الحبر الإنتخابي
أظهر الاختبار الانتخابي الذي جرى أول من أمس، عبر اقتراع 9660 موظفاً وموظفة، من أصل 11 ألفاً، أن الشكاوى من الحبر الانتخابي الذي استخدمته وزارة الداخلية، للمرة الأولى، لا تتعلّق بعدم القدرة على إزالته بل العكس تماماً. فعشرات الموظفين ممن اقترعوا أكدوا لـ«الأخبار» أنهم استطاعوا إزالته نهائياً عبر «وصفات لبنانية»، بدءاً من حامض الليمون وصولاً إلى مادة الأسيتون التي تُستخدم لإزالة طلاء الأظافر.
وكان الوزير زياد بارود قد عقد مؤتمراً صحافياً في الوزارة، أمس، أعلن خلاله أنه «تلقى شكاوى من الحبر المستخدم، وتململاً من استعماله». أضاف: «هذا تدبير اشتراعي ونحن نطبّق القانون. وعلى الرغم من إزعاجه فهو ضروري، وبين الإزعاج والضرورة، طبعاً الخيار هو للضرورة».
لم ينفِ بارود الشائعات التي سرت حول سهولة زوال الحبر، بل لمّح إلى ذلك بقوله «اتخذنا تدابير مع رؤساء الأقلام، مثل خض العبوّة جيداً قبل استعمالها. وتكرار هذه العملية كل ساعتين». كما أوضح أنه يجب غمس الأصبع إلى العقدة وعدم مسحه بالفوطة قبل التأكّد من جفافه.
والسؤال الذي يُطرح على الوزير بارود: هل سها عن بال المدرّبين والمختصين الذين تعاقدت معهم وزارة الداخلية إبلاغ رؤساء الأقلام ضرورة خض العبوّة كل ساعتين ليحافظ الحبر على مفعوله، أم أن الأمر اكتُشف أول من أمس فقط؟
الخبير الكيميائي فاروق مراد أكد لـ«الأخبار» أن مادة نترات الفضة المسؤولة عن بقاء الحبر لمدة طويلة تستقر في أسفل العبوّة لأنها أثقل من الأصباغ التي يتكوّن منها الحبر. لذا، من البديهي أن يجري خض العبوة قبل استعمالها لكي تنتشر مادة نترات الفضة في الحبر».
ومن المعلوم أن مادة نترات الفضّة تتفاعل مع الجلد لحظة تعرّضه للضوء، وتحديداً للأشعة ما فوق البنفسجية، التي تدمغه بلون بني فاتح يستحيل إزالته عبر الغسل بالماء والصابون أو غيرهما من مواد التنظيف، لذلك فإن الإبهام يبقى ملوّناً إلى حين نشوء خلايا جلدية جديدة تحل محل القديمة.
وتراوح المواصفات الصناعية للحبر الانتخابي بحسب تركّز مادة نترات الفضة، حيث تكون هذه النسبة بين 10 و18 بالمئة. لكن سهولة إزالته أول من أمس، تطرح أسئلة عن النسبة التي استخدمتها الوزارة.
الأمين العام للجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات زياد عبد الصمد أكد لـ«الأخبار» أن الجمعية تلقّت أكثر من حالة جرت فيها عملية إزالة الحبر بسهولة. وأمل عبد الصمد أن يُستفاد من الخطأ الذي حصل للتأكد من أن الحبر لن يُزال عن الإصبع قبل مرور 24 ساعة على الأقل، ما يتيح تحقيق الهدف من استخدامه، أي تفادي الاقتراع المزدوج.
بدورها، رفضت المسؤولة الإعلامية في بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات، نويلا هوغي، التعليق على الموضوع، واكتفت بالقول: «لم نتلقّ شكاوى في هذا الموضوع».
تجدر الإشارة إلى شكوى المقترعين من «جلغمة» أيديهم بالحبر الذي سال أحياناً حتى المرفق، ما يطرح تساؤلات عن جدوى تقنية العبوّة بدلاً من استخدام القلم.
تعليقات: