الفاتحة
الحاج حسن ابراهيم عبدالله.. وجه خيامي بامتياز، كان يسر كثيرا من محدثه عندما يقول له (الصنديد) فهو لقب محبب الى قلبه، ناله من والده (المرحوم ابراهيم اسماعيل عبدالله).
كان والده قوي البنيه، مهابا، في محيطه الأسري والمكاني، شديد البأس، طويل القامة، وصل إلى الشيخوخة ولم تغير السنين الطوال من عزمه، وكان كريما وشجاعا هي الظروف وكل عواملها قادرة ان تصنع الرجال!
لقد نال ابو علي هذا اللقب عن جدارة فانتقلت الظروف من واقع الى آخر فتغيرات الحيثيات واستطاع ابو علي ان يستثمر هذا اللقب ويعطيه بعدا آخرا ونكهة مميزة ليلبس الكلمة اللبس الجديد عندما منحها القوة ووشحها بوشاح الروعة والغني في الدلالة هو خليط من الطرفة، والحكمة، والابتسامة، وحزن الابتسامة.
كان ابو علي قويا في طرحه عفويا في كلامه لا يردعه ولا يخيفه سؤال ولا تسكته إجابة، من يلحظه وهو يسير متمهلا، متأملا، كائنا ما كان لا بد ان يستوقف ابا عليا ليرمي عليه التحية ويتبعها بسؤال ليسمع منه بالطبع اجابة ظريفه وتعليق لا يخلو من روح الدعاية والفكاهة التي تشكل جاذباً قوياً للأستمرار في الحديث معه دون ادنى كلل أو ملل...
ان غابت تلك الوجوه عن سماء الخيام فبريق لمعانها يكمن مع اشراقت كل شمس وان غابت عن العيون فهي في القلوب خفاقة، حاضرة لن تختفي تلك الإبتسامات لطالما زينة اسوار الخيام وشوارعها وزواياها بحكايات هؤلأ الطيبين البسطاء.
عندما مضيت يا ابا علي احزنتنا كما كنت تفرحنا مهما انتظرنا امام دكاكين الخيام ومهما نظرنا الى جموع اهلها وهم متحولقين حول طاولة الزهر فلن نرى وجهك ولا نسمع صوتك فكرسي القش خالي حزين قد رحل عنه زواره وتركوها.
ما ان نقلب صفحة حتى تتوالى علينا الصفحات، هذه هديتك الينا كتاب حياتك الملئ بالقصص والحكايات الجميلة!
أما هديتنا اليك فهي دمعة فراق، وابتسامة حزينة، فمعذرة منك ايها الصنديد لم يتسنى لنا ان نحمل نعشك او ان نسير خلفه فهذا قدرنا.
عبد اللطيف حسن عبدالله - قطر
تعليقات: