كنيسة برج الملوك·· مضاءة بعد إعادة ترميمها
المشروع القطري يعيد بناء ما دمره العدوان الإسرائيلي..
إعادة بناء وترميم أكثر من 50 كنيسة ودير في الجنوب..
مرجعيون:
والمسرّة عندما تأتي بعد مأساة تكون أكبر ووقعها أكثر، فمن لدن الأحزان وغبار البارود والدّمار··· أتت المسرّة سحابة صيف منعشة أطلّت بعد حرب تمّوز 2006 فقرعت لها الأجراس من قلب كنائس الجنوب، وردّدت المجد للّه في العلى الذي لا ينسى المؤمنين، فأرسل إليهم مسرّة عبر دولة قطر··· ما بعدها مسرّة···
لقد شعر المسيحيون في قرى الجنوب بوطأة المأساة بعد أن تعمّدت <إسرائيل> تدمير الكنائس ودنّست كل الأعراف وخرقت القوانين··· في راشيا الفخّار، مروراً بإبل السقي وبلاط والخيام والقليعة وبرج الملوك ومرجعيون، وصولاً إلى دير ميماس وعين إبل ودبل وزوطر الغربية، لتزيد من معاناة الأهالي الذين ينتظرون أيام الآحاد ليمجّدوا إسم الرّب تحت قبّة الكنيسة، حيث يشعرون بأنهم أقرب إلى الله··
<اللـواء> جالت على البلدات التي دمرت كنائسها، وأطلعت من بعض رؤساء البلديات والأهالي على ما قدمه <المشروع القطري> الذي شيد الأماكن الدينية بعدما حولها العدو الإسرائيلي خلال حرب تموز من العام 2006 إلى ركام وخراب··
بعض هذه البلدات يبعد قليلاً عن الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلّة، وبعضها الآخر لصقاً، إلاّ أنّ القاسم المشترك بينها، يبقى الحرمان والبعد عن الخدمات، خصوصاً وأنّ أكثرها كان يقع تحت الإحتلال الإسرائيلي لأكثر من عشرين سنة·
فبعد أن شعر مواطنو هذه القرى بالإرتياح وسعادة العودة إلى أحضان الوطن، أطلّت عليهم الآلة العسكرية الإسرائيلية في تموز 2006 لتعيث في بيوتهم وكنائسهم فساداً وكفراً··· فاكفهروا وظنوا بأنهم دخلوا نفقاً مدلهمّاً لا يعرفون كيف يخرجون منه والعنوان:
<إسرائيل دمرّت كنائسنا>·
وبدت ملامح النور من الأفق نور ساطع عبر رجل أمير تقدّم غير هيّاب ولا وجِل وقال كلمة حقّ تُقال <إسرائيل دمّرت ونحن سنعمّر>·
مرقص: دولة قطر بلدنا الثاني *رئيس بلدية دير ميماس الدكتور كامل مرقص قال: <إنّ ما قامت به دولة قطر وقدّمه سموّ الأمير حمد بن خليفة آل ثاني لبلدة دير ميماس عبر إعادة الحياة إلى <دير القديس ماما> رمز بلدتنا، ينمّ عن صفاء روح عالية ونقاء سريرة وإنتاج وطنيّ، يتخطّى كلّ الحدود ونحن في دير ميماس ننظر إلى سموّ الأمير كأخ وإلى دولة قطر كبلدنا الثاني بعد لبنان، الذي أنقذتم جنوبه وحفظتم كرامة أهله ووحّدتم بين المسجد والكنيسة فيه، ولم تترك سواعدكم بيتاً إلاّ ورفعت بنيانه>·
وأضاف: <إنّ أقلّ ما يمكن أن نقدّمه هو شكرنا الكبير إلى سموّ الأمير ولدولة قطر وللشعب القطريّ، مباركين له كلّ الخطوات التي رفعت من شأن لبنان، وبلسمت جراحه دون إنتظار أو مِنة>·
أبو جمرة: أمير قطر رجل عظيم * وتقول سيدة ستينية التقيناها على مدخل منزلها المطلّ على دير القديس ماما، جانيت أبو جمرة: <لقد بكينا> دير القديس ماما <تعوّدنا عليه ورثناه عن أجدادنا وأجداد أجدادنا، عمره أكثر من 600 سنة (ستماية سنة)··· نعيّد معه ونحزن معه، ندفن موتانا بالقرب منه··· <الله يخرب بيت اللي كانوا السبب <لقد دمّرته إسرائيل بالكامل وسوّت حجارته بالأرض، ومن كثرة القصف تبعثرت عظام موتانا ووصل بعضها إلى مجرى نهر الليطاني··· هذا حرام>!!
تتابع أبو جمرة لتقول: <اليوم الوضع مختلف، نحن نعدّ حجارة إعادة الإعمار وكأننا نربي طفلاً عاد إلى الحياة من جديد، أشعر بالسعادة العارمة، وأنا أرى الحياة تعود إلى دير القديس ماما··· أتصبّح به كلّ صباح، رائع جداً ما تقوم به دولة قطر··· يمكن كلّفهم <كومة> مصاري، ولكنّ الدعاء لهم ولأمير قطر يصل إلى الله بسرعة، لأنه دعاء صادق من كلّ شخص في دير ميماس، خصوصاً وأنّ أمير قطر رجل مسلم، وهو يساعد على إعادة بناء دير القديس ماما، المسيحي، إنّه رجل عظيم أطال الله بعمره وجزاه خيراً، وكلّ المنطقة مدينة لقطر، ونحن نشكر الله على أنّ دولة قطر هي التي تبنّت إعادة إعمار دير القديس ماما لأنه لولاها لبقيت عظام موتانا بالأرض!!>
الخوري: لولا دولة قطر لكان الحزن يسيطر على بلدتنا * شارلي خوري (30 سنة) قال: <لقد تعوّدت أن أزور <دير القديس ماما> بشكل متواصل فهنا أرتاح من كلّ مشاكل الحياة··· أشعر بأنني في عالم آخر بعيداً عن الضجة والضوضاء وبلحظة، برمشة عين تهدّم كلّ شيء وضاع·· <إسرائيل> هاجمت الدير بشراسة، ألقت من القنابل ما يمكن أن يهدم قرية بكاملها··· ولولا القرار القطري لإعادة إعمار الدير بطريقة حديثة وهندسة عالمية، لكان الحزن يسيطر على أبناء البلدة، وأنا واحد من هؤلاء الناس·· واليوم أمنّي النفس في القريب العاجل أن أعود إلى زياراتي إلى <دير القديس ماما>، وأنا لا أكاد أصدق أنّ ما أراه من روعة الهندسة والتّصميم، لذلك نحن نعتبر أنّ قطر أنقذت الدّير وأنقذت معه تاريخ بلدتنا وأجيالنا··· فشكراً لقطر··
الحوراني: لكلّ قطريّ منزلاً آخر في دير ميماس * عضو مجلس رعية دير ميماس للروم الأرثوذكس ومختار بلدة دير ميماس خليل نجيب الحوراني (60 سنة) قال: <نحن في دير ميماس وبإسم جميع أهالي البلدة لن نكلّ من شكر دولة قطر وأميرها وشعبها ومشروعها·
- أولاً: لأنها أعادت بناء دير ماما التاريخي· - وثانياً: أنا كمختار أقول أنه لولا دولة قطر وما قامت به في عزّ الأزمة في لبنان، لمّا كنّا في هذه الأيام نتحضّر لإجراء الإنتخابات النيابية>··
وتابع يقول: <نحن كمجلس رعيّة وعلى رأسنا المطران الياس الكفوري والكهنة، نعتبر أنّ دولة قطر أعادت بناء الدير وأنعشت البلدة من جديد وحافظت على تاريخ الدير البالغ عمره أكثر من ثمانمائة سنة>·
وأضاف: <إنّ مثل هذه المساعدة من دولة قطر من شأنها أن تمدّ الجسور لوحدة دينية عالميّة بين الإسلام والمسيحية في كلّ العالم، وأنّ ما تقوم به دولة قطر وأميرها يصبّ بصورة تلقائيّة في مصلحة الحوار الإسلامي - المسيحي في لبنان، ونحن في النهاية نعتبر أنّ لكلّ قطريّ منزلاً آخر في دير ميماس، معرباً عن شكره الجزيل لدولة قطر ولأميرها ومرحّباً بهم في لبنان ودير ميماس>···
بوهاشم: المشروع القطري يحتضن كل مكونات التلاقي والتعايش * رئيس بلدية زوطر الغربية الدكتور نعمة بوهاشم، وصف المشروع الذي تنفذه قطر <بالمشروع المميز في المكان المميز، في المكان الذي يجمع ويحتضن على مساحته كل مكونات التلاقي والتعايش، هنا في زوطر الغربية البلدة التي صمدت وضحت وانتصرت على الإعتداءات الإسرائيلية، وفدت لبنان كل لبنان، لتعود ونلتقي مع كل أهل لبنان ومن كل الطوائف لنبقى النموذج الرائع في التعايش المشترك>·
وثمن الدكتور بوهاشم <لدولة قطر، عبر المشروع القطري في لبنان الممول الأكبر لهذا المشروع، دولة قطر، أميراً وحكومة وشعبا، هؤلاء أهل الكرم والإيثار، الذين لاقوا أبناء الجنوب في معاناتهم وأحزانهم، بعد العدوان الإسرائيلي في تموز 2006 فلم يبخلوا بالعطاء وساعدوا وساهموا في إعادة الإعمار، فشهدنا قرى تنهض من تحت الركام ومآذن الجوامع وأجراس الكنائس علت شامخة، واحتفلنا معاً بالنصر، حقاً <إسرائيل> تدمر وقطر تعمّر، فلها كلّ الشكر· فدولة قطر تعمر في البلدة كنيسة كبرى إضافة إلى مدرستين الأولى مهنية والثانية مدرسة تربويّة، ولا شكّ في أنّ لإختيار المكان رمزيته·
ياسر المناعي: لا فرق بين الديانات السماوية * مدير المشروع القطري السيد ياسر المناعي (الموجود حالياً في قطر) وفي مكالمة هاتفية قال: <نحن في قطر تعلمنا من صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني - حفظه الله ورعاه، بأن لا فرق بين الديانات السماوية، نتعامل مع الجميع بإحترام ومحبة وتقدير وتفاهم وتسامح· والدستور القطريّ يعطي الحق لجميع الديانات السماوية بإقامة كلّ شعائرها الدينية>·
وأضاف: لقد أنجزنا أكثر من 50 كنيسة ودير لإخوتنا في الطوائف الكريمة من موارنة وروم كاثوليك وروم أرثوذكس، علماً بأنّ ما بين 2-3 كنائس لم تتضرّر في حرب تموز، ولكنها تحتاج إلى إعادة ترميم·
وبناءً على أوامر أمير البلاد المفدّى قمنا بإعادة بناء وترميم في البلدات والقرى الأربع: عيتا الشعب، بنت جبيل، عيناتا والخيام، التي أخذت دولة قطر على عاتقها إعادة بنائها بكلّ ما فيها إضافةً إلى دور العبادة في كلّ الجنوب (كنائس، أديرة، مساجد، حسينيات، خلوات)·
إنّ ما قامت به قطر شكّل نقلة نوعية في طريقة مساعدة دولة عربية لدولة عربية أخرى، ونوّعت في خارطة المساعدات دون التفريق بين لبناني ولبناني على مختلف إنتماءاتهم ومشاربهم·
دير القديس ماما في دير ميماس الذي تضرر جراء العدوان الإسرائيلي في تموز
دير القديس ماما بعد بدء المشروع القطري بأعمال البناء فيه
كنيسة مار جرجس - القليعة التي أعيد ترميمها
تعليقات: