الطريق إلى مزارع شبعا
تغيب الحماسة الانتخابية عن قرى العرقوب حتى تكاد تنعدم في بعض القرى، مترافقة مع شبه غياب للحملات الانتخابية، والسبب هو، برأي المواطنين، أن «النتيجة محسومة سلفا للائحة التنمية والتحرير».
يرافق الاسترخاء، غياب «عجقة» المكاتب الانتخابية، وحتى صور المرشحين المحسوبين على قوى الرابع عشر من آذار. أما الجولات الانتخابية فتبقى محدودة، خصوصا أن غالبية أبناء قرى العرقوب سبق وحددوا خياراتهم في اختيار مرشحيهم، عبر الاقتراع «خدماتيا» لمن لبى مطالبهم في السنوات الماضية وإن كانت خدمات تقدم على مستوى شخصي، و«سياسيا» لأحد مرشحي لائحة التنمية والتحرير بغية إيصال رسالة احتجاجية، ردا على تغييب الخدمات الرسمية عن المنطقة.
وفي العادة، تشهد عطلة نهاية الاسبوع حراكا في قرى العرقوب، إلا أن الوقائع دلت على عكس ذلك. ويعتبر عدد من الأهالي أن الصوت «السني» لن يؤثر في العملية الانتخابية، وحتى بقية أصوات الطوائف من أرثوذكس وكاثوليك ودروز، لأن مجموع أصواتهم لا يتعدى ستة والخمسين ألفا، وعادة تقترع من بينهم نسبة لا تتجاوز الأربعة والعشرين في المئة. والصوت الشيعي هو الغالب، إذ يصل الى نحو 75 ألفا ونسبة المقترعين في العام 2005 وصلت الى 55 في المئة. يضاف الى ذلك، شبه غياب للجولات الانتخابية عن قرى العرقوب، في دلالة يعتمد عليها الأهالي للقول «ليسوا بحاجة لأصواتنا، وليش الكلفة، فالصوت المهم في مكان آخر».
يذكر أن عدد المرشحين وصل الى عشرين، يتنافسون على خمسة مقاعد، إلا أنه بعد إعلان لائحة التنمية والتحرير أنخفض العدد بعد انسحابات عدة، وبات من أبرز المرشحين، مرشح الحزب الشيوعي سعد الله مزرعاني منفردا، في حين شكلت لائحة ثلاثية محسوبة على 14 آذار تألفت من: سني: منيف الخطيب، روم: الياس أبو رزق، شيعي: عدنان عبود، ومستقلين من: شيعي: أحمد الأسعد، درزي: وسام شروف. أما لائحة التنمية والتحرير فبقيت هي ذاتها: سني: قاسم هاشم، شيعي: علي حسن خليل وعلي فياض، درزي: أنور الخليل، روم: أسعد حردان.
«قلعة الصمود»
عانت قرى العرقوب من الحرمان والإهمال المزمن على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والإنمائية والصحية والتربوية بالإضافة إلى الإهمال، الناتج عن الاحتلال الإسرائيلي مدة أربعين عاماً.
وجدير بالذكر أن هذه المنطقة كانت قد احتضنت المقاومة الفلسطينية منذ العام 1968 ويطلق عليها أهلها أسم «قلعة الصمود والمقاومة». وقد تعرضت للاعتداءات الإسرائيلية ودمرت منازلها وشُرّد أهلها مرات عدة.
وعلى الرغم من انقضاء تسع سنوات على انجاز التحرير وانسحاب الاحتلال من الجنوب، ما زال أبناء العرقوب يطالبون ويعملون على استكمال التحرير. وظل العدو الإسرائيلي، في المقابل، يتنكر لحق لبنان في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، على الرغم من تقدّم لبنان بكل الوثائق التي تثبت بشكل قاطع لبنانية المزارع.
ويسجل الأهالي عدم إنصاف العرقوب، من قبل معظم المؤسسات والجهات الرسمية، إذ لم يُدفع أي تعويض للأهالي عن خسائرهم لا قبل التحرير ولا بعده، أسوة بجيرانهم في قرى الجنوب.
وجاء اتفاق الدوحة ليسجل استثناءً في دائرة حاصبيا مرجعيون على حساب أبنائها وخياراتهم ومن دون أن يكون لهم دور أو رأي في اختيار ممثليهم في البرلمان. وبالتالي حرم أبناء العرقوب من متعة وحق خوض تجربة سياسية تؤكد دينامية أبناء العرقوب، وعدم تخليهم عن المشاركة في الاستحقاقات الوطنية.
الحضور الإسلامي
للجماعة الإسلامية حضورها الفاعل في منطقة العرقوب، كبقية القوى السياسية، إلا أنه حضور يتفاوت بين قرية وأخرى. وهي قد أكدت وجودها بعد التحرير في العام 2000 في عدد من البلديات خصوصا في بلدية الهبارية.
أما بالنسبة الى تقديم المساعدات الاجتماعية، فقد كانت حاضرة في كل من كفرشوبا، الهبارية، شبعا، حلتا والوزاني عبر تأمين المساعدات الاجتماعية، وبالأخص في المناسبات الدينية. وبرز دور مهم للجماعة خلال عدوان تموز 2006، فبالإضافة الى تقديم الإسناد الى المقاومة، أمنت المواد الغذائية والأدوية للقرى المحاصرة، لاسيما في كل من شبعا والهبارية وكفرحمام، طيلة 33 يوما من العدوان.
ويشير مسؤول العلاقات السياسية في الجماعة الإسلامية الشيخ وائل نجم، الى أن الجماعة عملت بقدرات متواضعة وبحسب إمكاناتها، لكنها لم تكن بعيدة عن هموم الناس. فساهمت في عدد من المشاريع الإنمائية، كبناء خزانات للمياه، ومدرسة، فضلا عن توجه نحو تحويل الثانوية الشرعية في شبعا الى معهد مهني.
ويعترف بأن ذلك غير كاف لتثبيت الناس في قراهم «فإمكاناتنا متواضعة، ومنطقة العرقوب تحتاج الى اهتمام الدولة الغائبة، علما أنها منطقة مواجهة لم تعرف الراحة حتى بعد التحرير».
ويلفت نجم الى النقص الكبير في فرص العمل والى تدني نسبة المقيمين الى عشرين وخمسة عشر في المئة، وهجرة الشباب الى الداخل والخارج، «ومن يبق يعمل موسميا في الزراعة في ظل غياب روزنامة زراعية، حتى أن تربية الماشية انعدمت لارتفاع كلفتها وانتشار القنابل العنقودية».
أما الحركة السلفية في العرقوب، فتدعم المقاومة الإسلامية في نضالها ضد الاحتلال الإسرائيلي على جبهة المزارع المحتلة، لكنها لا تشارك فيه.
وليس للحركة السلفية في العرقوب أي أنشطة عسكرية، أو حتى سياسية، ويقتصر دورها على «تبصير المسلمين بأمور دينهم»، بالإضافة إلى تقديم المساعدات للمحتاجين والمرضى.
ويقول مدير شؤون المشاريع الخيرية والشؤون الدعوية في وقف النور الخيري الإسلامي في شبعا الشيخ جهاد الزغبي «يتمثل السلفيون في منطقة العرقوب عبر وقف النور كمؤسسة تقوم في معظمها على تقديم المعونات الاجتماعية والمساعدات وكفالة اليتيم والأسر الفقيرة، بالإضافة الى المسائل الاغاثية والتربوية عبر دورات تقوية في المواد المدرسية وتنمية المهارات (أشغال يدوية)، كما أنه يتم العمل لافتتاح مركز ثقافي اجتماعي قريبا في كفرشوبا».
معاناة ووعود
فرض العدو الإسرائيلي منذ الستينيات الكثير من المعاناة والهجرة على بلدة شبعا، كبرى بلدات العرقوب. فقد احتل مزارعها، وشرد عائلاتها. وفي المقابل، عانت البلدة أيضا من إهمال الدولة.
ويقول رئيس اتحاد بلديات العرقوب ورئيس بلدية شبعا عمر الزهيري انه «منذ عقود، لم تنل شبعا من الحكومات المتعاقبة أي اهتمام، وهي بلدة تعد نحو ثلاثين ألف نسمة. تلقينا فقط الوعود والمزيد من الوعود. اندحر العدو في العام 2000 عن معظم الأراضي الجنوبية، وبقيت المزارع وتلال كفرشوبا محتلة. واستلمت بلدة منذ العام 2001، من دون بلدية، وضعنا الأولويات وعملنا على نقل مكب النفايات، وصيانة الصرف الصحي، وشبكة المياه، والكهرباء وغيرها، والدولة غائبة..».
ويتابع «استعنا بالمؤسسات الخارجية المانحة كمؤسسة «مرسي كور»، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي والبنك الإسلامي ومجلس الجنوب، وحصلنا على هبات، كان أهمها بناء مستشفى الشيخ خليفة بن زايد المجهز بأربعين سريرا، ويغطي احتياجات منطقة العرقوب الطبية كافة».
حكاية راشيا الفخار مع المعاناة لا تختلف عن جاراتها العرقوبيات، فهي عايشت الحرمان ورافقته طيلة الحقبة الماضية في ظلغ ياب تام لاهتمام الحكومات المتعاقبة، وبات الأهالي يعيشون حالة من الإحباط والقلق من مصير يجهلونه خاصة في هذه المرحلة المأزومة سياسياً واقتصادياً ومعيشياً.
ويرى رئيس بلدية راشيا الفخار غطاس الغريب أن الأهم لمنطقة العرقوب هو الاستقرار والهدوء، وبقية الأمور يمكن ان تحل. يقول «ان نواب المنطقة لم يقصروا، لكن الظروف لم تسمح لهم بمساعدة المناطق المنكوبة التي مضى عشرات السنين وهي تتعرض للبهدلة منذ العام 1968». وأوضح ان النواب الحاليين قدموا كل العون المطلوب في عدوان تموز من خلال مساعدة الأهالي الذين نزحوا جراء حرب تموز 2006 .
ويؤكد نجم ان منطقة العرقوب تحتاج الى كل شيء: بنى تحتية، طرق، مستشفى عام، ومعامل «وعند مراجعة المسؤولين، يرمي كل طرف المسؤولية على غيره. ما ذنب المواطن في الخلافات الأخيرة بين رئيسي مجلس النواب والحكومة حول مجلس الجنوب؟».
ويعترف الزغبي بأن ما يقدمه «وقف النور» لا يكفي لتثبيت الناس في أرضهم، مشيرا الى ان المطلوب هو معامل إنتاجية، خصوصا للأعمار الفتية، «فالطالب بعد انتهائه من المرحلة الثانوية، يضطر الى الانتقال الى العاصمة لمتابعة دراسته الجامعية، أو الهجرة بحثا عن عمل، وهذا يعطي صورة عن تكوين المجتمع في شبعا ومنطقة العرقوب بأكملها، بحيث باتت الغالبية هي من العجزة والمسنين، مع نسبة فقر مرتفعة، لا سيما بعد خراب الأراضي الزراعية نظرا لإهمالها الطويل».
لم تتعب كفرشوبا بعد من إعادة إعمار ما تهدّمه إسرائيل، ويركز مدير مدرسة الإيمان الإسلامية أبن بلدة كفرشوبا وسيم سويد على أهمية البحث عن وسائل لعودة الأهالي الى قراهم قبل البحث في أي مواضيع أخرى، «المطلوب ان نفكر كيف نؤمن فرص عمل للشباب، وإذا تحسن وضع الطرق فسنرى الشباب مرة أو مرتين في السنة، أما إذا أقمنا مصنعا أو معملا فسنجد الشباب في قراهم».
أضاف «إن بناء المدرسة في مثلت كفرحمام ـ الهبارية ـ كفرشوبا، هو لدعم الأهالي في أرضهم عبر دعم الاقساط التي لا تتعدى ستمئة ألف ليرة، وبدل نقل رمزي (خمسين ألف ليرة).»
نقترع أو لا نقترع
يعتبر مسؤول الجماعة الإسلامية الشيخ وائل نجم أن وجود قانون انتخابي عادل ومنصف، يؤمن الإنماء الحقيقي للعرقوب، ويعزز صمود الأهالي، لأن من ينتخب سيسعى الى خدمة الناخبين، أما إذا فاز المرشح من دون أصوات هذه المنطقة، فلن يلتفت إليها كما هو حاصل حاليا.
وينفي حصول أي تواصل بين الجماعة ونواب المنطقة طيلة السنوات الماضية، «لأنهم نجحوا من دون الحاجة الى أصوات العرقوب، بسبب قانون انتخابي همش شريحة واسعة من الناس، ووقتها قاطعنا الانتخابات، أما الانتخابات الحالية فقد انتهت في 20 أيار 2008 عند إقرار اتفاق الدوحة».
يضيف نجم «يشعر الناس بأن الانتخابات لا تعنيهم، لأنه لم يتغير شيء في الوجوه التي بقيت هي ذاتها، علما بأننا قاطعنا الانتخابات في العام 2005، ومع ذلك نلمس حرصا من كتلة الرئيس نبيه بري للحصول على أصوات العرقوب فالأمر يعنيها كغطاء سياسي من منطقة سنية».
ورفض تحديد موقف الجماعة من المرشحين، داعيا الى الانتظار لبلورة مواقف المرشحين، من دون إغفال مطالب الأهالي.
وأكد ان التحالف مع تيار المستقبل لا يعني التحالف في قرى العرقوب، ومع ذلك الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات.
في المقابل، ومع تأكيده أن العلاقات «جيدة» مع جميع المرشحين، يعتبر الزغبي أن التيار السلفي لا يعنيه لا الانتخاب ولا الترشيح ولا الاقتراع. وحث رجال الدين لأن يكونوا على مسافة واحدة من جميع المرشحين، لتصويب أي خطأ يحصل منهم. وشدد على ان المنهج السلفي يرى عدم جواز المشاركة في المجالس النيابية التشريعية، لأنها تعتبر بالنسبة للسلفية ندا لحكم الشريعة الإسلامية. ورأى ان النتائج باتت محسومة «إن انتخب السنة أم لا. فالمرشح يراهن على أصوات غيرهم».
وأوضح الزغبي ان التيار لا يمنع الناس من أخذ خياراتها بالاقتراع أو عدمه، فلكل شخص فكره وعقيدته ورأيه.
أما الزهيري فينفي أن يكون لنواب المنطقة أي دور يذكر في النهوض بالمنطقة، «باعتبار أن الدولة كانت عاجزة». وقال «إذا لم تتغير سياسة الإهمال بعد الانتخابات النيابية، أطالب بتحقيق اللامركزية الإدارية للبلديات كي تتمكن من إدارة شؤونها، وتلبية حاجات المواطنين». وانتقد غياب دور المغتربين من أبناء البلدة، لعدم إقدامهم على تنفيذ أي مشروع إنتاجي في البلدة برغم قدرتهم على ذلك.
وعن نبض الأهالي، رأى الزهيري وجود «شيء من الحماسة، خصوصا بعد الاصطفاف الحاصل بين مختلف فئات الشعب اللبناني». وأعتبر أنه لتثبيت الأهالي في قراهم تتوجب على الدولة إقامة المشاريع الإنتاجية والحيوية، لا سيما أن صمود المواطن الجنوبي في أرضه نوع من أنواع المقاومة ضد الاحتلال. وأشار الى الوعود الكثيرة التي تلقتها شبعا بعد التحرير بالحصول على تعويضات، و«للأسف لم نحصل على شيء من هذه الوعود». وطالب الدولة بالإيفاء بوعودها «نحن أصحاب حق، في هذه التعويضات بعدما منيت شبعا بخسارة كبيرة في احتلال مزارعها».
بدوره، أشار الغريب الى ان المطلوب من الدولة كثير جدا، هي التي كانت شبه غائبة، و«لولا المؤسسات الدولية وقوات الطوارئ الدولية لكانت الأوضاع أسوأ».
يضيف أن «الطرق ما زالت على حالها السيئة منذ عشرات السنين، وقد وعدنا وزير الأشغال مؤخرا بدراسة حاجات البلدات، لكن للأسف ذهب المهندسون الى مناطق أخرى، وكل ما حصلنا عليه من زفت غطى مساحة خمسمئة متر مربع فقط».
وشدد على أهمية دور الدولة في تأمين الخدمات، لافتا الى ان عمل الجمعيات والمؤسسات الخاصة مهما كان كبيرا يكون غير كاف.
وتمنى الغريب من وزير الأشغال عدم التحيز أو التحزب، فـ «إذا زفتنا طريق راشيا الفخار فستكون الطرق سالكة نحو كفرشوبا وشبعا ومختلف قرى العرقوب».
ولا يتوقع الغريب ان يقدم نواب حاصبيا شيئا للمنطقة، باستثناء بعض المساعدات على صعيد شخصي. وعن حماسة الأهالي في الاقتراع، يشير الغريب الى أن هذه الحماسة مفقودة «يلي كانوا نواب رح يرجعوا، وليش بدنا نتعذب وننتخب». ويقول «خبرتي على مدى أربعين عاما في العمل البلدي، تقول ان المواطن غير مستعد لأن يتكلف ويأتي من العاصمة أو غيرها لينتخب من سينجح من دون جميلته». ويعتبر أن هذا خطأ، لأنه على كل مواطن القيام بواجبه. فهذا واجب وطني وقومي. وعلى كل مواطن الاقتراع «ونحط على عين المرشح أننا انتخبناه». وتمنى على الدولة إقرار قانون يحاسب أو يغرم من لا يقترع.
ورأى الغريب أنه لو انفصل قضاء حاصبيا عن قضاء مرجعيون، لكانت راشيا الفخار خسرت مقعدا مسيحيا. وأعتبر أن أفضل تمثيل يكون من خلال المحافظة والنسبية.
الأهالي والاستحقاق
يعرب ابن بلدة الهبارية المواطن عطوي عطوي عن أسفه لأن يكون عدد السكان المقيمين أيام الاحتلال الإسرائيلي ضعفي عددهم الحاليين، والذي لا يتجاوز في أفضل الأحول الخمسة آلاف شخص، معظمهم من كبار السن. ويقول: في أعقاب التحرير حضر الوزير أنور الخليل الى الهبارية، وسألناه «التحرير تحقق لماذا لم نر التنمية بعد؟».
وينتقد سويد غياب الدولة «شبه التام» عن قرى العرقوب، ويلفت الى ان الجمعيات تضطر الى القيام مقام الدولة في بعض الأمور. وقال «طالبنا أكثر من مسؤول بإنشاء جامعة في المنطقة، أو حتى بفرع للجامعة اللبنانية، ما زلنا على الوعد».
ورأى في اتفاق الدوحة أنه أوقف الحرب، لكنه أبقى المحاصصة، وقال: كنا نفضل أن يكون قضاء حاصبيا منفصلا عن قضاء مرجعيون، أو أن تكون المحافظة مع النسبية. واعتبر أن لا خوف على المقعد المسيحي «سيبقى إن كان في قضاء حاصبيا أو مرجعيون».
ويرفض ابن بلدة كفرحمام أبو عبد الله، الدخول في السياسة، مشيرا الى الطريق، والحفر التي تغزوها، وقال «لا نصطف طائفيا مع طائفتنا، لكن في توزيع الحصص غير محسوبين على الجنوب، لذلك نفضل أن يكون قضاء حاصبيا منفصلا، حتى نعرف نائبنا من هو، لأن الحاصل أن النواب سيأتون بالأصوات الشيعية».
عرفت بلدة كفرشوبا على مدى أربعة عقود (1969 وحتى 2006 ) دمارا لم تشهده أي قرية أخرى، فكان التدمير الخامس لهذه البلدة في عدوان تموز، ويقول المواطن أبو قاسم، «إسرائيل بتقصف وبتدمر ونحن بنعمر مش مهم، بس الدولة ليش غائبة عنا؟». وسأل جاره «وين التعويضات يلي وعدونا فيها عن الأراضي الزراعية، بدن صوتنا للزينة بس».
وقال سويد: حكي الكثير عن احترام لمنطقة العرقوب السنية، لكن على حزب الله وحركة أمل الدخول فعلا الى المنطقة لمعرفة ماذا فعل النائب الذي سمياه، واستطلاع آراء الناس، وأخذ مرشح قريب منهم أكثر.
واعترف بأن حزب الله قدم خدمات اجتماعية وغيرها من المساعدات في كفرشوبا، خصوصا بعد حرب تموز 2006 وفي بناء ما دمرته إسرائيل. وقال: صحيح أن المساعدات العينية والمادية مهمة، لكن المهم تأمين فرص عمل لتثبيت المواطن في أرضه.
وانتقد المواطن عطوي تقصيـر وزارة الزراعة والمشــــروع الأخضــر في استصلاح الأراضي، ومجلس الجنوب الذي أنشئ في السبعينيات بعد اتفــاق القاهرة للعرقوب، وبعد التحرير دفع لأهالي الجنوب خمسة مــلايين ليرة عن كل منزل للصمود، لكن أبناء العرقوب لم يحصلوا على شيء. وتابع: نحسب إداريا على الجنوب، لماذا لا نحسب خدماتيا عليه، مثل بقية القرى؟.
ويشكل القطاع الزراعي المورد الأساسي لأهالي حلتا، ويبدي المواطن عبد العال تخوفه من كثرة انتشار القنابل العنقودية في الأراضي الزراعية. وعن وعود المرشحين للانتخابات اعتبرها وعودا لا تقدم ولا تؤخر، مركزا اهتمامه على ضرورة إزالة القنابل العنقودية والألغام غير المنفجرة، أولا من ثم البحث في الانتخابات.
تعليقات: