خسرنا والسما زرقا...
ليس هناك إلا الفوز أو الربح ( صبي او صبي)!
المعارضة عملت ليلا ونهارا(24/24) ليس للفوز بالانتخابات النيابية بل لبرامج الحكم ما بعد الانتخابات باعتبار الانتخابات والفوز بها هو تحصيل حاصل لا يحتاج الى وجع راس.
انسحب ذلك على كل المساكين والمؤلفة قلوبهم من المهاجرين والأنصار و الجماهير والزاحفين خلف المعارضة.
حتى ان الحقائب الوزارية قد سلمت الى اهلها باكرا وبقت حقيبة واحدة ضائعة بين ثلاثة هم وئام وهاب ،ورفيق نصرالله، وناصر قنديل. حتى ان ملف تشكيلات السفراء في الخارج طوي مع العلم قد اخذ وقتا طويلا جدا، عندما وجدت المعارضة بان هناك زحمة اسماء تود الذهاب الى فنزويلا للأحتفال مع تشافز، نفس الشيء حصل بالنسبة لطهران، وكانت المفاجأة الكبرى عندما تذكروا بأن اصبح للبنان سفيرا في سوريا.
ما ان اغلقت صناديق الاقتراع حتى انفجرت ابواق السيارات بالتطبيل والتزمير وصدحت الحناجر بالتهليل والتكبير حتى كادت الأمعاء ان تخرج من الافواه وانطلقت صواريخ المفرقعات تغزو الفضاء ليفرح الفارحون بهذا النصر المظفر.
حتى انتصف الليل لا دخان ابيض ولا اصفر ولا اورونج حين لاح في الأفق سخام الهزيمة الاسود ونام الجميع (طب) هزيمة ما بعدها هزيمة لا مبررات ولا ألف excuse me تستطيع ان تقنع احدا بان الموالاة لم تحسن اللعبة بل احسنتها واتقنتها بصورة رائعة واداء عالي الجودة، ونازلتهم في شتى الميادين، ونجحت بأنزالين جويين كان لهما وقعا خاصا الأول في منطقة زحلة، والثاني في منطقة الأشرافية على محور الدائرة الأولى، استطاعت المولاة من خلالهما تغيير وجه المعركة لصالحها.
نقول بغض النظر من كتب لها السناريو والحوار، ومن اشرف على الأنتاج.
لقد افرز تراص صفوف المولاة دورا محوريا امسكوا بكافة جوانبه، وتغلبوا على من كان يفترض منه ان يحقق النصر.
منذ البداية اطلقت الموالاة شعاراتها واعتبرت الأنتخابات بأنها مصيرية فأعدت لها العدة وجعلت من الساحات ميدان حرب، ومن واجب المحارب ان يمارس الحرب النفسية، والدهاء والمكر والتكتيك، الذي يصل به الى مراده ومبتغاه، على قاعدة (الغاية تبرر الوسيلة) ولا يقولنا احد بأن هذا تجاوز. فلبنان كله في حالة من التجاوز لكن على الضفة الأخرى.كان شعار المعارضة حان طرد الأكثرية الوهمية.ان الافراط في التفاؤل جعل المعارضة تستكين الى جبل من الغرور. حيث لم يتبادر يوما إلى ذهن احد شئ اسمه الهزيمة، فقد الهاهم التكاثر حتى زين لهم النصر، و اقفل مسامعهم وقطع الطريق على مداركهم، وافقدهم صوابهم.
فأذا اقتربت الساعة ونفخ في صناديق الأقتراع، حملت رياحها فريقا الى منصة التتويج فشرف مناصريه. وفريق المعارضة بقدر ما كان له من السلبيات فله من الأيجابيات (واذ قسينا عليه هنا فهذا من باب توخي الحيطة و الحذر وتعلم الدروس والأستفادة منها( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ ).
لا نريد ان نضطلع بدور شكلي، لا نفهم من الواقع الا لغة التصفيق والتقليد فهو مسلك سطحي في حركة الوعي لدى الناس، ويبرهن على ضحالة في التفكير. ولكي لا نكون من جوقة وعاظ السلاطين فلينباري كل منا ليصرخ في وجه الآخر صرخة الناقد النابش في ثنايا الذات، والمحذر من الأعوجاج كي لا يفلت من ايدينا حبل النجاة. وتحرفنا سكرات الغرور عن جادة الاستقامة. وتلف محيطنا خيبة امل فنقعد ملومين محسورين، حين لا ينفع الاجهاش بالبكاء ولا ذرف الدموع ولا مال ولا بنون.
نقول هنا و بصراحة و دون مواربة ان في العين قذى وفي الحلق شجى وفي الصدر حشرجة، على الفعل الغير اخلاقي حين تخلى الكثيرون من ابناء صيدا عن اسامة سعد الزعيم الوطني ابن الوطني الكبير معروف سعد الذي نذر نفسه قرباناً للوطن وخاصة لأهل صيدا بكل طبقاتها. لتبقى دمائه تشكل اهم رافداً لحركات الأنتفاضة الجماهيرية المتتالية عبر الأجيال. وحافز قوي كان دائما يؤدي الى النصر. ومحطة من محطات الأمل يستشعر من خلالها بقوة الحق، وجذوة متقدة لا تطفأها انفاس المتاجرين ولا فحيح المتربصين.
لم يكن الوضع في طرابلس افضل حالا مما حصل في صيدا فكان نسخة طبق الأصل والمسرح واحد، ومن سمع الرئيس عمر كرامي قبل الانتخابات حين اسهب في شرح مظلوميته، وما تعرض له اخيه الشهيد رشيد كرامي الذي رفض ان يتخلى عن دوره الوطني، وعن خطه العروبي والطربلسي الأصيل... يأسفنا ان نرى الأكثرية من ابناء طرابلس وهي تنحرف عن خطها المترسخ في اصالته وتبتعد عن زعمائها وترفض في هذه اللحظة ان تمد يد العون والتكريم فبخلت حتى بصوتها، عندما زين لهم الباطل وخرج عليهم بأبهى حلله، فخروا له ساجدين ، ضائعين، بائعين، لتصبح الضمائر تداس بنعال المال، بعد ان نال السوس منهم فعربد في عقولهم.
ان سفن الصحراء المحملة بأطنان المال لم تجد لها طريق الى ارض عامل من ارض الجنوب اللبناني فتحطمت على اسواره واحترقت، امام عنفوان، وكرامة ابنائه قل موتوا بغيظكم هذه امة لن تترك رجالاتها ولا زعمائها فعبير النصر فواح من ريات النصر الخفاقة على روابيها وتلالها.
عبد اللطيف حسن عبدالله - قطر
تعليقات: