الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله
أكد الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله اننا في حالة صعود في القوس الصعودي وعدونا في حالة هبوط في القوس النزولي.
وشدد السيد نصر الله على ان معركة الوعي اليوم هي مواجهة مخطط الفتنة ومخطط اصطناع عدو وهمي وتضليل الناس عن العدو الحقيقي ودفع الناس الى معركة لا يستفيد منها الا العدو الصهيوني.
وأشار سماحته الى انه من المؤمنين بقوة ان هذه الامة تجاوزت مرحلة الوعي المؤسس للانتصار ودخلت في مرحلة الوعي الذي يصنع الانتصار الفعلي كما فعلته 2000 و2006.
السيد نصر الله الذي اطل عصر اليوم الاربعاء عبر شاشة قناة المنار في المؤتمر الدائم لدعم المقاومة الذي عقد في قاعة الاونيسكو في العاصمة اللبنانية بيروت تحت عنوان "المقاومة في معركة الوعي والذاكرة" اكد الامين ان الوعي ليس من عوامل أو أسس أو شروط قيام حركة مقاومة أو استمرارها إنما اعتبره الشرط الأساسي والأول والأهم وهو شرط وجود المقاومة والثورة والنهضة.
وأكد سماحته انه والى ان تتحق الاهداف وتُنجز المعركة فاننا نخوض معركة الوعي في أمتنا وعن عدونا، مشدداً على ان الذاكرة جزء من هذه المعركة التي نخوضها جميعاً.
واعتبر الامين العام لحزب الله ان الوعي هو شرط وجود والدوام لأن الغفلة في أي مرحلة من مراحل المقاومة والجهاد قد يؤدي الى انحراف، واشار الى ان الوعي شرط وجود وكمال لأنه بمقدار ما يتعمق ويشتد ويتسع سيساعد ويسرع في انجاز الهدف والوصول الى الغاية".
وشدد السيد نصر الله على ان قيادات وحركات المقاومة ومنذ بداية الصراع مع اسرائيل، عملت على الوعي لأن استقطاب مجموعة من المقاتلين لا يمكن أن يقوم الا على أساس الوعي والمعرفة، وقال: "كما نحتاج الوعي على المستوى الشعبي لاحتضان أي شعب لخيار المقاومة ووعي على مستوى الأمة لأن طبيعة الصراع القائم لايمكنه أن تحسمه مقاومة في بلد إنما تحسمه الأمة من خلال تضامنها وتضافرها وتوحدها".
واعتبر سماحته ان المقاومة ومنذ البداية هي التي أحدثت وأوجدت وعياً في مسألة الصراع العربي-الاسرائيلي، وأوجدت ذاكرة خصوصاً في السنوات الأخيرة من حركة المقاومة، مشيراً الى انها لم تكتف فقط بنشاط أو جهد دفاعي في مسألة الوعي بل انها دخلت في المرحلة الهجومية على هذا الصعيد عندما بدأت تتدخل في وعي العدو".
السيد نصرالله اوضح ان الاسرائيلي كان دائماً يشن الهجوم على وعينا ويفرض أنماطاً او استنتاجات معينة، لكنه اشار انه ولأول مرة تدخل المقاومة بفعلها الجهادي والإعلامي وحربها النفسية لتقوم بكي الوعي الاسرائيلي كما اعترف قادة العدو بأنفسهم، وركز على انه ومن أهم نتائج انتصار عام 2000 قيام انتفاضة الأقصى وحرب تموز وسلوك غزة حيث أنها أصابت الوعي الاسرائيلي في الصميم.
واعتبر سماحته انه ومهما حاولت وسائل الاعلام العربية أن تخفف من هذا الانتصار فهي لن تقنع لا قادة اسرائيل ولا شعبها بأنهم لم ينهزموا، وقال في هذا الاطار: "فليس المهم ما تقوله هذه الوسائل بل المهم ما يجري على الضفة الثانية فيما خص وعي العدو وإعلامه، والدليل على ما أقوله أنه عندما كنت أخطب أنا أو أحد قادة المقاومة كان يكون هناك بث حي لخطبي وترجمتها، وهذا سعي من الادارة الاسرائيلية لتقديم الناطقين الرسميين بإسم المقاومة، بذهن الاسرائيلي كان يريد تشويه المقاومة، لكنه بعد حرب تموز وصلوا الى تقييم يقول أن هذه الاطلالة المباشرة التي يؤمنها الاعلام الاسرائيلي تؤثر ايجاباً لدى المقاومة عند الرأي العام الاسرائيلي وتفضحه وتؤدي الى كي وعيه، ولذلك من جملة عبر حرب تموز يتجنبون البث المباشر انما يقومون باقتطاع كلمات وجمل لا تخدم حرب المقاومة على العدو، انما تجزئتها بشكل يخدم العدو كما يجري عندنا هذه الأيام".
الامين العام لحزب الله شدد على انه وفي معركة الوعي التي نخوضها لدينا جملة من عناصر القوة التي يجب أن نركز عليها منها اننا نملك قوة الحق حيث ان القضية التي نقاتل من أجلها هي قضية عادلة وقضية حق ومشروعة ولا غبار عليها وهذه نقطة قوة.
وقال: "وإذا بحثنا في أي قضية بين شعب وشعب أو بلد وبلد لن نجد قضية أوضح وأعدل من قضية صراع المقاومة مع اسرائيل في هذه المنطقة.
وتابع سماحته: "عندما يتساءل العالم عن سر الثبات الأسطوري للمقاومة في لبنان وفلسطين، فالسبب ليس السياسة ولا التشكيل التنظيمي ولا مسار المعركة إنما خلفية العدل والحق التي ينطلقون منها، حين يصبح شبابها ككهولها يواجهون الموت دون خشية أو تردد".
ثم تحدث الامين العام لحزب الله عن النقطة الثانية الاساسية من نقاط القوة التي تستند اليها المقاومة وهي المصداقية، أي القدرة الفعلية على اثبات مصداقية الخط الذي تدعو اليه المقاومة.
واعتبر سماحته انه قد لا يكون صعباً إقناع شعوبنا بقضيتنا حتى الذين وقعوا اتفاقات سلام مع اسرائيل، وقال: "عندما تكلمهم يسلمون لك بعدالة قضيتك وهذه هي المرحلة الأسهل في معركة الوعي، لكن المرحلة الأصعب هي مرحلة الاقناع بالخيار الذي تسلكه هذه القضية وهذا ليس سهلاً أبداً".
واكد الامين العام لحزب الله انه مع النقاشات التي خاضتها المقاومة في بدايتها الثمانينات فان نقطة قوة المقاومة أنها وخلال سنوات قليلة استطاعت بالفعل الميداني والجهادي والاستشهادي بالاستشهاديين من مختلف الأحزاب والقوى، استطاعت أن تصنع وعيا على مستوى أمتنا بصوابية وأحقية خيار المقاومة. وشدد على ان لبنان بشبابه وناسه الذين احتضنوا هذه المقاومة، استطاعوا أن يثبتوا صدقية هذه المقاومة، وعقب قائلاً: "أنا أود أن أصحح أول هزيمة للاسرائيليين لم تكن في 25 أيار 2000 انما كانت على 84 و85 عندما اضطر الاسرائيليين أن ينسحبوا من بيروت والضاحية وبعض الجبل وصور والنبطية، تلك كانت الهزيمة الأولى التي أسست لانسحاب عام 2000 ".
واشار السيد نصرالله الى انه تم إسقاط مجموعة كبيرة من المفاهيم الكاذبة التي صنعها الاسرائيليين وصدقوها ومنها الجيش الذي لا يقهر والشعب الموعود من الله الذي لا يهزم، وقال: "هذا الشعب الموعود هزمته المقاومة".
كما وتحدث الامين العام لحزب الله عن النقطة الثالثة من نقاط القوة التي يجب التركيز عليها، وهي القدرة على التعبئة المتاحة أمام حركات المقاومة، مشيراً الى ان حركات مقاومة هم أبناء هذه الأرض والمنطقة، ينتمون الى حضارتها والى دياناتها السماوية والى ثقافتها الغنية وهو ما يمكن من خوض معركة قائمة على اسس فكرية وثقافية وأخلاقية وشاعرية بكل ما للكلمة من معنى".
كما اعتبر سماحته ان الخطاب القرآني الذي دخل على خطاب المقاومة في الآونة الآخيرة كان له آثر كبير في اندفاعة المقاومة واحتضانها وصمودها وصمود الناس.
وفي النقطة الرابعة اكد السيد نصرالله ان الذاكرة، ذاكرة الصراع والذاكرة التاريخية، التي تشجع عليها التربية القرآنية، مشيراً الى ان قوة المقاومة اليوم هي في استحضار مجريات الأحداث وتمشيط الذاكرة بشكل دائم.
وقال في هذا الاطار: "ان العدو كان رهانه دائماً على الوقت حتى ننسى، ولن ننسى والسما زرقا، العدو يراهن على أن الوقت يُنسي الشعب الفلسطيني أرضه والذين عاشوا في المخيمات يتوفون والأجيال الجديدة لم تزر أرض فلسطين، جزء أساسي من المشروع الصهيوني الذي يساعده فيه بعض العرب هو النسيان".
وشدد السيد نصرالله على احترام كل التجارب التي سبقت المقاومة مؤكداً الاستفادة من أدائها وعملها ونقاط قوتها وضعفها، ونبني عليها ونعتبرها دخيلة في كل الإنجازات التي حصلت. كما ودعا السيد نصرالله الى ان تبقى مجازر العدو الوحشية حاضرة لصنع الوعي، وأيضا عمليات المقاومة وذلك لكي الوعي الصهيوني.
وفي النقطة الخامسة اعتبر السيد نصرالله ان فقه الأولويات عند حركات المقاومة يساهم في صنع الوعي، وقال "لطالما أعطينا الأولية المطلقة لمقاومة العدو، وهذا ما طالبنا به دائما وخاصة في فلسطين، لأنه مسألة اولوية في صنع الوعي والدعوى الى المسار الصحيح".
واعتبر سماحته ان التحدي الحقيقي اليوم في مسألة الوعي هو معركة العودة وتحديد العدو، واشار الى ان المقاومة استطاعت ان تكرس وبوضح ان اسرائيل هي العدو وأن المشروع الاسرائيلي المتبنى بالمطلق من أميركا هو العدو، وتحدث عن انه ومنذ سنوات هناك جهد أميركي غربي اسرائيلي يتقاطع مع بعض الجهد العربي الذي يحاول أن يختلق للأمة عدواً وهمياً ليحرفها عن العدو الحقيقي، وهذا العدو الوهمي تارة اسمه ايران ويقدم بعنوان الاطماع الفارسية في الأرض العربية وأحيانا يقدم بعنوان الشيعة والتشيع والهلال الشيعي، واكد انه ما زال يتم العمل على هذا الموضوع بشكل قوي".
السيد نصرالله اوضح انه ومع حكومة مجيء نتنياهو- ليبرمان فانه عندما يطالبهم العرب بالاعتراف بحل الدولتين فانهم يتوجهون للحديث عن النووي الايراني، وان حكومة نتنياهو تعمل بمنطق العمل المشترك مع العرب لحل الموضوع الايراني ثم تكمل الموضوع الفلسطيني. وقد رحب سماحته بالتصريحات الجيدة لبعض المسؤولين العرب والتي تحدثت عن ان الخطر هو النووي الاسرائيلي وليس الايراني.
واذا حذر سماحته من ان الاسرائيلي كان دائما يلعب على هذا الوتر، اسف لبعض الاصوات التي تخرج في بعض دول الخليج وعلى مستوى النخب والتي تتحدث عن أنه يجب لها ان تتعاون مع اسرائيل لحماية العالم العربي من ايران الفارسية والشيعية، وان البعض منهم يذهب للقول لكي نحمي أهل السنة.
واعتبر الامين العام لحزب الله ان المعركة الأخيرة التي يخوضها المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة هي معركة إحداث صراع عربي ايراني وسني- شيعي مؤكداً انه ان أفشلناه ستكون قد انتهت اسلحة الشيطنة والعقل الابليسي الأميركي-الصهيوني في المنطقة.
واشار السيد نصرالله الى ان ايران التي اعلن إمامها أقدس يوم في السنة هو يوم القدس، هي التي غيرت التحالفات الاستراتيجية عندما أسقطت الشاه، وهي التي أقامت أول سفارة لفلسطيني في العالم ولم تتوانى في دعم الشعب الفلسطيني، وانها وفي الزمن الذي يُهدد فيه كل من يدعم فلسطين ويوصم بالإرهاب تقف في وضح النهار وتعترف أنها تفتخر بدعم فلسطين والشعب الفلسطيني، وقال: "لا يجوز أحد أن يخجل أن يقول نعم نحن على علاقة مع ايران وتدعمنا ايران ونفتخر بدعمها، ما هو المخجل في ذلك".
وتابع السيد نصرالله الى ان صوت ايران اليوم هو الصوت الأعلى في وجه اسرائيل ومشروعها، وانه ما من احد يجرؤ أن يقف في الأمم المتحدة ويقول ما قاله نجاد في مؤتمر دوربان.
وختم السيد نصرالله بالدعوة لمعركة الوعي في مواجهة مخطط الفتنة واصطناع عدو وهمي وتجهيل الناس عن العدو الحقيقي ودفع الأمة الى معركة لا يستفيد منها الا العدو الصهيوني، وقال: "أنا من المؤمنين بقوة أن هذه الأمة تجاوزت مرحلة الوعي المؤسس للانتصار ودخلت مرحلة الوعي الذي يصنع الانتصار".
تعليقات: