سليمان فرنجية بعد اقتراعه في زغرتا أمس
«أنا ممتاز والوضع عندي ممتاز». كانت الساعة قد بلغت الرابعة والنصف من بعد الظهر يوم أمس، حين أجاب الوزير سليمان فرنجية بهذه العبارة على محدثه عبر الهاتف. لم يستند ذلك الموقف الإيجابي للبيك إلى آخر الإحصاءات التي وردته من ماكينة انتخابية ناشطة تضم 2000 عنصر في منطقة زغرتا الزاوية وحدها، وكلهم متطوعون لأنه «أعطيناه صوتنا بدنا نبخل عليه بنهار؟» كما يقول جرجس فرنجية. كذلك، لم يستند إلى اتصالاته مع حلفائه في المنطقة الذين كان على تواصل دائم معهم خلال اليوم، ولا إلى شاشة التلفزيون الذي بقي مقفلاً في قصر بنشعي الوادع طوال اليوم الانتخابي، بل إلى هدوء لطالما اتسم به ابن العائلة السياسية العريقة.
«بيتهموني دايماً إني قليل مروّة وأعصابي هادية زيادة عن اللزوم»، يقول فرنجية ضاحكاً، مدافعاً عن هدوئه بوصفه «من أهم صفات السياسي»، فـ«لازم يعرفوا إنها معركة وبتمرق».
كان تفادي المشاكل الفردية والاحتكاكات أهمّ ما يشغل بال الزعيم الذي أكد أن «إيماني كبير بالزغرتاوية». فقد احتشد هؤلاء بكثافة منذ ساعات الصباح الأولى أمام قلم تكميلية زغرتا الأولى للبنات في حي «الصليّب الجنوبي»، ليستقبلوه ويودّعوه بنثر الأرزّ عليه.
هناك، همست عضو المكتب السياسي في تيار المردة، فيرا يمين، لمنسقة الماكينة الانتخابية، ماريا يمين: «هلق بس يطلّ مننسى وظيفتنا الرسمية... بدنا زلغوطة». وهكذا كان... إذ امتلأت الأرجاء بزغاريد اختلطت بهتاف لجماهير حركة الاستقلال (لائحة الموالاة التي تضم ميشال معوض وجواد بولس ويوسف الدويهي) الذين استقبلوا فرنجية، ومن قبله ابنه طوني الذي اقترع أمس للمرة الأولى، بعبارة: «الله، لبنان، الحكيم وبس».
لم يردّ فرنجية على الهتافات، واكتفى بالقول وهو يهمّ بالصعود إلى سيارته بعدما أدلى بصوته: «غداً يوم آخر». فبالنسبة إلى الزعيم الواثق من الفوز، «أهم شي بعد ما تطلع النتايج إنو يتم احترامها وما حدا يشمت بالخاسر»، معتبراً أنّ «ميشال معوّض ما إلو دور بالهتافات المناوئة للمردة». فالهتّافون «ولاد وما بيعرفوا تاريخ منطقتهن».
ينسحب الطبع الهادئ للبيك على جو ذلك القصر المحاط بالأشجار والورود في بنشعي: أصدقاء قليلون يحيطون بفرنجية وعائلته الصغيرة، يتداول معهم آخر الأخبار، يخبرهم بأنه لم يغمّس إصبعه بالمحبرة عندما اقترع لأن رئيس القلم لم يطلب منه ذلك «قال لي خلص مشي الحال». يقول ذلك فيما يلهو مع ابنته الصغيرة فيرا التي تلمّ خصلة شعرها بوردة خضراء وتفاجئه إذ تنتزع القلم من يد كاتبة هذه السطور لتنجح في رسم دائرة مكتملة.
«هو يفصل دائماً بين المعترك السياسي وجو العائلة في المنزل. فبدل أن يكون متوتراً، كان يطمئننا دائماً، أنا وجميع من حوله منذ الصباح»، تقول زوجته ريما قرقفي التي لا تفارق الابتسامة وجهها، والتي التزمت أيضاً ارتداء بلوزة خضراء.
ماذا ينتظر الزغرتاويون من سليمان بك؟
«المرحلة السابقة كانت ظالمة بالنسبة لأهالي زغرتا»، يقول فرنجية، مضيفاً «شعارنا اليوم هو ردّ الاعتبار». شعار ينتظر الزغرتاويون تحقيقه بفارغ الصبر، وقد بدأوا باستشراف المرحلة الجديدة مع مشارفة اليوم الانتخابي الطويل على الانتهاء، إذ كانت التحضيرات تجري على قدمٍ وساق في الماكينة الانتخابية للمهرجان المعدّ للاحتفال بالنجاح بعد فرز الأصوات.
تعليقات: