اللواء الحاج يعود إلى برجا: بلدتي بحاجة إلى وحدة أبنائها

من استقبال اللواء الحاج في برجا
من استقبال اللواء الحاج في برجا


برجا:

عاشت بلدة برجا يوماً طويلاً في انتظار وصول اللواء علي الحاج، الذي دخل منزله في البلدة للمرة الأولى في الثامنة من مساء أمس السبت، مستذكراً المكان الذي تم اعتقاله منه. وشهد منزل اللواء الحاج وجواره منذ ساعات الصباح حركة غير عادية، الحراس والمسؤولون فيه كانوا على عجلة من أمرهم، يدخلون ويخرجون، وبعض السيارت تذهب ثم تأتي بأغراض منزلية، البعض منهم يعمل بالحديقة ويرش المياه على «الكازون»، والبعض الآخر يقوم بتنظيف وشطف مداخل المنزل بالمياه، ومن ثم تحضير مولد الكهرباء. عند الثانية من بعد الظهر بدأ قريب اللواء الحاج علي يونس الحاج والملاصق لمنزل اللواء الحاج يشهد توافداً للناس والأقارب والأصدقاء والشباب الذين تجمعوا في الباحات وصولاً إلى مدخل منزل اللواء الحاج الذي كان مقفلاً. بقي الحال على ما هو عليه لغاية السابعة مساء، حيث وصلت سيارة جيب بيضاء من نوع نيسان وخلفها سيارة مرسيدس وتوقفت بين الجموع، ثم ترجلت منها عقيلة اللواء الحاج سمر، وأعلنت أن «البطل قد عاد إلى أهله ومحبيه، عاد الى منزله الذي لن يقفل بعد اليوم».

وبعد استراحة قصيرة وارتشاف القهوة دخلت الى منزلها للحظات ثم خرجت مسرعة، وهي تحمل هاتفاً خلوياً وتقول «إن اللواء على الخط وهو يحييكم جميعاً ويطلب منكم الهدوء وعدم إطلاق النار او توجيه كلام قد يسيء للبعض، فكلنا عائلة واحدة ولا نريد الا ان نكون يداً واحدة».

وبعد طول انتظار وحوالى الساعة الثامنة مساء، وفيما كانت الأنظار شاخصة باتجاه المداخل والسيارات القادمة أطلّ اللواء الحاج من منزله الذي دخله عبر مدخل خلفي، وخرج الى الحديقة لملاقاة الناس وليحيي المحتشدين الذين اندفعوا نحوه وعلا صراخهم «اللواء وصل اللواء وصل...»، وعندها قام اللواء الحاج بمعانقتهم وبمصافحتهم وتقبيلهم فرداً فرداً، فيما اطلقت الاعيرة النارية والمفرقعات في البلدة، وراحت النسوة تزغرد وتصفق وترقص .ثم دعي اللواء الحاج والعائلة الى الخارج، حيث تم نحر ثور لمناسبة قدومه الى منزله سالماً.

وبعد مصافحة الجميع قال الحاج للـ«السفير» «لقد عدت الى ضيعتي وبلدي، فانا عائد الى المكان الذي ولدت وتربيت وترعرت فيه، وعائد إلى منزل جدي والى احبائي واصحابي وعائلتي الكبيرة، فعائلتي الصغيرة هي الحاج، ولكن عائلتي الكبيرة هي بلدتي وأهلي».

وأضاف «فلنكن خارج كل ما يؤدي الى الاختلاف، نحن كلنا عائلة واحدة مهما تعددت الانتماءات، فكلنا عائلة واحدة وسنبقى كذلك، وهذه البلدة مثل لبنان، نموذج مصغر عن لبنان، وهي بحاجة الى وحدة ابنائها واهلها، وهذا ما اتمناه. وفي هذا اليوم انا سعيد بعودتي الى ضيعتي، ولكن اكون سعيداً اكثر اذا وجدت ضيعتي موحدة والشمل مجموعاً».

وعن مشروعه مستقبلاً، اكد اللواء الحاج انه سوف يتنقل بين برجا وبيروت «هنا اشعر أن النسمة ألطف ولهفة الناس أكبر، فالانسان يرتاح في المكان الذي يحبه، ونحن نحب جميع المناطق، ولكن هنا الاساس». وتمنى على اهالي الاقليم «ان تكون عودتي هي بداية لحقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وان تكون هذه الحقيقة مدعاة لجمــع كل اللبنانيين من دون استثناء، لان جميع اللبنانيين حريصون على معـــرفة الحقــيقة وعلى ان يوفوا هذا الشهيد الكبير جزءاً من حقه».

وتقاطرت الشخصيات والوفود الى منزل اللواء الحاج في برجا للتهنئة بخروجه من السجن.

تعليقات: