احمد الاسعد: باي باي...

فجأة وفي خطوة تحمل الكثير من الدلالات اتخذ رئيس تيار الانتماﺀ اللبناني احمد الاسعد قراره بحل تياره وصرف جميع المنتسبين والمتفرغين فيه حتى اشعار آخر. وليس مستغرباً ان يأتي هذا القرار بعد خمسة ايام من الانتخابات النيابية حيث بينت الاصــوات التي حصل عليها الاسعد ومرشحوه في دوائر عدة تدنياً في حجم التأييد الشعبي لطروحاتهم وبعد تأكيد الاسعد في اكثر من مناسبة على انه سيكون من بين الذين يخرقون لائحة حركة امل- حزب الله في دائرة مرجعيون حاصبيا.

وجه رئيس التيار احمد الاسعد امــس تعميماً الــى اعــضــاﺀ اللقاﺀ دعــاهــم فيه الــى ضـــرورة التوقف عن العمل التنظيمي والسياسي لــلــتــيــار، وفــصــل بــمــوجــبــه جميع المنتسبين والمتفرغين من الذين يتقاضون رواتب شهرية وعددهم بــــالآلاف، قبضوا يــوم امــس كافة مستحقاتهم. وشــمــل التعميم ايضاً حل التنظيم في جميع القرى والــبــلــدات والمحافظات اللبنانية بدﺀاً من الجنوب الى البقاع وبعلبك وجبيل وبيروت وتشمل الاجــراﺀات اغــلاق جميع مراكز التيار السابقة او التي تم انشاﺀ بعضها لاغراض انتخابية في جميع المناطق باستثناﺀ مكتبي الطيونة والحازمية. ومن بين القرارات سحب المئات من السيارات التي سلمها التيار في وقت سابق لمناصريه وتميزوا بها بحيث بدت علامة فارقة تشير اليهم، وبــدأت اجراﺀات التسلم والتسليم يوم امس.

ولــم يستثن رجــال الدين من قرار الاسعد، حيث توقفت المخصصات الشهرية لاكثر من 15 منهم ممن كانوا يرافقون الاسعد في جولاته ويطلقون الخطب السياسية المؤيدة لتوجهاته.

واوضحت مصادر مقربة من رئيس التيار "انه رفض حتى مناقشته في هذا القرار باعتبار ان لا احد يملي عليه شيئا". وبرأيه "ان اعادة هيكلة التيار امر ضروري ولا بد منها بعد ان اظهرت النتائج ان جميع المتفرغين لـــم يــكــونــوا عــلــى قـــدر كــبــيــر من المسؤولية ولا حتى منتجين وفاعلين على الارض، وهو ما لمسه بعد موجة الاستقالات المتلاحقة من التيار والتي اظهرت وجود الآلاف من الذين انتسبوا للتيار لاسباب مالية ونفعية ليس "إلا. علماً بــأن الاسعد ابقى على مجموعة لا تتجاوز العشرين من المرافقين وبعض المستشارين السياسيين والاعــلامــيــيــن. كذلك اكـــد عــلــى ان مــوضــوع الــبــطــاقــات الصحية التي وزعت على الآلاف من المواطنين قبل الانتخابات لن تتأثر بذلك القرار". واعداً في الوقت ذاته "بالتحضير لخطة عمل جديدة للمرحلة القادمة يسفر عنها منتسبون ممن يثبتون خلال الفترة السابقة وبعد هذا القرار انتماﺀهم الحقيقي للتيار وطرحه السياسي".