إزددنا قناعة باحتمال وجود حادث بعدما تراءى وجود عدد كبير من المسعفين وبعض سيارات الصليب الأحمر اللبناني
كانت مغادرتي للخيام يوم أمس الأحد مبكّرة هذه المرّة (بحدود الرابعة عصراً)، متوجهاً إلى بيروت عبر بلدة مرجعيون...
ما أن بلغنا بوليفار جديدة حتى رأينا أمامنا مشهداً غير مألوف، على مسافة ليست ببعيدة، جمهرة كبيرة من المواطنين ووجود سيارات متوقفة بشكل غير طبيعي.
تبادر إلى الذهن للوهلة الأولى وجود مشكل ما، وكنا كلما اقتربنا أكثر نزداد قناعة باحتمال وجود حادث مروع خاصة بعدما تراءى وجود عدد كبير من المسعفين وبعض سيارات الصليب الأحمر اللبناني...
وتحوّل الشكّ إلى يقين بعدما رأينا شخصاً مصاباً ممدداً على الأرض، لا يحرّك ساكناً ويتلقى الإسعافات الأولية من بعض المسعفين...
أعادني هذا المشهد سنة ونصف بالذاكرة إلى الوراء، عندما وقع لي حادث على طريق الخردلي، أغابني ساعات عن الوعي، ولما فتّحت عيناي وجدت نفسي ممدداً على حمّالة وكان حولي عدد من مسعفي الصليب الأحمر - فرع مرجعيون، كل يقوم بدوره في تقديم الإسعافات الأولية...
كانوا حقاً كالملائكة...
كان لهم الفضل في إعادتي إليّ الحياة بعدما عايشت سكرات الموت!
لكن هذه المرّة لم يكن الحادث عادياً، إنما مناورة للصليب الأحمر..
افترضت المناورة وجود وجود جريح نتيجة حادث.
من ثم تقدمت فرق الاسعاف في الصليب الاحمر وعملت على سحب المصاب ونقله إلى سيارة الإسعاف بطريقة مدروسة بعد تقديم الاسعافات الاولية له.
في هذا الوقت كانت كلما توقفت سيارة، أو اقترب مواطن من ميدان المناورة، تتقدم منه صبيتان بمقتبل العمر، مشرقتا الوجه لتقدما بعض المطبوعات التي تحوي النصائح والتوجيهات.
خطوة جيدة للصليب الأحمر ومجهود مميز للشباب والصبايا المتطوعين، ملائكة الرحمة، الذين نذروا أنفسهم لخدمة الإنسانية...
المناورة جاءت في ذكرى مرور 150 سنة على تأسيس الصليب الأحمر الدولي وكانت بإشراف رئيس فرع مرجعيون (طبيب القضاء) الدكتور أنطوان فرهود ومسؤول الشؤن الداخلية المحامي مالك راشد إضافة إلى وفد من جمعية الصليب الأحمر الدولي.
المناورة تزيد من مستوى أداء الفرق العاملة وتضعها بحالة جهوزية دائمة لخدمة المجتمع...
وما على المجتمع إلا تقدير هذا العمل ومؤازرته ودعمه.
ألبوم صور مناورة الصليب الأحمر اللبناني
فرق الاسعاف في الصليب الاحمر وعملت على سحب المصاب ونقله إلى سيارة الإسعاف
المحامي مالك راشد والأستاذ أنطوان فرهود، مدير الوحدة الصحية، يراقبان المناورة
صبيتان بمقتبل العمر، مشرقتا الوجه، توزعان المطبوعات التي تحوي النصائح والتوجيهات للمواطنين
تعليقات: