مزرعاني في حديث الى صوت الشعب: في مرجعيون – حاصبيا شيء من التنافس

سعدالله مزرعاني
سعدالله مزرعاني


أكد مرشح الحزب الشيوعي اللبناني في دائرة مرجعيون – حاصبيا سعدالله مزرعاني أنه "مرشح ضدّ النظام السياسي ضد واقع موجود في الجنوب وفي البلد وليس ضدّ أحد، ضد النظام السياسي الذي إذا لم يتغيّر سيعيش البلد مجموعة من الكوارث والمراوحة في أفضل الحالات، وعندما تحصل توترات في المنطقة نتأثر بذلك، ولم يعد لدينا الكثير من الوقود سوى الناس، فقد أصبحنا نقاتل باللحم الحي، فالبلد مديون بحجم هائل، مقسم بشكل هائل، مستقطب من الخارج، يعتريه الفساد، ما هذا القانون الذي يحدّد الإعلان والإعلام الانتخابيين ويجري توزيع الأموال واستقدام الناس من كل بلدان العالم وتدفع لهم الأموال لشراء الضمائر، والأرقام فظيعة، وقد سمّيت هذه الانتخابات الأكثر فسادا في العالم".

رأى مزرعاني في حديث الى إذاعة صوت الشعب ان في الجنوب القليل من المعارك الانتخابية "ففي صيدا معركة كبيرة وفي مرجعيون – حاصبيا شيء من التنافس وثمة بعض التعديلات الموجودة في دائرة جزين أما بعض الأقضية هناك انعدام للتنافس الانتخابي، ففي صور وبنت جبيل والنبطية لم يكلّف أقطاب وأصحاب ومرشحو اللائحة التقليدية أنفسهم عناء إعلان لوائحهم، واكتفوا بصورة للائحة في المصيلح عند الرئيس بري، فيما النشاط الانتخابي والمهرجان وإقامة لقاءات شبه غائبة أو معدومة، ويتحمّل مسؤولية ذلك المتنافسون الذين امتنع قسم منهم من الترشح"، معتبراً ان هذا الوضع "يطرح مهمة كبيرة جدّا للمرحلة المقبلة، ولليوم التالي من الانتخابات، وهو أنّه لا يجوز ترك الجنوب وسائر المناطق من دون إطار يعبّر عن القوى الديمقراطية اليسارية الشيوعية المستقلة التي تجمع في تطلّعها ما بين مسألة الدفاع عن لبنان بالمقاومة وبكل السبل، وبناء دولة عصرية حصينة ومستقلة وسيّدة يجري فيها التخلص من النظام الطائفي كشرط وكمعبر لقيام الدولة، دولة حصينة في مجال التنمية والقدرات الاقتصادية والإنتاج ايضاً، لا سيّما أنّنا نواجه أزمة هائلة يعيشها لبنان، وهي مرشحة لأن تستمر". "وبالعودة إلى مرجعيون- حاصبيا، تابع مزرعاني، هي دائرة مميّزة نسبيا بين الدوائر الأخرى، وقد كان فيها نشاط مبكر ومبادر وريادي للقوى التقدّمية، ولا سيّما للحزب الشيوعي، في مواجهة هيمنة الإقطاع وتهميشه للمنطقة والناس وحاجاتهم ومطالبهم، ونشأت حركة سياسية بأبعاد ثلاثية، مقاومة الاعتداءات الإسرائيلية ومواجهتها بالدفاع الذاتي، إلى جبهة المقاومة اللبنانية التي كان لها دور مشهود له في النضال ضدّ العدو الإسرائيلي، وفي المجال الثقافي إلى جانب المجال المطلبي لتلبية حاجات الناس، وإنشاء أطر لهذا الغرض من نقابات كنقابة مزارعي التبغ، ثم اتحاد وقد تمّ حلّه فجأة"، لافتاً الى ان "هذه العوامل جعلت منطقة مرجعيون- حاصبيا منطقة مميّزة، خاض فيها التيار الديمقراطي معارك كان رمزها الأستاذ حبيب صادق".

وأشار مزرعاني الى ان " بقايا الإقطاع السياسي حاول أن يعود مجدّدا ممثلا بالسيّد أحمد الأسعد إبن الرئيس كامل الأسعد، وإطلالته هذه المرة هي أيضا إطلالة لا تصلح بالتأكيد لأن تكون بديلا لما هو قائم لأنّه يأتي عن يمين القوى الموجودة منذ العام 1992، في العلاقات الخارجية والارتهان للولايات المتحدة والسعودية حاملا الأموال لتوزيعها، ومواقف متعارضة مع الاتجاهات التي أتحدّث عنها، في حين كنا دائما نحاول أن نطرح البديل الديمقراطي واللاطائفي ونحمي المقاومة من سلبيات النظام القائم الذي يحاصرها ويكاد يخنق أنفاسها في الإطار المذهبي"، لافتاً الى انه " نحاول أن نقدّم برنامجا يعالج أزمات البلد المتعدّدة والمتداخلة والمتفاعلة مع أزمات المنطقة. إذا هناك معركة، ونأمل أن نسجّل أرقاما تعد بتطوّر هذا الاتجاه وأن نعمل عليه ونواصل هذا العمل بعد الانتخابات لبلورة حالة جنوبية ديمقراطية قواها موجودة لكن تحتاج إلى إطار".

ورداً على سؤال، قال مزرعاني "المال في الجنوب عملية مفتوحة وحتى في البلد بشكل عام، وهو يزداد بمقدار ما تكون المنافسة أكثر حدة، بحيث يكون هناك فارق متوقع ما بين الكتل والمرشحين فيرتفع السعر، لكن عملية التأثير في الناس من خلال المال هي عملية متواصلة ومعقدة، فمن ليس لديه ضمانات وقدرة على شراء الدواء، يذهب إلى المستوصفات فيصرف فاتورة من ماكينة معيّنة، ويصرفها أيضا في الوقت نفسه من ماكينة أخرى. وقد وصل الأمر إلى حد أن هناك جهات متعدّدة تحاول إلغاء ما يسمّى بالدولة والمؤسسات، وواجب هذه المؤسسات تجاه المواطن، وتربطه فيها علاقة إذلال حقيقي.، وهناك

ثمة رشى تدفع، لتعطيل الصوت، فثمة من يأخذ المال ولا ينتخب على أساس "إقبض ولا تنتخب".

وعن استغلال السلطة قال مزرعاني إنها "عملية دائمة في التوظيف والنقل إلى تدشين مشاريع معظمها وهمي، هذا واقع مأساوي وخطر، وهنا تكمن أهمية الوعي لمحاربة هذه المسألة من خلال الوعي والعمل الدؤوب بكل الوسائل، وليس من خلال التعالي على الناس، والوعي عملية طويلة تحتاج إلى الصبر، فالناس لديها مطالب".

وعن أي أفكار عملانية أو آلية عمل لإعادة تجمع قوى اليسار في الجنوب وفي كل لبنان، قال مزرعاني "طبعا، ففي مرجعيون- حاصبيا هناك قوى فتحنا حوارا معها وأبدت استعدادا إيجابيا للانخراط في المعركة والاقتراع لمصلحة مرشح الحزب الشيوعي، وأبدت أيضا استعدادها للمساعدة، وقد تجاوزنا مجموعة من الإشكالات، وفتحنا صفحة جديدة من التعاون مع الأستاذ حبيب صادق الذي هو شريك الآن في هذه المعركة. هناك أيضا قوى في منظمة العمل الشيوعي نتعامل معها، ولجنة أبناء العرقوب التي تضمّ مجموعة من الشباب الذين ينتمون إلى المؤتمر الشعبي اللبناني برئاسة الأستاذ كامل شاتيلا، وهي مجموعة ناشطة في منطقة العرقوب وفي شبعا بشكل خاص، وقد لعبوا دورا في تأكيد لبنانية هذه المزارع، ونتعاون أيضا مع حزب البعث الذي أصبح طليعة لبنان العربي الاشتراكي. هناك قوى متعدّدة حتى من بعض الأحزاب المشاركة في اللائحة. نحن نضغط بشكل إيجابي على بعض القوى وبشكل خاص على حزب الله القوة الأساسية في الجنوب لكي يدرك خطر الواقع المذهبي على المقاومة التي تعتبر مشروعا حضاريا لمواجهة غزو متعدّد الأشكال، الذي لا يقابل فقط ببندقية واقعة تحت تأثير نظام طائفي".

وعن رؤية سياسية لإخراج الجنوب من الاصطفاف الطائفي والمذهبي بعد الانتخابات، قال مزرعاني"نحن أسسنا المقاومة، ولا ينبغي أن نكتفي بهذا الشعار، ونحن نطالب الذين يحملون راية المقاومة اليوم بألا يسقطوا أو ينسوا المرحلة الأولى، وكذلك نحن لن ننسى المرحلة الحالية". وشدد مزرعاني على ضرورة أن "نكون دعاة مقاومة شاملة وألا تقتصر على الجانب العسكري، لا سيّما أنّ معظم أرضنا تحرّر، لكنّ مشروع الهيمنة سيستمر، فقد فشل مشروع الشرق الأوسط الجديد، وأوباما اليوم لديه طريقة ثانية لكنّ الهدف هو نفسه، وهو اليوم في السعودية للدفاع عن مصالح الولايات المتحدة، لذلك فإن الموقع الذي يعتبر المقاومة عملا عسكريا يجب أن يكتشف أن المقاومة أوسع من ذلك بكثير، المقاومة هي تغيير، تحرير، مقاومة التخلف، والاتكالية والارتهان. هذه المقاومة الشاملة هي عنوان المرحلة المقبلة، لأن البلد وصل إلى ذروة التهرّء، وهذا يدخل في موضوع الإصلاح السياسي".

وأشار مزرعاني الى انه "يستحيل إصلاح النظام، قبل إلغاء الطائفية السياسية، وهناك نص دستور آخر هو إلغاء الطائفية، أي الجمع بين الطائفية والإدارة، الطائفية والسياسة، والطائفية وتحاصص السلطات وموارد الدولة".

وعن المخاوف ممّا بعد الانتخابات، فال مزرعاني "بالمعنى الأمني، لا أحد يستطيع استبعاد التوترات، ولكن إمكانية السيطرة عليها من قبل قوى الأمن والجيش غير كافية، إلا إذا كان هناك قرار من القوى التي تنخرط في هذا النوع من التوترات بوقفها"، مستشهداً بكلام وزير الداخلية زياد بارود "إنّ الأمن هو أيضا أمن سياسي في البلد. نحن لسنا ضدّ الدين بل نحن مع تحرير الدين من الاستخدام السياسي السيّء. وقد أصبح هذا الموضوع مادة عمل كبير لهذه القوى في الانتخابات وبعدها. وبالتالي ينبغي أن نخوض الخيار الإنقاذي من أوسع أبوابه بكل قواه وببرنامج واسع لنؤدّي واجبنا".

وأكد مزرعاني "برنامجنا هو أن نواصل العمل بشكل أكثر وضوحا وأكثر مسؤولية وانخراطا في قضايا الناس والبلد الصغيرة والكبيرة لكي نقدّم للبنانيين خيارا إنقاذيا".

وناشد الناخب أن "يقول كلمته، ولا يسمح للمرشح أن يملي عليه ما ينبغي أن يقول، وبعد ممارسة حقه الانتخابي عليه أن يعرف مدى تأثير صوته في البلد وفي مستقبله. وعندما تُطرح هذه الأسئلة تصبح هناك عملية اختيار أكثر نضجا وأكثر دراية بتأثير هذا الصوت في مستقبل الوضع والبلد والقضاء والمنطقة، والآن الكلمة هي للناخب وليست للمرشح".

تعليقات: