في استذكار سماحة الامام المغيب السيد موسى الصدر

السيّد حسن ضاهر ،رئيس بلدية دبين أمام اللوحة التذكارية
السيّد حسن ضاهر ،رئيس بلدية دبين أمام اللوحة التذكارية


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى جميع الأنبياء والرسل سيما نبي المحبة والتسامح عيسى بن مريم عليه وعلى أمه أفضل واذكى السلام.

أصحاب الفضيلة،

أصحاب المعالي،

رؤساء البلديات والمخاتير،

الفعاليات الرسمية والاجتماعية أهلنا الكرام...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن يكون عنوان حفلنا هذا في دبين ا.

هذا الامام الظاهرة في التاريخ المعاصر في اوائل النصف الثاني من القرن العشرين. السلام عليك يا امامي أينما كنت في عليائك او في محبسك. عليك مني ومن جميع محبيك وعارفيك السلام يا من كنت امام الأمة والوطن والمجتمع، حيث كنت، امام الكنيسة والخلوة والجامع على السواء ولم تكن لطائفة او مذهب دون الباقين. لن ننساك. نستذكر اليوم لتنذكر فيك الطهر والإيمان بالله والوطن حيث كنت من اول الداعين الى وأد الفتنة في مهدها. لن ننساك.

نستذكرك، لنتذكر وقفتك واعتصامك في راس النبع في أوائل حرب الفتنة عام 1977 داعياً لوقف الاقتتال. لن ننساك.

نستذكر، لنتذكر صلاتك في كنيسة دير الاحمر داعياً فيها لنبذ الاقتتال الطائفي والمذهبي. لن ننساك.

نستذكر لنتذكر ونذكر كيف كنت تتصرف مع المواطنين بروح سمحاء في صور حيث كنت تقيم. كنت يا سيدي جامعة تختزن الفكرو الوعي والايمان والطهر والثقة بالنفس داعياً لنصرة المحرومين من كل المذاهب والأديان. لن ننساك.

نعم يا سيدي كنت حالة نادرة أين نحن منها الآن في عصر الردة هذا... ولا غروة ولا عجب ان تتجسد هذه الخصال الحميدة في النجباء من طلاب جامعتك هذه فأنبتت في نفوسهم العزيمة والقوة والثقة بالنفس دون ان تزعزعها العواصف والرياح العاتية، فأثمرت تحريراً وتنمية.

تحريراً على أيدي المجاهدين البررة الذين اعادوا للأمة جمعاء وللبنان بشكل خاص العزة والمجد والكرامة وباتوا على كل شفة ولسان يتباهى بهم احرار العالم أينما وجدوا في أسقاع الارض بقيادة واشراف وتوجيه سليم من مساحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله دام ظله الشريف.

هذا الامام الملهم الذي اثبت للتاريخ والعالم انه على مستوى رفيع من المسؤولية والحكمة وبعد البصر والبصيرة والقائد الفذ الذي لا يستكين او يمل مهما تعاظمت عليه الامور ولا يعمل الا بما يرضي الله والضمير بوجدانية قل نظيرها وهذا اما اثبتته السنون الماضية والايام التي نعيش في انتصارات متتالية في كافة الميادين.

وتنمية متوازنة بروح مفعمة بالأمانة والاخلاص من حامل الامانة رجل الدولة والمواقف بأمتياز عنيت به دولة الرئيس نبيه بري حفظه الله. وهو الذي قلنا فيه فيما مضى ولا نزال نردد القول بأنه خزان الفكر العربي وهذا ما اثبتته لنا وللجميع مواقفه الجريئة وتصرحاته السليمة في ادارة شؤون البلاد والحكم فيها بحيث استحق ايضاً عن جدارة بحامل لقب جامع الشمل اللبناني.

يا امامي نحن بحاجة اليك لأن ظلمة ليلنا لا تزال حالكة مذ فقدناك. نعم بحاجة اليك لأن الوطن وشعبه الذي تركت ما زال يئن ويتخبط في محنته والتشرذم يسود جميع قادته ومسؤوليه. نعم بحاجة اليك اليوم اكثرمن اي وقت مضى لتضم تحت ثنايا عبائتك جميع مكونات الشعب اللبناني من مختلف المذاهب والاديان بكل المحبة والحنان والاخلاص لأنك كنت وبشهادة الكثير من رجالات الدين من كل المذاهب ممن عاصروك وعايشوك رجل السلام والمحبة ونصيراً للمحرومين والمستضعفين من المذاهب والملل ومهما كان عرقهم ومعتقدهم. بحاجة اليك اليوم في عصر الردة هذا حيث السهام تصوب الى خليفتيك من الأقربين والابعدين ومن كل الجهات لإضعافهم والنيل منهم ولكي يعودوا بنا الى الوراء ولكن الود والاتفاق والتلاقي وشبك الايادي وعقد الخناصر الذي تم بينهما ما جعلهما قطبي الرحى في اية معادلة تمت او قد تتم في لبنان ومن أن السهام لن تبلغ مناها بل ستتكسر على صخرة وحدتهما ومن أن التاريخ لن يعود الى الوراء ابداً مع من صنع تاريخاً جديداً للبنان وكتب كلماته بأحرف من القاني فثق يا دولة الرئيس بأنه والحالة هذه ستبقى مع الإمامين الصدر ونصر الله والعمادين ورمز البلاد فخامة العماد وجميع الشرفاء من حولكما بهذا الوطن الرمز والعنوان لكل القيم والمبادئ التي ينادي بها احرار العالم.

نعم يا إمامي بحاجة اليك لنقول لك ها هم ابناؤك واحفادك في المقاومة على العهد باقون وبالخط والنهج متشبثون وبماثور قولك يعملون وبالتعايش الإسلامي المسيحي متمسكون وعليه محافظون ودائماً بالقول يرددون إن الطوائف نعمة والطائفية نقمة.

ولا يعرف طعم الحرية وقيمة الأمن والأمان إلا من كان يعاني من عدم وجودهم واعتقد ان ستون عاماً من استباحة ارضنا في الجنوب وحريتنا والتنكيل والقتل والتهجير والتدمير هي كافية لأن تقول من هنا وبالفم الملآن للقريب والبعيد بأننا متشبثون ومتمسكون بهذه المقاومة وسلاحها اليوم واكثر من اي وقت مضى ما دام في اجسادنا عروق تنبض وما دامت الحاجة اليها لم تنتفي والاحتلال جاثم على ارضنا وتهديداته لنا مستمرة. تأسياً بقول أمير البلاغة امامنا علي بن ابي طالب عليه السلام جنه بالذل لا ارض بها وجهنم بالعز افخر منزلي.

وأيضاً يحضرني في هذا المقام قول مأثور لزعيم لبناني عظيم عنيت به الزعيم أنطون سعادة حيث قال: "إن لم يكن من الموت بداً فمن العار أن تموت جباناً، إنما الحياة وقفة عزٍ فقط"

الإخوة الحضور ما كنا لنجتمع ها هنا في دبين إلا تخليداً للعظماء وببركة دماء الشهداء فكان لا بد لمجلس بلدية دبين وبطلب من رئيسه السابق الدكتور علي حجازي الذي اراد ان يترك للتاريخ ما يعظم العظماء من شواهد وآثار فقرر المجلس البلدي ان ينشأ هذه الحديقة ويطلق عليها اسم حديقة الإمام السيد موسى الصدر وتضم في احد اركانها معلماً يرمز لروضة الاستشهادي عامر توفيق كلاكش (ابو زينب) كون هذا العظيم لا يوجد له اي معلم آخر. وهو صاحب ما يسمى بعملية المطلة حيث زلزل الارض تحت اقدام الاسرائيلين بتاريخ 10/3/85 وقضى على ثلاثة وثمانون عسكري من مختلف الرتب. وتخليداً لذكراه وذكرى الاستشهادي عمار حسين حمود المقام له نصب تذكاري على مدخل البلدة الجنوبي الشرقي والذي على يده انبلج فجر جديد وسطعت شمس الحرية في العام 2000 تقرر تسمية الشارعين لبلدة دبين من الجهة الجنوبية الغربي بإسم الاستشهادي عامر توفيق كلاكش (ابو زينب) والشرقي بإسم الاستشهادي عمار حسين حمود علنا ان نكون قد وفينا شهدائنا بالنذر القليل القليل لما لهم من حق علينا لأن الله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه العزيز:

بسم الله الرحمن الرحيم:

"قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"

صدق الله العلي العظيم

الإخوة الحضور،

لا بد من الاشارة والتنويه الى ان هذه الحديقة وهذا البناء القلعة الذي سيكون مبنى للبلدية هما من تصميم واشراف رئيس البلدية السابق الدكتور علي حجازي الذي نكن له كل الاحترام والتقدير ومن منطلق القول أن آثارنا تدل علينا فإسألوا غيرنا عن آثارهم فبإسمي وإسم المجلس البلدي في دبين نتقدم منه بجزيل الشكر والعرفان بالجميل لما قدمه خلال فترة ولايته للمجلس من خدمات جليلة للبلدة ستبقى راسخة ابدية.

اشكر حضوركم ومساهتكم في احياء هذا الحفل سائلاً الله ان يوفقنا واياكم لحسن مرضاته انه نعم المولى ونعم النصير.

عشتم عاشت المقاومة عاش لبنان.

الكلمات السياسية في الحفل في بلدة دبّين

ألبوم صور الحفل في بلدة دبّين

كلمة ألقيت في حفل تدشين الحديقة العامة في دبّين في 16 أيار 2009

تعليقات: