احدى ساحات مرجعيون
المنطقة الحدودية المحررة في الذكرى السنوية التاسعة للتحرير..
دعوات لتفعيل دورة الحياة وعودة الأهالي النازحين قبل هجرة المقيمين..
مرجعيون:
لم تتحسن أوضاع القرى الحدودية بعيد التحرير إلا قليلاً، فحركة العمل مشلولة والأوضاع الإقتصادية والمعيشية صعبة، ومجمل أحاديث الناس في منطقة مرجعيون في الذكرى التاسعة للتحرير تتجه نحو إنتقاد الإهمال الرسمي وتخلي الدولة عن مهامها تجاههم، ومصاعب الإرتزاق والبحث عن فرص عمل، وهذا الأمر بات يدفع بالشباب أكثر وأكثر للهجرة والمغادرة نحو العاصمة بيروت للتفتيش عن مصادر للرزق·
وعلى الرغم من مرور تسع سنوات على تحرير المنطقة الحدودية من الإحتلال الإسرائيلي، فإن مشاكل أهالي البلدات الجنوبية الذين صمدوا على مدى ربع قرن بوجه العدوان، هي في تزايد مستمر، خاصة بعد عودتها إلى حضن الدولة اللبنانية، ومع دخول المؤسسات الرسمية إليها فهي لا تزال رهينة الإهمال والحرمان على مختلف الأصعدة، سكانها يعيشون على الهامش وبدون مقومات معيشية وإجتماعية وإقتصادية وإنمائية وحتى صحية ضرورية·
<لـواء صيدا والجنوب> جال في المنطقة الحدودية واطلع على الأوضاع فيها واستمع من أهاليها على مشاكلهم وحاجاتهم··
طالب أهالي المنطقة الحدودية بدعم فوري من الدولة لتقوية مقومات العيش فيها، لأنه لولا المساعدات المادية التي وصلت من الدول العربية الصديقة إلى سكانها، وخصوصاً بعد الإنتهاء من العدوان الإسرائيلي في شهر تموز العام 2006، لكانت أغلبية القرى ما زالت مهدمة ومدمرة وتنتظر رحمة المسؤولين في الدولة، المنشغلين في مصالحهم وخلافاتهم السياسية مع بعضهم البعض·
لتفعيل دور مؤسسات الدولة وأمل أبناء المنطقة الحدودية التي كانت محتلة وتحررت في العام 2000، بعودة فعلية للدولة وتفعيل دور مؤسساتها وخدماتها ووزاراتها، لكنهم صدموا بطريقة إحتضانها لهم ومساعداتها المحقة، وبدلاً من تقديم كافة الخدمات ودفع كافة التعويضات المستحقة لبقائهم في أرضهم، وتحسين أوضاعهم الإقتصادية، باشرت أجهزتها ومنذ اللحظة الأولى للتحرير على تحصيل رسومها التي كانت متأخرة بسبب الإحتلال وتعدتها لتصل إلى فرض ضرائب جديدة، ساهمت في تزايد الأزمة الإقتصادية والمعيشية للمواطنين وأضعفت الطبقة الفقيرة التي لم يعد لها مكان في هذا الوطن، وجعلت الحياة شبه مستحيلة·
سياسة الحرمان وإهمال حقوق المواطنين وحاجات القرى إستمرت طيلة السنوات التسع الماضية، ولم يعد المواطن قادراً على تحمل نتائجها في ظل تعطيل عمل المؤسسات بسبب الأوضاع السياسية والتجاذبات والصراعات الحزبية التي شلت البلد خصوصاً في الأعوام الماضية، وتدنى معها مستوى خدمات الدولة إلى درجة لا تطاق، هذا فضلاً عن غياب الدولة بشكل جزئي وأحياناً كامل عن هموم سكان المنطقة·
فالبلدات الجنوبية التي صمدت أمام الجبروت الصهيوني طيلة ربع قرن، تعاني ومنذ فجر التحرير من غياب الخدمات الصحية والإجتماعية، ومن الإنقطاع العشوائي للمياه في العديد من القرى، وكذلك التيار الكهربائي، وتراكم الحفر في الطرقات، وإنعدام فرص العمل جراء غياب المشاريع الإنتاجية والمصانع والمعامل التي تشغل اليد العاملة وتساعد الأهالي على البقاء في وطنهم، وفقدان شبكات الصرف الصحي، وعدم الإهتمام بتصريف الإنتاج الزراعي وبمشاكل العاملين في القطاعين الزراعي والصناعي الذين يعتبران من أهم مصادر رزق شريحة كبيرة من أبناء القرى الريفية الفقيرة· هذا فضلاً عن حاجة المنطقة للجامعات التي من شأنها دعم الطلاب في قراهم، وعدم المغادرة مع عائلاتهم بهدف الإقامة في المدينة لمتابعة تحصيلهم العلمي·
التعويضات والتوظيف المحامي جوزيف الياس (من كوكبا) قال: <لم يتغير شيء بعد التحرير ولم يشعر المواطن بتعويض الدولة عليه بعد 25 سنة من الإحتلال، فالخدمات مفقودة والإنماء مشلول، وهذا المواطن لا يشعر بلذة التحرير ولم يلمس نتائج التحرير على صعيد الوطن مثل غيره من المواطنين بكافة المناطق، فعلى الدولة أن تنظر إلى مشاكل الأهالي وتؤمنها، والتعويضات للمواطنين خلال سنوات الحرب، فالمنازل والمؤسسات التي تهدمت وتعطلت من يعوّض على أصحابها وكذلك الهجرة التي تسبب فيها الإحتلال والعائلات التي تهجرت من يساعدها حتى تعود، وعلى صعيد التوظيف فنحن محرومون منها لأن هذه المنطقة مغضوب على أمرها وموسومة بصفة العمالة ولا تزال وكأننا نحتاج إلى تحرير آخر ولا نعرف متى·
مختار جديدة مرجعيون سامي عبلا، رأى <أن الشيء الأساس في التحرير هو أنك تعيش في كنف الدولة ولا تشعر بالغربة، ولكن ما نواجهه ذلك بفضل الوضع الإقتصادي الصعب، وعند دخول الدولة إليها كان عليها تأمين فرص عمل للمقيمين فيها، لأن الشباب حرموا من التوظيف مدة طويلة بسبب الإحتلال، وبعد زوال الإحتلال فقد الجميع عمله، والأهالي لم يعد بإستطاعتهم تأمين لقمة العيش الحرة، لذلك شهدت المنطقة ومنذ عام التحرير هجرة كبيرة ونأمل أن ينظر المسؤولون إلى إعادة الإنماء الإقتصادي المتوازن لهذه القرى وبسرعة، لكي تتوقف الهجرة ولكي نتمكن من إعادة المسافرين>·
وأضاف: نحن نعيش الفراغ يوماً بعد يوم في قرانا، وهذا شيء سلبي ويؤثر على نفسية المواطنين، وعلى الدولة أن تضع وزنها في المنطقة، لكي يصمد الجنوبيين ولكي لا يفكروا بالسفر، ومن الضروري أن تؤمن مؤسساتها وسائل صمود المقيمين وبخاصة عندما تعتبر هذه المنطقة منطقة المواجهة الأولى·
واعتبر المختار عبلا <أن الدولة نفذت نحو 10% من المشاريع الإنتاجية في المنطقة والمطلوب أكثر بكثير، ولا يوجد مشاريع إنمائية كبيرة فيها، ونفكر بمشاريع لكي نبقى صامدين ولا يكفي أن يقولوا لنا أننا مقاومون وهذه الصورة لا تكفي وعليهم إيجاد الآليات لدعمنا من خلال إنشاء مصانع ومعامل وأماكن تجارية لمساعدة المنطقة>·
نريد سلطة قوية عضو المجلس البلدي في الخيام مهيب فرحات قال: المنطقة عمرت بعد التحرير، وبعد العام 2006 دمرت لكن الشعب المقيم قوي وصامد أعاد بنائها وهو جبار ليس من اليوم فحسب، بل منذ الحرب العالمية الثانية، تهجرنا عدة مرات مرة على كفرشوبا ومرة إلى الغجر، تدمرت بيوتنا وعدنا عمرناها، وما زلنا صامدين، وتعتبر منطقتنا اليوم هي من أفضل المناطق على الصعيد الأمني ونعيش بألف خير مع جميع الطوائف ولا نخشى سوى العدو الإسرائيلي·
وأضاف: نحن لم نرَ الدولة ليس بعد التحرير فقط بل منذ العام 1967 فهي غائبة عن المنطقة، وهي التي تخلت عنا، ونحن لم نتخل عن منطقتنا طيلة هذه المدة، ورغم تخلي الدولة عنا نحن معها ونؤيدها ونحميها بكل ما لدينا من قوة، وعليها أن تفعّل دور مؤسساتها ونريد أن تنهض وترفع الديون عن الشعب وتزيل الفقر، وتؤمن مقومات الصمود والبقاء من بنى تحتية وتعمل على إقامة المعامل والمصانع والجامعات في مناطقنا الريفية وتعمل على تأمين شبكات الصرف الصحي والمياه وغيرهما لتؤمن بقاء المواطن، ونريد في ذكرى التاسعة للتحرير أن عودة الدولة والسلطة الفعلية على المنطقة، وعلى المسؤول الذي يتكلم أن يكون مسؤول عن كلمته، لأن مقولة أسمع تفرح جرب تحزن هي السارية المفعول في هذه الأيام·
محمود هزيمة قال: التحرير فرحة كبيرة لدى الإنسان، لكنها لا تكتمل إلا عندما تعود مؤسسات الدولة إلى العمل لتأمين حاجات المواطنين، وأمل في أن تعود حقوق الأهالي، خصوصاً فيما يتعلق بالتعويضات المتعلقة بالمباني وبالزراعة وبالمؤسسات التي تضررت خلال العدوان الإسرائيلي العام 2006·
الشارع الرئيسي في مرجعيون وساحاتها
المحامي جوزيف الياس
المختار سامي عبلا
عضو بلدية الخيام مهيب فرحات
تعليقات: