التقارب الشيعي ـ الدرزي هل يُترجم انتخابياً؟

زيارة جنبلاط لحاصبيا والبقاع الغربي الأحد المنصرم
زيارة جنبلاط لحاصبيا والبقاع الغربي الأحد المنصرم


التقارب السياسي الذي بدأ منذ شهور وتصاعد في الايام الاخيرة بين القيادات الشيعية والدرزية وبالتحديد بين بري وجنبلاط ثم بين السيد حسن نصرالله ووليد جنبلاط في خطبهما ومقابلاتهما الاخيرة، هذا التقارب هل يمكن ان يترجم انتخابياً، وكيف؟ .

قد يكون ما اعلنه جنبلاط يوم الاحد من حاصبيا عن ان صوته هناك (أي الصوت الدرزي الجنبلاطي) سيكون الى جانب انور الخليل ومرشحي امل وحزب الله اي ان هذا الناخب مطلوب منه ان يشطب من لائحة بري ـ حزب الله اسم المرشح القومي اسعد حردان والمرشح البعثي قاسم هاشم فقط. وقد يكون هذا القول في حاصبيا مقدمة للناخب الدرزي في راشيا من اجل ان تتضمن ورقة هذا الناخب الدرزي في حاصبيا اسم مرشح حركة امل الشيعي ناصر نصرالله بدل اسم مرشح اليسار الديمقراطي امين وهبي تنفيذاً للوعد الذي قيل واعلن بان جنبلاط قطعه للرئيس بري بهذا الصدد قبل تأليف واعلان لائحتي البقاع الغربي ـ راشيا.

ولكن الاكثر اهمية في تلاقي وتعاون الصوت الشيعي مع الصوت الدرزي هو ما يمكن ان يحصل بينهما في دائرة بعبدا حيث كل منهما بحاجة للآخر.

فلو طلب جنبلاط من بعض انصاره في بعبدا التصويت لمرشحي حزب الله علي عمار وبلال فرحات لحقق فوزهما بالتأكيد، وحتى لو انه طلب من انصاره عدم التصويت لباسم السبع وصلاح الحركة فقط من دون التصويت لعمار وفرحات فهو بذلك يكون قد حقق خدمة كبرى لمرشحي حزب الله، ومقابل ذلك يمكن ان يحصل "قب باط" اي نوع من التساهل الشيعي لمصلحة المرشح الجنبلاطي ايمن شقير ما قد يفتح امامه طريق الفوز التي تبدو متعثرة بل صعبة من دون هذا التأييد.

ومع هذا التبادل الذي لن يكون بشكل مباشر من قبل زعيمي الفريقين فان مبادلة غير مباشرة قد تحصل ايضاً بين بعبدا وعاليه لمصلحة ايمن شقير على حساب فادي الاعور في بعبدا ولمصلحة مروان ابو فاضل على حساب فادي الهبر في عاليه وهو الذي يقال بان الناخب الدرزي لم يتقبله بعد. ومن يدري، فقد يحصل ذلك بصورة علنية ومباشرة من دون مواربة او خجل، ومن لا يعجبه ذلك فليبلّط البحر، او حتى السما الزرقا!

تعليقات: