جندي دولي قبالة الموقع الإسرائيلي بعد إزالة العلم والأسلاك الشائكة (طارق أبو حمدان)
كيف أقنع الجيش «اليونيفيل» بأحقية موقفه؟..
كفرشوبا :
نجح الجيش اللبناني وخلال معركة مفاوضات قاسية ومعقدة مع قيادة قوات الطوارئ الدولية، في اثبات حقه على ارضه وصولا الى ردع جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي حاول مرة جديدة الاعتداء على السيادة اللبنانية، عبر قضمه لمساحة محررة في خراج بلدة كفرشوبا، تحت حجة تصحيح اخطاء في الخط الأزرق، فكان ان اقتنعت قيادة «اليونيفيل» بوجهة النظر اللبنانية التي عرضت وقائع ميدانية دامغة لا تقبل الشك، جعلت جيش الاحتلال يقف عاجزا امامها ويأخذ مرغما قرارا بإزالة الخرق عند بوابة حسن الى الشرق من بلدة كفرشوبا.
قضية الخرق الإسرائيلي بدأت تتفاعل بشكل سريع وتصاعدي، مع نشر الخبر وصورة الموقع المستحدث داخل المنطقة المحررة، في «السفير» الخميس الماضي وما تبعه من ردات فعل شاجبة، فكانت اتصالات سريعة ومكثفة بين قيادتي الجيش في المنطقة الجنوبية و«اليونيفيل» في الناقورة، حيث احتج الجيش على هذا الاستفزاز الإسرائيلي الفاضح، والمتمثل بتجاوز السياج الشائك وإقامة نقطة مراقبة الى الشمال منه، وداخل الأراضي اللبنانية بعمق 30 الى 50 مترا، من دون ان تحرك «اليونيفيل» ساكنا مكتفية بالمراقبة وإعداد التقارير، والتي كانت بمجملها لصالح جيش الاحتلال، باعتبار ان هذه المنطقة وحسب مفهوم «اليونيفيل» تقع ضمن الخط الأزرق.
وفي اعقاب لقاء موسع في مقر «اليونيفيل» في الناقورة، عرض خلاله الطرف اللبناني وجهة نظره وكل الوثائق التي تدين اسرائيل، توجه وفد مشترك ضم ضباطا من الجيش وضباطا من الطوارئ، الى بركة بعثائيل وعلى بعد نحو 100متر من منطقة الخرق الإسرائيلي، ومن هناك شرح ضابط لبناني ميدانيا عن واقع المنطقة وحيثياتها، منطلقا من المفهوم اللبناني الذي لا يعترف بخط ازرق في منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وذلك ابتداء من جسر النملة جنوبي الغجر وحتى مرتفعات جبل الشيخ، «فهنا يوجد احتلال وخط عسكري حدودي فرضه جيش الاحتلال منذ عام 1967 وهذا الخط محدد بسياج شائك، يعتمده لبنان وبشكل مؤقت كأمر واقع مفروض، وكل تجاوز لهذا السياج يعتبر اعتداء على السيادة اللبنانية.
أضاف الطرف اللبناني: هناك عند بوابة حسن وفي المكان حيث استحدثت اسرائيل نقطة المراقبة، تبدو آثار غرفة مهجورة وهي عائدة لموقع كان «حزب الله» اقامه في هذا المكان منذ عام 2000 وحتى عام 2006، فهل يعقل ان يكون اقام مركزا داخل المنطقة المحتلة لفترة 6 سنوات؟ فمركز «حزب الله» يمكن ان يكون الشاهد الملك على لبنانية هذه الأرض.
كذلك استعرض الجانب اللبناني ميدانيا ايضا السياج الشائك الجديد، والذي كانت قوات «اليونيفيل» ركزته في محور بركة بعثائيل بناء لرغبة اسرائيل، والتي تعتبر ان هذا السياج يصحح الخط الأزرق في هذه المنطقة، وهو يمتد من الطرف الشمالي لموقع السماقة وحتى الطرف الغربي لموقع رويسة العلم، بطول حوالى 3 كلم وبعمق ما بين متر الى 750 مترا عائدة ملكيتها لأسماء معروفة في كفرشوبا، وللتمويه في تركيز هذا الخط سربت «اليونيفيل» يومها ان انجازه، يهدف الى منع تسلل الأبقار الإسرائيلية من مزارع شبعا الى المناطق اللبنانية، ولدحض هذا الادعاء اشار ضابط لبناني مسؤول في هذا القطاع، الى بقرة اسرائيلية بترت ساقها في انفجار قنبلة عنقودية عند السياج الشائك، لا تزال ترقد بمحاذاة بركة بعثائيل فكيف اجتازت هذه البقرة هذا السياج الى المقلب اللبناني؟، كذلك وجه الجانب اللبناني السؤال لماذا انسحبت اسرائيل في عام 2000 الى خلف حدودها في هذا القطاع كما تدعي، وسمحت لأهالي كفرشوبا بفتح بوابة حسن الحديدية الواقعة على السياج الشائك؟.
وعلم انه تكونت لدى الجانب الدولي قناعة راسخة بوجه النظر اللبنانية، وطلب الوقت الكافي لإجراء اتصالات مع الجانب الإسرائيلي.
من جهته، تفقد قائد «اليونيفيل» الجنرال كلاوديو غراتسيانو على رأس وفد، منطقة الخرق الإسرائيلي حيث التقى بوفد عسكري امني لبناني.
غراتسيانو راقب بالمنظار نقطة الخرق الإسرائيلية وتأكد من رفع اسرائيل لعلمها عن الموقع مع ازالة بعض الأسلاك الشائكة.
وعلم في هذا الإطار بأن الجانب اللبناني طلب من غراتسيانو العمل لتسريع ازالة كامل الخرق وذلك حسب مهلة زمنية لا تتعدى الـ72 ساعة، قبل ان يضطر الى اتخاذ خطوات تصعيدية، ووعد غراتسيانو بمتابعة الوضع خلال الساعات المقبلة.
وقد توجه العشرات من اهالي بلدة كفرشوبا الى بركة بعثائيل صباح امس الاول يتقدمهم النائب قاسم هاشم، للاحتجاج على الخرق الإسرائيلي، وطالبوا برفع الموقع «قبل اضطرارهم للقيام بذلك بأنفسهم مهما كانت النتائج».
الى ذلك، زار غراتسيانو قائد الجيش العماد جان قهوجي في اليرزة، وتناول البحث الخرق الاسرائيلي.
تعليقات: