المرحومة الحاجة أم حسين غصن- فاطمة حسين هاشم
لا زلت أتهم الدنيا بالكذب في خبر غيابك!!'' "
جدتي….
يشهدُ لها الفجر المشهود أنها كانت تحضره ، ويشهد لها صوت المؤذن أنها كانت تسمعه ،
ويقرلها ندى البكور أنها كانت تخلطه بماء الوضوء
قلبها والسماء الصافية توأم ، طيبتها وفطرة الطفولة قرين،
ما شكى منها الثرى إذ مَـشـَتْ ، ولا توجَّع منها فراشٌ إذ غـَفَتْ،
ولا تألـّم منها قلبُ إمريءِ إذ حَكَتْ ، ولعل السّحب ُ تشاركها دموعاً إن بَكـَت.
أناسٌ يجهدون أنفسهم تدرجاً في معارج الصفاء، وكانت تصعد مدارج النقاء دونما علم ٍ،
وترتقي سلالم اليقين دونما إرادة ،كانت روحا ً تسبِّحُ في الملكوت، وجسداً على هذه الأرض يضعفُ ليموت .
جسدها الطاهر غطاه التراب،وما أظن السماء أغلقت دون روحها باب،
والآن..جدتي.. بين يديّ غفور ٍتوّاب، فبوجهكِ العظيم ربّاه …أصرف عنها العذاب،وأجعل لها الجنـّة دار مآب.
عاشت الحياة بفطرة،لا تعرف السوء ولا تزرع بـِذرَه،متوكـّلة كطير ٍلا تخشى بـُكره،
واجهت ظروف الزمن وذاقت حلاوته ومُرّه.
اضرّها عاشت بنيةٍ كماءٍ عذب،طلعتها الإشراق ،وضحكتها الإبراق،وعلى مَن حولها الإغداق،
بوافر من الأخـلاق، وكم لاقت في أخلاق الناس جَدب،
لكن…حياتها السماحة والبساطة لها دَرب.
لن ننساك ابدا يا تاتا,لقد رحلت عنا وهذه مشيئة الله ولكن أنت باقية في قلوبنا وسوف ندعو لك ونترحم عليك .
بدوري أتقدم بأحر التعازي من آل غصن وخصوصا والدي أسعد والله يصبرك ويطول بعمرك وتعازيي ايضا من آل هاشم الكرام.
لا يسعني جدتي الا ان ادعو لك بالرحمة والمغفرة وأسأل الله أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة .
اللهم وارزقها لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك.
انا لله وانا اليه راجعون
الفاتحة على روحك الطاهرة
حفيدتك :رنا أسعد غصن
تعليقات: