من حملات الترويج للشاشة الخضراء
في البداية، جاء الحافز من البيئة، خصوصاً لجهة التلوّث والاحتباس الحراري، فبرزت فكرة جهاز التلفزيون «الأخضر»، بمعنى أنه يُراعي البيئة. يستهلك كميات أقل من الكهرباء التي تأتي أساساً من مولّدات تعمل بالنفط أو الفحم الحجري أو الطاقة النووية، ولكل منها أضرارها على البيئة والمناخ. وفي ختام العام 2008، أدرجت مجلة «تايم» الأميركية الشاشة الفضية الخضراء (تُسمى أيضاً «الشاشة الإيكولوجية»)، ضمن الأفكار العشر الأكثر إثارة وأهمية. والأرجح أن الأزمة الاقتصادية العالمية أعطت دفعاً قوياً لصنع شاشات خضراء، لأن الاقتصاد في استهلاك الكهرباء ينعكس على جيوب المستهلك، حتى قبل تأثيره إيجابياً في البيئة. والمعلوم أن عشرة في المئة من الاستهلاك المنزلي للكهرباء يذهب إلى التلفزيون! والفكرة التي تبدو رائجة راهناً عند كبريات الشركات المُصنعة للتلفزيونات، ترتكز على إدماج البُعد البيئي مع التقنية، بمعنى أن تأتي الأنواع الجديدة من تلفزيون الكريستال السائل والبلازما، أقل استهلاكاً للكهرباء حتى من التلفزيونات التقليدية. وبذا، يحوز الشاري على ميزتين في تلك السلع تتمثلان في التقدم التقني وقلة استهلاك الكهرباء. ولربما جذبت فكرة الاستهلاك الأقل في الكهرباء، جمهوراً لبنانياً باتت الكهرباء جزءاً مضنياً من معاناته اليومية.
سهولة التمييز
«عندما تُشغّل هذا التلفزيون لساعات، يكفي أن تضع يدك على جهة الشاشة الخلفية لتدرك أنها ليست كالشاشات التي تعرفها. فبدل أن تحسّ بالحرارة الناجمة عن ساعات طويلة من التشغيل، ستفاجأ بأنها باردة تماماً». بمثل تلك الكلمات تُروّج شركة «شارب» اليابانية لتلفزيون «أكيوس 9« من قياس 32 بوصة، الذي يقل استهلاكه من الكهرباء عن الأنواع السابقة بمعدل 45 بالمئة. بينما تروّج شركة «سوني» لشاشاتها الجديدة من نوع «برافيا في إي 5« (وهي من شاشات الكريستال السائل) باعتباره يستهلك كهرباءً أقل من نظرائه بمعدل...أربعين بالمئة! ومن الوسائل التي تساعده في توفير الاستهلاك، وجود مجسّ يطفئ الشاشة كلياً (خصوصاً الضوء الأحمر الصغير في أسفل الشاشة)، عندما يحس بغياب الحركة عن الغرفة التي وُضع فيها. وكذلك يخفّض من نسبة الإضاءة في خلفية الشاشة، عندما يزيد الضوء الآتي من الغرفة، سواء أتى من الشمس أو من مصابيح الإنارة. وفي السياق عينه، توضح شركة «باناسونيك» (تصنع أربعين في المئة من أجهزة البلازما عالمياً)، أن تلفزيونها المقبل من نوع «فييرا في» يستهلك كمية أقل من الكهرباء بمعدل 48%، بالمقارنة مع الأنواع التي تباع في السوق راهناً.
كيف سيتفاعل الجمهور اللبناني مع هذا الاندماج بين تطور الـشاشات وميلها الأخضر في استهلاك كهرباء أقل؟ هل يهتم أصلاً بهـذا التطوّر، أم أن أسعار تلك الشــاشات تبقيها خارج متناول الشطر الأكبر من ذلك الجمهور؟ ســؤال ما زالت إجابته طيّ المجـهول.
تعليقات: