أي لبنان نريد؟
لبنان الوطن
أي وطن هذا الوطن الذي تحاولون إقناعنا به؟ ....
أيّة صيغة تلك الذي تبحثون عنها ولم تجدوها منذ الإستتقلال حتى اليوم؟ ....
أيّ دين هذا الذي تتكلّمون عنه؟ ....
ضربتمونا على خدّنا الأيمن فدرنا لكم الأيسر! ....
أيّة مسيحيّة تلك التي تدّعون مسيحيّة " جماهير القوّات " التي تحطّم رؤؤوس البشر وسيّاراتهم بالعصي والحجار والسكاكين؟ ....
تناسيتم حتى التي ضبطت في ذات الفعل وحاولوا رجمها ....
فمن كان منكم بلا خطيئة فليرميها بحجر .... ولم يوجد من يدينها ....
أيّة ديانة تلك التي تأمركم بضرب وقتل الأبرياء حتى ولو كانوا أعداءكم ؛ ألم تقرأوا فعلاً الإنجيل ؟
أحبّوا أعداءكم ، باركوا لاعينيكم ، صلّوا لأجل الذين يسيئون أليكم ....
وتتكلّمون عن الدين والله والمحبّة ....
وتذهبون إلى الكنائس والجوامع ودور العبادة ....
أيّ دين هذا الذي تدّعون وعنه تدافعون ؟؟
أيّ إله هذا الذي أمركم بالقتل والردّ على التظاهرات ضد الظلم والفساد بالرصاص والقنص والضرب والتكسير؟ ....
أيّ إسلام هذا الذي يدعوكم لأن تحقدوا على الآخرين وتتناسون ما قيل لأهل مكّة بعد العودة إليها وبالنصر المبين؟ ....
ماذا تروني فاعل بكم .... أخ كريم وابن أخ كريم .... فقال لهم إذهبوا فأنتم الطلقاء ....
لم ينتقم لحمزة عمه ولا لأقاربه ولا لكرامته وشرفه وعزّته ؛ بل الإنتقام هو المسامحة وهي الوحيدة التي تعيد العزة والكرامة والشرف ....
أيّة أديان تلك التي تشوّه حقوق الناس وتجعلهم عبيداً للزعماء والمتموّلين من كل المذاهب والطوائف ؟؟؟
المال لغة العصر .... وعصب الفكر ....
فأين هي تعاليم الأديان السماويّة التي تدعونا جميعاً للمحبّة والمسامحة والعيش الذي لا يشوبه ضغن ومكر وخبث وتعالي وفساد ....
كلّكم بدون استثناء تتكلمون عن الفساد والإهدار لأموال الدولة....
فماذا فعلتم لإيقاف هذا الهدروقطع دابر الفساد ؟؟!!
كلكم تتكلّمون عن الوحدة الوطنيّة وإذاعاتكم وكل وسائل إعلامكم سخرتموها ليل نهار للشحن المذهبي والطائفي وكل يدّعي أنّه يدافع عن الله ؛ والله وللأسف أقول وبالصوت الملآن ؛ الله بريئ من جميع المحرّضين وأصحاب الفتن ....
الله بريئ من جميع القتلة والمعتدين على أملاك الناس ومستبيحي أعراضهم ....
الله بريئ من الجميع والله ليس بحاجة لأحد أن يدافع عنه بل هو الذي قال لكم ولجميعكم الله يدافع عنكم وأنتم صامتون ....
فهلا صمتم وأسكتم أصوات إذاعاتكم المنظورة والمسموعة؟ ....
تحالفتم جميعاً مع بعضكم ووقفتم خلف الأبواب تسترقون السمع متى يقتتل الشيعي مع السني...
ومتى يقتتل المسيحي مع المسيحي ومتى تنهار قوائم الدولة حتى تلك التي فصلتم قياساتها على أحجامكم بقوانين إنتخابيّة تناسب كل واحد منكم ....
لم تريدوها أن تعمر وتستمر لأن بطونكم وجيوبكم لها مخازن تمتد من الأرض إلى السماء فلا ولن تشبعوا بالرغم من داء السمنة التي تعانون منه جميعكم وهذا ليس جديداً علينا ....
نعرفه منذ قيام الدولة التي تدّعون بأنها تؤمن العيش المشترك ....
أي عيش مشترك هذا الذي تنادون به وتدّعون الدفاع عنه وأنتم لا تستطيعون أن تعطوا حقوق الوطن والمواطنين ....
فالوطن هو مشاع لكم والحق ليس عليكم بل الحق كل الحق على هؤلاء الذين جعلوا الوطن مشاعاً وسلعة لأمثالكم ....
الشعب ليس هنا والوطنيّون ينامون على حرير وكلما وصل أحدهم إلى فوق نسي أصله ....
وتناسى أن هناك شعبا يجوع يعرى وشعبا يموت بحثاً عن حبة دواء لطفل أو طفلة مريضة ....وهذا الذي ادعى يوما انه منا
ينعم بقصور أورثتها له أيادي سود عبثت ومنذ الإستقلال بدماء وأرزاق هذا الشعب المسكين ....
ليس هناك شعب في العالم يصفق لجلاديه وليس هناك شعب في العالم يستميت من أجل فاسد أو سارق أو خائن للعهد ....
عهد الوطن والشعب ....
فهل يستفيق شعب لبنان وينزع عن نفسه الجهل والتجهيل وقناع المذاهب والطوائف وزعاماتها إلى الأبد ....
ليبقى لبنان وليس من أحد فوق القانون والدولة ....
الوطن أمانة فمتى نستردّ هذه الأمانة ....
أيها اللبناني أي لبنان تريد ؟!
ألبنان الشيعي أم السني أم المسيحي أم العلوي والحبل على الجرار ؟!
تعليقات: