السفيرة الألمانية بريجيتا سيفكر إبيرل. ما الذي تفعله في حقل الألغام هذا؟
«نحن نشاطر السلطات اللبنانية رؤية لبنان خالياً من الألغام في عام 2013، رغم أننا نعرف حجم المهمة»، بهذه الكلمات أعربت سفيرة ألمانيا في لبنان، بريجيتا سيفكر إبيرل، عن أمل بلادها في تحرر لبنان من تبعات الألغام والقنابل العنقودية، تحقيقاً لجهودها «المبذولة في مكافحة الذخائر العنقودية في جميع أنحاء العالم».
لم تقتصر زيارة السفير الألمانية إلى منطقة النبطية «على الاطلاع النظري» على مخاطر مخلفات الحرب في لبنان، وخصوصاً القنابل العنقودية الناتجة من عدوان تموز 2006؛ بل شاركت بكشف ميداني على الألغام في أحد حقول بلدة عدشيت (النبطية) إلى جانب مزيلي الألغام في فريق منظمة «ماغ»، فحملت جهاز كشف الألغام وجرّبت كيفية تشغيله والبحث عن ألغام أو قنابل متوقعة. كما راقبت عملية تفجير عدد من القنابل العنقودية واستمعت إلى شرح واف عن أنواع القنابل العنقودية والخرائط التي نفذتها فرق نزع الألغام.
المحطة الأولى للسفيرة كانت في ثكنة «الشهيد عصام شمعون» في النبطية، حيث التقت رئيس المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام العميد محمد فهمي، بحضور رئيس المركز في الجنوب العقيد حسن فقيه، رئيس مكتب استخبارات النبطية العقيد محمد شعبان ومديرة فريق «ماغ» لنزع الألغام، كريستينا بينيك.
وبعد مشاهدتها فيلماً وثائقياً عن ضحايا الألغام العنقودية، استمعت إلى شرح مسهب من العميد فهمي عن حصيلة عملية إزالة الألغام بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية، وخرائط بعض الحقول المفخخة أو المزروعة، وأنواع القنابل والفخاخ التي يعاني منها لبنان جراء الاحتلال الإسرائيلي المباشر أو من خلال القصف الجوي والمدفعي، وأعداد الضحايا والمصابين، بدءاً من التحرير في عام 2000، ثم بعد عدوان تموز 2006.
بعد ذلك، تحدثت السفيرة الألمانية عن مشكلة القنابل العنقودية الناتجة من حرب 2006: «نحن هنا لدعم الجهود المبذولة لمكافحة الذخائر العنقودية؛ ولقد دعمنا حركة نزع الألغام في لبنان منذ حرب 2006 بمبلغ قدره 1,9 مليون يورو، أي مليونان ونصف مليون دولار أميركي».
أضافت: «لم تموّل ألمانيا فقط الأنشطة التقنية لإزالة الألغام، بل أعادت أيضاً تأهيل المدارس فور تطهير المناطق، وعلى سبيل المثال مركز التدريب المهني في صير الغربية (النبطية)، وأيدت برنامج الأمم المتحدة لكسب الرزق الذي «يسمح لضحايا القنابل باستئناف نشاط مهني وكسب عيشهم من جديد بطريقة لائقة».
ولفتت السفيرة إبيرل إلى أن لبنان وألمانيا كانا من بين مئة دولة وقّعت على معاهدة أوسلو لحظر القنابل العنقودية في كانون الأول من العام الماضي. وقالت: «ألمانيا ستضمن تصديق تلك الاتفاقية الهامة قبل حلول فصل الصيف، وستستضيف برعاية مشتركة مع النروج مؤتمراً للخبراء الدوليين في برلين، يتعلق بتدمير مخزون الذخائر العنقودية، وذلك يومي 25 و26 من حزيران المقبل، وسندعو خبراء لبنانيين لحضور هذا المؤتمر».
ضحايا الألغام
شرح العميد محمد فهمي للسفيرة الألمانية مخاطر القنابل العنقودية والألغام التي خلّفتها إسرائيل. ولفت إلى أنه منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان في 14 آب 2006، أصيب بالقنابل العنقودية الإسرائيلية 340 شخصاً ما بين شهيد وجريح، بينهم 44 شهيداً و296 جريحاً، عانى معظمهم من بتر في الأطراف. ومن بين هؤلاء 36 طفلاً تحت سن الثانية عشرة سقطوا بين قتيل وشهيد (3 شهداء). وكانت الحصيلة الأكبر بين آب 2006، ونهاية العام، إذ سقط 204 إصابات من المدنيين وعناصر الجيش اللبناني والفرق العاملة في نزع الألغام، بينهم 28 قتيلاً. مشيراً إلى أن نسبة الإصابات تراجعت إلى حد كبير مع حملات التوجيه المستمرة.
تعليقات: