بعد اقتراعها في الضاحية أمس
ليل الضاحية اتصل بنهارها. مسيرات احتفالية حتى ساعات الفجر الأولى لمناصري المعارضة في الغبيري وبرج البراجنة وحارة حريك، وتوافد كثيف على مراكز الاقتراع قبل السابعة صباحاً، موعد فتح الصناديق؛ ومعروف أن عدد الناخبين في هذه المنطقة، التي تشكل جزءاً رئيسياً من دائرة بعبدا، يبلغ نحو 151 ألف ناخب، بينهم 55 ألفاً من المسيحيين، و35 ألفاً من الشيعة، و25 ألفاً من الدروز، ويتوزع الباقون على الطوائف والمذاهب الأخرى. لكن حساب حقل الناخبين في الضاحية لم يكن على قدر حساب بيدر وزارة الداخلية لناحية اعتماد مراكز غير ملائمة، تفتقر لأبسط المواصفات الإدارية واللوجستية، بالإضافة إلى آلية اقتراع بطيئة جداً، جعلت الناخبين يزدحمون على أبواب غرف الأقلام، خاصة في مدرسة النخب ـــــ حارة حريك التي يقترع فيها نحو 5200 ناخب من الموارنة، حضر قسم كبير منهم منذ السادسة صباحاً، من مناطق بعيدة جغرافياً (جونيه ـــــ المتن ـــــ كسروان ـــــ جبيل...)، بناءً على طلب ماكينة التيار الوطني الحر.
لكن اقتراع العماد ميشال عون في هذا المركز، حيث قوبل باستقبال احتفالي من مناصريه، واصطحبه النائب علي عمار والمرشح آلان عون، رفع معنويات المناصرين قليلاً فعدلوا عن قرارهم بالمغادرة، علماً أن البعض غادروا إلى أماكن سكنهم من دون أن يقترعوا، وهو ما دفع النائب علي عمار إلى تهدئة المواطنين المتململين من الفوضى، واصفاً المعركة بأنها «يومنا وعليكم أن تصبروا مثلما صبرنا في حرب تموز 33 يوماً تحت القصف». أما من ناحية سير العملية على الأرض، فكان واضحاً هيمنة ماكينة حزب الله، تليها ماكينة التيار الوطني. كذلك نشطت ماكينة الحليفين بيار دكاش وسعد سليم.
ومن خلال استطلاع آراء بعض الناخبين، خصوصاً المسيحيين، في حارة حريك، لوحظ تركيز قوى 14 آذار على «الخوف المسيحي» من الحضور إلى الضاحية، مع ما أثاره المرشح الياس أبو عاصي الذي قال إنه يركّز جهوده على الجبل، مشدّداً على «تشجيع المسيحيين على الاقتراع لأن هذا في صالحنا». إلا أن سيمون غنيمة المنتمي للقوات اللبنانية أكد أنه حضر بكل حرية إلى المنطقة مع عائلته وعدد من أقاربه من عين الرمانة. ويصبّ في دعم هذا الرأي التوافد الهائل لمناصري التيار إلى المنطقة، ما مثّل ردّاً على حملة تخويف الناخب المسيحي من الحضور إلى الضاحية. إلا أن عبدو ميشال تحومي (مندوب متجول عن الوطنيين الأحرار) قال: «إذا كانت ورقة التفاهم بين الحزب والتيار فاعلة فلماذا لم يفتتح العونيون لهم مكتباً انتخابياً في حارة حريك أو يقوموا بأي مشاريع إنمائية المنطقة؟».
وشهدت أيضاً بلدية المريجة والتحويطة والليلكي إقبالاً كبيراً من الناخبين المسيحيين (الأغلبية) والشيعة على حد سواء. ورأى النائب بيار دكاش في «الثنائي» الذي جمعه إلى المحامي سعد سليم «فرصة لكي تكون أمام المواطن مساحة للتفكير في خياراته متحرراً من اللوائح المعلّبة». كذلك، شدّد المرشح صلاح حنين على «الأجواء الممتازة» التي تسود المنطقة.
أما لناحية «المعارضة الشيعية» في المنطقة، خصوصاً لجهة المرشحين على لوائح 14 آذار كالنائب باسم السبع والنائب السابق صلاح الحركة، فإن الأول «تصبّح» بإشكال في مركز اقتراعه في حي السياد، حيث تعرض له بعض المواطنين بالسباب والشتائم، ونعتوه بالعميل، وهو ما سبب تلاسناً وتعاركاً عمل الجيش على تطويقهما بسرعة. وفيما اتهمت أوساط السبع أنصار حزب الله بافتعال المشكل، نفت مصادر الماكينة الانتخابية للحزب هذا الأمر، مؤكدة أن «التعليمات قضت بتأمين وصول النائب السبع وخروجه من قلم الاقتراع وإليه»، إلا أن «مزاج الناس ليس صافياً تجاه السبع بسبب مواقفه المعادية للمقاومة والمنطقة». أما الحركة، فأكد أن منزله تعرض لرشق بالحجارة مساء أول من أمس من عناصر ترفع أعلام حزب الله «وهذا حزّ في نفسي كثيراً لأنني صديق للمقاومة، وهذه أول مرة أتعرض فيها لموقف كهذا مع الشباب».
كذلك تحدث الحركة عن «صورة مفبركة» تجمعه والنائب السبع إلى قائد القوات اللبنانية سمير جعجع، مع أن الصورة تجمع الأخير بمرشحي 14 آذار المسيحيين فقط في بعبدا.
تعليقات: