع سبعمئة الف بيته براس القلعة هون».
حسابات بيدر محمد لم توافق حسابات حقل الأهالي، فتكدست الديون المصرفية عليه وناؤوا هم تحت اعباء مصاريف اولادهم الدراسية «اعرف إن اليد قصيرة والعين بصيرة، لكنني مهدد بخسارة الفان»، يقول محمد.
وفي «آخر خرطوشة»، تمنّع محمد عن نقل التلامذة قبل عطلة الفصح بيومين للضغط على الأهالي لتدبير المبلغ؛ وكانت المفاجأة. قصده معظم الأهالي ليس للدفع بل لشرح اوضاعهم وعجزهم عن تسديد متوجباتهم «يعني صرت مسؤولاً عن أمية الأولاد.. والله ما بعرف شو ممكن اعمل!»، يقول محمد.
تترك محمد وتمعن الصعود في وادي فيسان.على المنعطف الذي يترك الوادي نحو حرف الهوا تجد ابا محمد مع قطيعه. يتكئ ابو محمد على عصاه فيما يجلس بقربه جاره حمود ناصرالدين.
يعيش الرجل من مردود عشرين رأس ماعز وغنم مع زوجته المسنة التي بالكاد تساعدها قدماها المتعبتان على القيام بواجبات المنزل الداخلية، فكيف بحلب وتنظيف حظيرة مواشيها وبمساعدة زوجها المسن في الرعي عندما يمرض، «بس اذا ما منشتغل يا بنتي منموت من الجوع»، تقول المرأة وهي تعرض علينا كوب حليب ماعز ساخناً. تقول: «هيدا ما بتشوفوه بييروت شربوا من خيرات الجبال».
تبيع ام محمد غالون الحليب سعة خمسة ليترات بخمسة آلاف ليرة لبنانية «كتر خيرالله»، وتموّن احتياجاتها من لبن ولبنة ومشتقاتهما. بثمن المنتوجات يشتري المسنان بعض الخضار واللحوم فيما يبيعان بعض «الجدايا» للذبح إلى جزار المنطقة «من سنة لسنة نبيع خمسة أو ستة خرفان، غالباً ما يذهب ثمنها لتسديد الديون المتراكمة».
في وادي فيسان كما في جوار الحشيش وسهلات المي وغيرها يصبح الاهتمام بصحة الأسنان من الكماليات. يمضي ابو محمد عمره بفم خال من كل أسنانه وأضراسه، «الله بيدبر، المهم نقدر نهتم بصحتنا». ولا ضمان ولا تأمين لأبي محمد وزوجته مثلهما مثل غالبية الجعافرة، «إذا الله يسرّها الناس بتلاقي تخت على حساب وزارة الصحة»، يقول علي مهدي جعفر مدير مدرسة جوار الحشيش الرسمية.
غالباً ما يقفل الثلج الطرقات في جوار الحشيش. نحن هنا نتحدث عن طريق لا تتسع إلاّ لسيارة أخرى. طريق تتلوى بين الأشجار ويضطر معها سائق السيارة إلى تسلق الحوافي وبعض الصخور إذا ما صودف مرور غيره في المكان.
يتحدث اهالي جوار الحشيش عن اطفالهم ومديرهم، هناك يقوم «الأستاذ علي» كما يسمونه بفتح الطريق مع التلامذة للوصول إلى المدرسة عندما تضم الطبيعة صوتها إلى صوت الدولة، وتغضب عليهم مرسلة ثلوجها بكثافة. اما حين يتعذر وصول المتعاقدين الأربعة، وهم معلمو المدرسة، إلى جوار الحشيش فيقوم المدير بتجميع التلامذة في ايام العطل والتعويض عليهم بتقويتهم بالمواد العلمية.
المدير نفسه تفرحك اخبار اسرته التي رباها بين «جور» جوار الحشيش، حيث اتخذت القرية اسمها من الجور الصغيرة المزروعة بين الصخور والمفروشة بالحشائش طوال العام. تفرحك اخبار اسرة علي جعفر انهم ومن جوار الحشيش التي ربما لم يسمع باسمها احد في لبنان، تمكن ابنه البكر من التخصص طبيباً في الخارج، وها هي ابنته الثانية تنهي دراسة إدارة الأعمال والثالثة دراسة مختبر والرابعة تلميذة في كلية الفنون تدرس هندسة الديكور وابنه الخامس في المدرسة من المتفوقين.أما الأم فعلمانية يشذ صوتها وحديثها عن محيطها، وإن كانت حافظت على تقاليده في تربية اولادها وفي تغطية شعرها وافكارها المتقدمة والمتطلعة نحو حياة أفضل لأولادها «أحب جوار الحشيش. وهيدي ارضنا وما منتركها. بس فينا نحسّن فيها وحولها»، تقول وهي تعري نبات العكوب من جذوره تحضيراً لطهيه.
في جوار الحشيش نال المرشح عن محافظة البقاع وبالتحديد عن المقعد السني في دائرة البقاع الغربي فاروق دحروج 165 صوتاً في الانتخابات الماضية من اصل اربعمئة صوت جعفري انتخب في الضيعة، وكل ذلك «كرمى» لعيون الأستاذ المدير الصامد وسط ملول وسنديان ولزاب الجوار.
من جوار الحشيش يصحبنا علي مهدي جعفر إلى بعض اقاربه ممن يثقون به ليتحدثوا عن مصدر رزق آخر يقبل عليه الجعافرة اليوم بعدما سدت بوجهـهم جميع المنافذ.
هناك بين حرف الهوا وجوار الحشيش يقود فتية صغار تراوح اعمارهم ما بين عشرة وثلاثة عشر عاماً بنقل قطع الحطب واغصانه على عربات صغيرة او حملاً بين الأذرع نحو مشحرة كبيرة تتسع لثلاثة اطنان من الفحم. وبالقرب من المشحرة يجهز فتى آخر مكاناً لمشحرة جديدة فيما يعمد الرجال على تغطية المشحرة الأولى بالأعشاب والتراب ثم بالرمــاد الذي يسد منافذ الهواء فـ»يعس» حطب المشحرة «عسيساً» أي انه يتفحم بهدوء من دون التـــحول إلى جمر فرماد. تحافـظ المشحرة على روح الحطب وتحوله إلى فحم يبــــاع الكيلوغرام الواحــــد منه بالف وثلاثمـــئة ليرة لبنـــانية هي «رأس» سعر الفــحم هذه الأيام.
يقول صاحب المشحرة إنه يعمل بالشراكة مع رجل آخر وينال نصف الإنتاج بتعبه، مؤكداً أنه جاء بالحطب من الأراضي السورية «ما عندي اصلاً ارض وشجر لكي اقطعه».
من ثلاثة اطنان من الفحم يحصل الرجل على طن ونصف الطن يبيعها بحوالى مليوني ليرة فيرد الدين الذي استدانه لتأمين المصاريف خلال العمل، فيبقى له مليون ومئتا الف ليرة هي مصروف العائلة المــؤلفة من سبعة أولاد ،إلى ان يكون موعد مع مشحرة أخرى.في طريق العودة من جوار الحشيش وعلى المنعطف نفسه نجد ابا محمد في انتظارنا. يحمل الرجل قارورتي «ديبسي» كما اسمى «البيبسي» مليئة بحليب الماعز «هودي خمسة ليترات حليب من المرا حبت تهديكم اياهم»، يقول ابو محمد معتذراً عن عدم تعبئة الحليب في غالون من البلاستيك «ما تواخذونا، الغالون حقه الف ورقة وما عنا غالون».
وجد ابو محمد ما يقدّمه لنا واراح بعضاً من نخوة الكرم والسخاء التي تميز ابناء المنطقة، فيما خجلنا نحن، لأننا وكما في كل مرة نغادر من دون ان نقدم لهم شيئاً قد يساهم في تحسين حياتهم وظروفهـم.. مكنّ الله دولـــتنا ان تخـرج من عارها وخـجلها تجاههم.
تجمع الحشائش في «الحديقة»
تعليقات: