بمناسبة يوم اللاجئ العالمي: نافذة على الأمم المتحدة

لاجئة فلسطينية
لاجئة فلسطينية


نافذة على الأمم المتحدة، زاوية مخصصة لأخبار ومعلومات الأمم المتحدة ذات الصلة بلبنان والبلدان المجاورة.

وتهدف الى نشر الوعي السليم والمعرفة الدقيقة في ما يتعلق بعمل المنظمة الدولية ومشاريعها وعملياتها وبرامجها ورسائل أمينها العام ورؤساء وكالاتها وبرامجها المتخصصة.

20 حزيران: يوم اللاجئ العالمي

للسنة السادسة على التوالي، تحتفل المجموعة الدولية بيوم اللاجئ العالمي في 20 حزيران من كل عام. ويشكل هذا اليوم مناسبة لتكريم شجاعة وصبر وعزيمة كل لاجئ أينما وجد في العالم. هو ليس يوما ليتذكر العالم قضية اللجوء وأسبابها فحسب، وإنما أيضاً للإضاءة على التصميم وإرادة الحياة لدى اللاجئين.

قبل العام 2001، ولسنوات عدة، كان العشرين من حزيران يوم اللاجئ في إفريقيا التي كانت القارة الوحيدة التي تقيم هذا الاحتفال. و تعبيراً عن التضامن مع افريقيا التي تستضيف غالبية اللاجئين، والتي أظهرت على الرغم من أحوالها الاقتصادية الصعبة وعدم الاستقرار السياسي فيها، ضيافة لافتة للاجئين، اختارت الجمعية العامة للامم المتحدة بالاجماع في عام 2000 يوم العشرين من حزيران من كل عام ليكون اليوم العالمي للاجئين.

عادة ما يصنف اللاجئون عن طريق الخطأ على أنهم مهاجرون اقتصاديون، فيما أنهم لم يهربوا من بلدانهم لكسب العيش وإنما هرباً من الاضطهاد وهم مهددون بالتعرض لحياتهم. تعرّف اتفاقية 1951 الخاصة بوضع اللاجئين اللاجئ بأنه "كلّ من وجد بسبب خوف له ما يبرّره من التعرّض للاضطهاد بسبب عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه إلى فئة اجتماعية معيّنة بسبب آرائه السياسية، خارج البلاد التي يحمل جنسيّتها ولا يستطيع أو لا يرغب في حماية ذلك البلد بسبب هذا الخوف".

كذلك نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة 14 منه على أن "لكل فرد الحق في أن يلجأ الى بلاد أخرى أو يحاول الالتجاء اليها هرباً من الاضطهاد". وفي التاريخ القديم والحديث العديد من الوقائع المعروفة حول اللجوء لعل أبرزها هجرة الرسول محمد (ص) من مكة الى المدينة. وفي التاريخ الحديث نذكر من بين آلاف اللاجئين الذين كانت لهم إبداعات ومساهمات كثيرة وقيمة: ألبرت أينشتين، فيكتور هوغو، ميلان كانديرا، فلاديمير نابوكوف، نوال السعداوي وغيرهم الكثير.

وفي مناسبة هذا اليوم اصدرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقريرا بعنوان "الاتجاهات العالمية 2006" كشفت ان عدد اللاجئين قد ارتفع ولأول مرة منذ خمس سنوات، نتيجة لنزوح ما يقارب 1.5 مليون عراقي مع نهاية عام 2006. وجاء في التقرير ان العراقيين يشكلون اعلى نسبة لاجئين في العالم بعد افغانستان التي نزح منها اكثر من 1.2 مليون افغاني، وسط عقود من الحرب الأهلية التي تغذيها الجماعات المسلحة منذ عام 1979. ويأتي في المرتبة الثالثة لاجئو اقليم دارفور المضطرب في السودان حيث وصل عددهم الى 686 الف لاجئ، ثم الصوماليون (460 الف لاجئ) وجمهورية كونغو الديموقراطية وبوروندي (400 الف لاجئ من كل منهما).

مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR

قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتأسيس مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في 14 كانون الأول/ديسمبر عام 1950. حصلت المفوضية على جائزة نوبل للسلام في العامين 1954 و1981. تتمتع المفوضية بتفويض لقيادة وتنسيق العمل الدولي لحماية وحلّ مشكلات اللاجئين في شتى أنحاء العالم. ويكمن غرضها الرئيسي في توفير الإجراءات اللازمة لحماية حقوق اللاجئين وسلامتهم. وهي تعمل لكي تضمن أن بإمكان كل شخص ممارسة حقه في طلب اللجوء والعثور على ملجأ آمن في دولة أخرى.

تسعى المفوضية لتوفير حلول دائمة وطويلة الامد عبر مساعدة اللاجئين على العودة الى أوطانهم اذا سمحت الظروف، أو على الاندماج في بلدان اللجوء أو اعادة التوطين في بلدان ثالثة. وخلال نحو خمسة عقود، ساعدت المفوضية ما يقدر بنحو 50 مليون شخص على بدء حياتهم من جديد. واليوم، يواصل نحو 6689 شخص من موظفي المفوضية في أكثر من 116 بلداً تقديم المساعدة لما يقدر بحوالى 20.8 مليون شخص. تشجع المفوضية على ابرام اتفاقيات دولية بشأن اللاجئين وترصد امتثال الحكومات للقانون الدولي للاجئين. ويعمل موظفو المفوضية في مواقع مختلفة تراوح بين العواصم والمخيمات النائية والمناطق الحدودية في محاولة لتوفير الحماية المذكورة أعلاه وتقليل خطر العنف، بما في ذلك الاعتداء الجنسي الذي يتعرض له العديد من اللاجئين، حتى في بلدان اللجوء.

يتمّ تمويل برامج المفوضيّة من خلال مساهمات وهبات من الحكومات بشكل رئيسي لكن أيضاً من مجموعات أخرى مثل مواطنين أفراد أو منظّمات، كما أنّها تحصل على مساهمة محدودة من موازنة الأمم المتحدة الاعتيادية ـ حوالي 3 في المائة من المجموعة ـ ممّا يغطّي جزءاً من نفقات المفوضية الإدارية.

المكتب الإقليمي للمفوضية في بيروت

تمّ تأسيس المكتب الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيروت في العام 1963. وكان يغطّي في تلك الفترة كافة دول منطقة الشرق الأوسط. في العام 1986، تمّ نقل المكتب الإقليمي إلى البحرين، ومن ثمّ إلى مصر. فتحوّل مكتب بيروت إلى مكتب ربط. في العام 2002 أعيد المكتب الإقليمي الى بيروت. في العام 2005، تمّ تأسيس مركز إقليمي في بيروت لإعادة التوطين لتغطية منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى وجنوب غرب آسيا. يتولّى هذا المركز تسهيل إجراءات إعادة التوطين كما يقوم بدور صلة الوصل المركزية مع دول إعادة التوطين.

التضامن الدولي عامل حاسم في تلبية الاحتياجات الإنسانية

بان كي مون(*)

في الوقت الذي أصبحت البشرية تتمتع فيه بحركية غير مسبوقة وبلغ عدد من ينتقلون من بلد إلى آخر، بل من قارة إلى أخرى، بحثا عن فرص أحسن، أعلى مستويات عرفها التاريخ، ينبغي ألاّ ننسى أن كل من يغادر بلده لا يفعل ذلك مختارا.

إن اللاجئين لا يغادرون ديارهم وقراهم عن طواعية. بل يرغمهم على ذلك الصراع أو الاضطهاد. وهم في العديد من الحالات، يهربون بجلدهم طلبا للأمن والحماية وسعيا وراء سبل سد احتياجاتهم الأساسية. وقد أسفر ذلك بالنسبة لعشرات الملايين من الناس عن نفي لاقوا فيه من المشقة ما لا يمكن وصفه. فمغادرتهم بلدانهم لم تفتح أمامهم بابا لتحسين فرص التعليم أو العمالة بل وجدوا أنفسهم يواجهون الخوف من الغد المجهول ومرارة الحرمان والتعصب.

وبالمقارنة بالعقود القليلة الماضية، انخفضت أعداد اللاجئين في العالم إلى مستويات متدنية. بيد ان تلك الأرقام لا تأخذ في الحسبان أعداد من شردهم الصراع السياسي أو انعدام الأمن اللذان شردا أحيانا مجتمعات أهلية بأكملها داخل بلدها.

والمشردون الداخليون يعيشون داخل حدود بلدهم في نفس الظروف التي يعيشها اللاجئون، ولهم نفس الاحتياجات من الحماية، والمعونة، والتعليم، والبيئة الآمنة. وعدد هؤلاء السكان يتنامى. ففي السنة الماضية، وسعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبعض وكالات الأمم المتحدة الأخرى مساعداتها فأصبحت تشمل 23 بلدا تضم قرابة 20 مليون من الأشخاص المشردين داخليا. ويوجد أيضا عديمو الجنسية وهم من حرموا الحق في الجنسية بسبب انتمائهم العرقي أو لأسباب تاريخية. وبالنسبة لهؤلاء، فإن "العودة إلى البلد" لا تتوقف على إبرام اتفاق سلام وإعادة إلى الوطن بل تتطلب التغلب على عراقيل بيروقراطية، وتأمين هوية رسمية لهم. ورغم أن التقديرات تشير إلى أن عدد عديمي الجنسية في العالم ارتفع إلى قرابة الستة ملايين في نحو 60 بلدا، فإن الأرقام تشير أيضا إلى وجود استعداد دولي متزايد للاعتراف بالمشكلة ولحلها.

إن التضامن الدولي عامل حاسم في تلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة للاجئين والمشردين. والملايين من الناس يعتمدون على الأمم المتحدة للحصول على المساعدة المادية. بيد أن من أرغموا على مغادرة منازلهم هم أيضا بحاجة إلى ملاذ والى حماية قانونية تبدأ بتفهم كل من الحكومات والأفراد أن اللاجئين لم يختاروا المنفى طواعية.

فلنتذكر، في هذا اليوم العالمي للاجئين، الفرق بين أسر اللاجئين والمشردين وأطفالهم وشيوخهم وبين غيرهم من الناس في أنحاء العالم. الفرق هو أنهم لا يستطيعون العودة إلى ديارهم. والى أن يتمكنوا من تلك العودة، ينبغي أن نضمن رعايتهم وحمايتهم بتفهم حالتهم وبتقديم الدعم لهم.

(*) الأمين العام للأمم المتحدة

حكاية لاجئ من العراق

نهر دجلة لم يعد يستقبل خيوط الشمس، فالعراق غارق في مستنقع من الدماء.

والشمس التي تطل كل يوم على العراقيين لم تعد تحمل معها جديداً. وحدها أعداد القتلى والمخطوفين والمفقودين تتغير كل يوم.

أمسكت بقلمي علَّني أستعيد رغبتي بالكتابة. ربما قبل أن أنسى أنني صحافي. ولكن القلم الجريح أبى أن يحكي عن بغداد فريسة الطائرات والإرهاب والعنف والقتل اليومي. وهل يجرؤ أن يبوح بأسرار رسائل الخوف؟ تلك التي تطاردنا حتى عتبة المنازل، أو تلك المرفقة بطلقة مسدس؟ هل يجرؤ استذكار لعنة صوت هاتف ينبئك بخطف ولدك؟ أو ربما العثور على جثته؟ هل يجرؤ القلم على ذكر أسماء أطفال ذبحوا ولم يجرؤ أهلهم حتى على إقامة مراسم دفن لهم؟ هؤلاء لديهم أسماء، باتوا أرقاماً، لأننا لا نجرؤ حتى على البوح بها.

أمسكت قلمي، وأخذني الصمت. في تلك اللحظة عادت بي الذاكرة الى حكايات جدتي، وتلك الحكاية التي كانت تحكيها لنا ونحن صغار عندما دخلت القوات الأجنبية في أيام الحرب العالمية الثانية واحتلت البصرة وكيف قاومها العراقيون بأبسط الأدوات: الفالة والمكيار. كانت جدتي تسميهم عساكر "اللبي أبو ريشة" لأنهم كانوا يلبسون قبعات حمراً ويضعون فوقها ريشة. كانت جدتي تروي حكايتها وتغص أحياناً، تنظر الينا وتحسدنا على حاضرنا. وكيف لها أن تعلم؟.

لم أعد صغيراً، وحكايات جدتي لم تعد مسلية. حتى أبنائي، لا جدوى من نقل حكايات جدتي إليهم. المستقبل يرعبني. أفكر بمستقبل أبنائي فيتملكني الذعر. أهم بالكتابة وإذا بلعنة الهاتف ترن وبأحد أبنائي يجلب لي الجهاز ويقول: أحدهم يريد التحدث إليك. تركت العراق ولجأت الى لبنان تاركاً القلم وحيداً.

في بيروت، أمسكت القلم من جديد علَّني أستعيد رغبتي بالكتابة. ربما قبل أن أنسى أنني صحافي، ربما كي لا أنسى.

عبدالجبار العبيدي

مفوضية اللاجئين في سطور

ـ تأسست مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتاريخ 14 كانون الأول 1950 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ـ ساعدت المفوضية نحو 50 مليون شخص على بدء حياتهم من جديد.

ـ لدى المفوضية 116 مكتباً في شتى أنحاء العالم يعمل فيها 6689 موظفاً.

ـ تهتم حالياً بنحو 20.8 مليون شخص.

ـ حصلت على جائزة نوبل للسلام عامي 1954 و1981.

ـ مفوّض الأمم المتحدة السامي الحالي لشؤون اللاجئين هو أنطونيو جوتيريس، رئيس وزراء برتغالي سابق.

من مشاهير اللاجئين:

ألبرت أينشتين، فيكتور هوغو، ميلان كانديرا، فلاديمير نابوكوف، نوال السعداوي وغيرهم الكثير.

تعليقات: