مراقبون لسلامة الانتخابات
على رغم أن صورة المشهد الإنتخابي في دائرة مرجعيون-حاصبيا (138 ألف ناخب) هي أقرب الى "الاستفتاء" منه الى المعركة الحقيقية بسبب عدم تكافؤ الفرص، فإن إقبال الناخب الشيعي على عملية الاقتراع فاق التصوّر، إذ تخطّت 50 في المئة قبيل إقفال صناديق الاقتراع، وبلغت نسبة الاقتراع في قرى العرقوب السنّية نحو 40 في المئة. أما مسيحيا فبلغت نحو 23 في المئة، في حين أن نسبة التصويت الدرزي وصلت حتى الخامسة مساء الى 23 في المئة تقريبا، مع العلم أن نسبة كبيرة، ولاسيما من مناصري الحزب التقدّمي الاشتراكي، لم تكن قد اقترعت بعد.
ميدانيا شهدت القرى الشيعية اقبالا كثيفا على صناديق الاقتراع منذ السابعة صباحا، وشهدت أقلام الاقتراع زحمة ناخبين انتظروا لساعات طويلة للإدلاء بأصواتهم ولاسيما في القرى الكبيرة مثل الخيام وميس الجبل والطيبة. وخرق الهدوء الذي خيّم على معظم القرى بعض التوتّرات التي ضبطت في حينها، كان أبرزها الاستفزاز الذي حصل في بلدة الطيبة لدى وصول رئيس تيار "الانتماء اللبناني" أحمد الاسعد، اذ تجمهر عدد من أبناء البلدة وأطلقوا هتافات تحية للمقاومة واتهامات بالعمالة للأسعد واصفين إيّاه بـ"اليهودي". وبعد الإدلاء بصوته وخروجه رشق بعض المواطنين موكبه بزجاجات المياه. وقام الجيش بالتعاون مع بعض القيادات الحزبية بردع المحتجين والفصل بينهم وبين مناصري الاسعد الذي علّق على الأمر بدعوة المحتجين الى التعبير عن رأيهم بصناديق الاقتراع وليس بهذا الاسلوب "غير الحضاري".
ولاحقا، تعرّض مندوبو الاسعد في بلدة بليدا لاستفزازات مماثلة، مما حدا بهم الى مغادرة مركز الاقتراع. وكان مرشّح "حزب الله" عن المقعد الشيعي علي فياض اعتبر بعد الإدلاء بصوته في المركز نفسه في الطيبة أنّه من المتوقّع أن يفوق الاقبال على التصويت الدورات السابقة، مشيرا إلى أن هذه الإنتخابات تعبّر عن الإرادة الحرة للشعب اللبناني. ودعا الى الاعتراف بنتائجها احتراما للمعايير الديموقراطية.
وفي المقلب الثاني شهدت قرى العرقوب السنّية اقبالا كثيفا أيضا بلغت نسبته نحو 40%، زكّاه اعلان تيار المستقبل دعمه للائحة قرار "مرجعيون - حاصبيا" بأعضائها الثلاثة منيف الخطيب والياس ابو رزق وعدنان عبود، اضافة الى دعم أحمد الاسعد.
أما درزيا في منطقة حاصبيا فقد وصف أحد المراقبين الوضع بأنّه اشبه ب"طبخة بحص". فعجقة المندوبين اللافتة أمام مراكز الاقتراع لم تعكس حجم الإقبال الكثيف على عملية الاقتراع التي بلغت حتى الرابعة بعد الظهر 23 في المئة. وبدا واضحا أن مناصري الحزب الاشتراكي لم تكن بعد قد شاركت في عملية التصويت.
وأرخى تحالف جنبلاط- برّي "بظلاله الثقيلة" على عملية تداخل اللوائح المركّبة في المنطقة ما أحدث بلبلة شغلت طويلا الماكينات الانتخابية الفاعلة لمختلف الأحزاب في المنطقة، وتحدّث البعض عن تحالفات جديدة ظهرت من خلال بعض اللوائح الموزعة، فضلا عن اللوائح الملغومة العديدة التي تمّ استيعابها وسحبها من التداول.
تبقى القرى المسيحية التي شهدت أقل نسبة اقتراع، اذ بلغت نحو 23 في المئة بدأت فاترة صباحا وارتفعت ظهرا ولم تشهد أي حوادث تذكر.
ولوحظ وجود عدد كبير من المراقبين الدوليين وأفراد "الجمعية اللبنانية لمراقبة ديموقراطية الانتخابات" التي سجّلت ملاحظات عديدة لرفعها لاحقا.
تعليقات: