أسواق صور ومطاعمها تتحسر على أيام الحركة «الزرقاء»

سيارة دولية أمام أحد فنادق صور (حسن سعد)
سيارة دولية أمام أحد فنادق صور (حسن سعد)


لم يكن مفاجئا لاصحاب المطاعم والمؤسسات السياحية والتجارية في مدينة صور ذاك التراجع الكبير في نشاط ضباط وجنود قوات حفظ السلام «اليونيفيل». فكانوا، ومنذ شهر مضى، يضخون الحياة في اسواق صور ومؤسساتها المختلفة وعلى وجه الخصوص المطاعم والمقاهي.

قد لا يرتبط هذا التراجع في اقبال الجنود وعائلاتهم بشكل اساسي بحادثة استهداف الدورية الاسبانية في سهل الخيام نهاية عطلة الاسبوع الماضي. لكنه يعود، وبحسب ما يجمع عليه اصحاب ومستثمرو عدد من المطاعم والمؤسسات، الى اندلاع المعارك في مخيم نهر البارد وما رافقها من تهديدات للـ«يونيفيل» وصولا الى العثور على «عبوة» غير معدة للتفجير على شاطئ صور. وكانت نتيجة ذلك مزيدا من التدهور في الموسم السياحي الذي يراهن عليه ابناء المنطقة، لا سيما في ظل انكفاء نسبة كبيرة من المغتربين عن زيارة لبنان في موسم الصيف.

يرصد اصحاب المؤسسات السياحية في شارع الكورنيش البحري الجنوبي ومدخل السوق التجاري وغيرها من احياء المدينة المكتظة بالمؤسسات والمطاعم والمقاهي تحركات «اليونيفيل» ويلاحظون بشكل لافت عزوف هؤلاء عن ارتياد المطاعم وخاصة العسكريين منهم ولا سيما الجنود الايطاليين والفرنسيين الذين يشكلون النسبة الاكبر في عديد القوات الدولية في المنطقة.

هذا الواقع الظرفي يخرقه عدم تأثر الموظفين المدنيين وعائلاتهم اضافة الى عائلات بعض الضباط المقيمين في صور وضواحيها، علما ان الدوريات العسكرية التي تسيّرها القوة الايطالية في صور وبلداتها قد بقيت على وتيرتها «مطعّمة» باجراءات احترازية تتمثل بتحصين الجنود من خوذ وسترات واقية ووضع اليد على الزناد «دون الوصول الى درجة اللون الاحمر».

يقلل مدير عام استراحة صور السياحية عماد قانصوه من الحديث عن تراجع كبير في حركة «اليونيفيل» فبرأيه ان «جنود «اليونيفيل» من كافة الجنسيات ومنهم الايطاليون والفرنسيون والقطريون وغيرهم لم ينقطعوا عن ارتياد الاستراحة ومسبحها، حتى في الايام التي تلت حادثة التفجير في الخيام».

هذا الكلام يعاكسه صاحب مطعم اسكندر القريب من الاستراحة حسان اللحاف فيعرض صورة «سوداء» عن الواقع الذي تعيشه المؤسسات السياحية ومنها مطعمه، معتبرا ان التراجع خلال الشهر المنصرم والايام الماضية خصوصا قد بلغ حدا لا يطاق، الجنود اصبحوا مستنكفين عن ارتياد المنطقة وخاصة في الليل بسبب الاحداث الامنية المتتالية». مسجلا استمرار توافد الموظفين المدنيين العاملين في «اليونيفيل».

مديرة العلاقات العامة في مطعم «نوشن» شادن الاسطا تشير الى تراجع تجاوز السبعين في المئة منذ احداث الشمال وحتى الان وتلفت الى ان جنود القوات الدولية ومن كافة الجنسيات، «لا يقصدون المنطقة كثيرا نتيجة عدد من العوامل ومنها الاحداث الامنية والتهديدات واكتفاء الجنود بقضاء مأذونياتهم داخل مراكزهم التي باتت تحتوي على مطاعم وغيرها من احتياجاتهم الاساسية». ملاحظة تراجعا اضافيا في الايام التي اعقبت تفجير الخيام.

يحاول حسين الاشقر صاحب مطعم «ساليناس» تبديد الاجواء المرتبطة بحركة ونشاط «اليونيفيل» ويقول «نتمنى ان تكون الاوضاع الحالية مؤقتة وان تعود الامور الى سابق عهدها وخاصة في صور التي تحتضن كافة جنود «اليونيفيل» وتقيم معهم علاقات ودية وطبيعية».

بينما يوضح عضو جمعية تجار صور غزوان حلواني، أن ايام الاحاد من كل اسبوع «كانت ايام مميزة بالنسبة للسوق التجاري حيث يتدفق الجنود من ايطاليين وبلجيكيين واتراك وصينيين وبرتغاليين الى السوق للتبضع وشراء الحاجيات الشخصية والعائلية». مؤكدا ان الايام الماضية ومنها الاحاد تشهد حركة بطيئة جدا للجنود الدولييين في اسواق صور التي كانت تستعين بهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

تعليقات: