سعد الله مزرعاني
شدد مرشح الحزب الشيوعي اللبناني عن دائرة مرجعيون - حاصبيا سعد الله مزرعاني على ضرورة مشاركة الحزب في الانتخابات النيابية رغم أنها الأسوأ والأكثر فساداً وذلك بهدف تشكيل حالة اعتراض على الأوضاع الحالية في لبنان، مشيراً إلى أنّ بعض القوى لا تريد نهوضاً للحزب الشيوعي في الجنوب بشكل خاص.
واعتبر مزرعاني، في لقاء سياسي دعت إليه منظمة ميس الجبل في الحزب الشيوعي اللبناني، أنّ الانتخابات النيابية الحالية يمكن وصفها بأنها "الأسوأ والأكثر فساداً"، وهذا ما تؤكده العوامل الأربعة التي تميّز هذه الانتخابات هي "تأجيج العصبيات الطائفية والمذهبية ودفعها إلى الحد الأقصى، واستخدام المال السياسي والانتخابي على أوسع نطاق، واستخدام السلطة عبر تسخير المواقع العامة في خدمة المصالح الخاصة، إضافة إلى التدخل الخارجي الذي يتوزع الآن على محورين".
وأشار مزرعاني إلى أنّ "بعض السفراء لا يترددون في القيام بزيارات انتخابية يومية لسحب هذا المرشح وإدخال ذاك"، مضيفاً أنّ "هناك أيضاً نشاطات غير مرئية في هذا المجال لتشكيل بعض اللوائح".
وأضاف أنّ "نتيجة لهذه العناصر الأربعة، إلى جانب قانون الانتخاب السيء والذي يكرّس الانقسام، فإن الانتخابات الحالية لا تقدم أي أمل بأن يمكن من خلالها الخروج بمحصلة أفضل، أو محاولة حل جزء من مشاكلنا".
وحول ما يثار من أسئلة حول سبب مشاركة الحزب الشيوعي في الانتخابات، أوضح مزرعاني أنّه "لا يجوز أن نتخلى عن موقعنا، وأن نسلم بأن اللعبة محصورة فقط ما بين الطرفين اللذين قررا القانون وقررا المسار وسيقرران النتائج"، مشدداً على أنّ "لا بد من أن ندافع، من خلال مشاركتنا، عن موقف ورأي وبرنامج وتصوّر لطريقة معالجة أزمات البلد".
واعتبر مزرعاني أنّ "المشاركة، وإن كانت صعبة، فهي الخيار الأصح كي لا نغيب عن الناس"، موضحاً أنه "طالما أن هناك إمكانية للصلة بالناس وفتح حوار معهم ومحاولة إيصال رأي وموقف فإنّ هذه الانتخابات ينبغي أن تخاض".
ولفت مزرعاني إلى أنّ "الشيوعيين خاضوا تجارب عديدة واجهوا خلالها عمليات قمع وتزوير نتائج، سواء بشكل جزئي أو كلي، وما نشهده هو جزء من النضال من أجل التغيير".
وحول المفاوضات التي سبقت إعلان الحزب ترشيحاته، أوضح مزرعاني "عندما قررنا المشاركة في المعركة الانتخابية، كنا نفكر في شكل مشاركتنا، بمعنى هل نخوض المعركة كمستقلين أو ضمن تقاطعات مع بعض القوى التي نتقاطع معها في موضوع المقاومة والمشروع الأميركي، وقد لاحظنا أن هناك كتلتين في البلد، الأولى نتقاطع معها في الموضوع المتعلق بإسرائيل ومشروع الشرق الأوسط الكبير، والثانية لدينا خلافات كبيرة معها في العديد من القضايا، وتحديداً في ما يتعلق بمسألة المقاومة".
وأضاف أنه بالنسبة للطرف الأول (فريق المعارضة المشاركة في السلطة) فإنّ نقاط الالتقاء كانت على موضوع المقاومة والمصلحة الانتخابية المتبادلة، أما بالنسبة للفريق الثاني (فريق 14 آذار) فإنّ "موقفنا السلبي منه لا يعود فقط إلى الاختلاف السياسي، بل أيضاً بسبب موقفه منا، حيث أن هذا الفريق يقاطعنا بالكامل، كما أنه تدخل في شؤوننا الداخلية عبر دعمه لكل شخص اختلف مع قيادة الحزب عبر تقديم الدعم السياسي والمالي له".
وأمام هذه الخريطة، أضاف مزرعاني، "حصلت صلة فينا من قبل حزب الله، فبدأنا حواراً وطرحنا تصورنا حول نقطتين أساسيتين، الأولى هي قضية إصلاح النظام السياسي القائم والمدخل في ذلك هو إصلاح قانون الانتخاب، والثانية تتعلق بالوضع الاقتصادي الاجتماعي". وتابع أن الحوار استمر من موقع استقلالية موقفنا والتكافؤ الكامل، ثم بدأت تحصل متغيرات بينها المصالحة السعودي-السورية، والصراع على المواقع، والحذر التقليدي عند عدد من الأطراف تجاه العلاقة مع الشيوعيين، ما أدى إلى استبعاد الشيوعيين اتخذ شكل اعتذار.
ورأى أنّ هناك رغبة لدى بعض الأطراف في عدم رؤية أي حركة نهوض للحزب الشيوعي في منطقة الجنوب بشكل خاص. وأكد أن الحزب لم يتلق أي عرض رسمي حول الانتخابات. وشدد مزرعاني على "الترابط بين التغيير والإنقاذ"، موضحاً أنّ "التحرير، على سبيل المثال، هو عملية وطنية صافية يكافأ من قام بدور كبير فيها، وأحياناً تناط به مسألة إدارة البلد سواء عبر الانتخابات أو عبر مجرى العملية ذاتها. أما في لبنان فإنّ التحرير لم يؤد إلى تعزيز وتماسك الوضع الداخلي بل أدى إلى زيادة الانقسام، وهذا ما حصل في العامين 2000 و2006، وحاليا لا ينظر إلى قوة حزب الله بشكل موضوعي، بل باعتبارها قوة تهدد التوازن الداخلي".
ودعا مزرعاني "طرح برنامج للمقاومة بشعارات وطنية عامة، لا يقتصر على جانب واحد، إنما يشمل أيضاً موضوع الإصلاح السياسي والاقتصادي".
تعليقات: