الحفاظ على الطابع التراثي
أنجز إعادة إعمار نحو 4000 وحدة سكنية وعشرات دور العبادة في الجنوب..
بعد أقل من ثلاثة أعوام على عدوان تموز 2006 وتدمير آلاف الوحدات السكنية في لبنان وخصوصاً في الجنوب، مدت الدول العربية يد العون للشعب اللبناني ومن هذه الدول قطر التي تبنت إعادة إعمار 4 بلدات جنوبية وهي: بنت جبيل وعيناتا وعيتا الشعب والخيام عدا عن تنفيذ مشاريع عدة للبنى التحتية في ثلاث بلدات إضافة الى إعادة إعمار عشرات دور العبادة في البلدات والقرى الجنوبية المختلفة.
المشروع القطري ترك ارتياحاً لافتاً في أوساط الجنوبيين، وخصوصاً ان المكتب القطري فتح الباب أمام المواطنين للاعتراض على مبالغ التعويضات المقررة لهم، وفي موازاة تعثر دفع التعويضات من الهيئة العليا للاغاثة في الفترة السابقة بسبب المناكفات السياسية بين الأفرقاء اللبنانيين.
بنت جبيل: بناء مئات
الوحدات السكنية
في وسط مدينة بنت جبيل تتواصل أضخم ورشة لإعادة الإعمار وتشمل زهاء 1000 وحدة سكنية. هذه المنطقة طاولها تدمير ممنهج خلال عدوان تموز 2006. وسويت معظم المنازل بالأرض ومنها عشرات المنازل التراثية التي تحوي ذاكرة بنت جبيل.
المشهد في بنت جبيل بعد نحو ثلاثة أعوام مغاير تماماً لصورتها قبل العدوان. والمدينة تضع اللمسات الأخيرة على أضخم ورشة لإعادة الإعمار. فوسط البلدة يشهد حركة لافتة بعدما أنجز المكتب القطري المسوحات كلها في الوسط، وشرع في دفع التعويضات. وحتى اليوم تسلّم معظم أصحاب المنازل المهدمة في الوسط، وعددهم يناهز الـ1200، الدفعات الأخيرة من التعويضات.
أما بقية المدينة فقد أنجز معظم أهاليها إعادة إعمار بيوتهم ومحالهم التجارية، ولا يزال آخرون يواظبون على إنجاز ما تبقى، وسوق المدينة التاريخية نفضت غبار الحرب الأخيرة وسط استمرار ورشة الإعمار. يذكر أن المكتب القطري أنجز بناء سوق موقتة وفيها أكثر من 250 محلاً، انتقل اليها عدد من التجار بشكل موقت حتى تتم إعادة إعمار السوق الرئيسية. منير بيضون (53 عاماً) يصف وضع مدينته بالممتاز بعدما قبض معظم الأهالي حقوقهم من المكتب القطري.
عيناتا:
عيون على الإعمار
نزولاً من بنت جبيل تصل الى جارتها عيناتا. المنازل أعيد إعمارها. القبو القديم وحده العائد لعائلة فرج لا يزال على حاله. أما بقية المنازل فعادت أجمل مما كانت.
بعض الأهالي يضعون اللمسات الأخيرة على هندسة منازلهم، وكل شيء يشي أن ورشة إعادة إعمار وسط عيناتا وصلت الى مراحلها الأخيرة. وتقول حميدة جعفر (57 عاماً) "أنجزنا إعادة إعمار منزلنا، وبالأمس قبضنا الدفعة الأخيرة، وبالتالي يكون مجموع ما قبضنا 40 ألف دولار من المكتب القطري لإعادة إعمار الجنوب، ولم يتأخر القيّمون على المكتب عن دفع التعويضات حتى في أصعب الظروف".
المؤسسات التجارية:
انتظار التعويض
أصحاب المؤسسات التجارية يسألون الحكومة، من جهتهم، عن تعويضاتهم عن خسائرهم بعد عدوان تموز. ففي بنت جبيل تضررت عشرات المحال التجارية، كذلك دمرت صيدلية بشكل كامل وبعض المراكز التربوية، علماً ان قطر أعادت إعمار المدارس والمراكز التربوية والمؤسسات العامة.
أما محتويات المحال التجارية فلم يصر حتى اليوم التعويض عنها. وكذلك لم تعوّض الحكومة على أصحاب الآليات الزراعية والسيارات، علماً ان قراراً حكومياً صدر قبل عام ونصف العام كلف بموجبه "مجلس الإنماء والإعمار" تلقي الطلبات من المتضررين، وحتى اليوم لم توضع الآلية لدفع التعويضات. كذلك لم تعوّض الحكومة والهيئة العليا للإغاثة عن المزروعات التي أصابها الضرر الجسيم، وخصوصاً في بنت جبيل وعيناتا وعيتا الشعب وكونين وغيرها من القرى حيث احترقت مئات الأشجار.
من جهته تكفّل "حزب الله" بالتعويض الرمزي عن المزروعات ودفع التعويضات لبعض المزارعين، ولا يزال آخرون ينتظرون ورود اسمائهم من دون ان يلقوا إجابات شافية من المعنيين. ويسجل بعض أصحاب المنازل المهدمة عتباً على الأحزاب في المنطقة لجهة عدم التزامها الكامل دفع بدلات الإيواء انفاذاً لما وعد به الأمين العالم لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في آب الفائت، عندما أعلن أن الحزب سيدفع بدلات الإيواء للمستأجرين الفعليين في الجنوب والضاحية الجنوبية.
عيتا الشعب
في بلدة عيتا الشعب تتواصل عملية إعادة الإعمار، وحال البلدة مشابه لعيناتا وبنت جبيل والخيام، ودفع التعويضات مستمر، لكن بعض الأهالي ورغم تقديرهم جهود المكتب القطري يسجلون عتباً لعدم ورود اسمائهم على جداول الدفع، وبعضهم يحمل المسؤولية للبلدية وكذلك للأحزاب في البلدة. ومن هؤلاء محمد ب. الذي ملّ من المراجعة لدى المسؤولين بسبب ما يصفه بالغبن الذي لحق به من جراء تقدير التعويض لمنزله، ويوضح "لقد قدّروا التعويض لي عن منزلي بـ 40 ألف دولار، مع ذلك ثمة عمل إضافي قمت به وهو عبارة عن إعادة بناء جدار من الباطون المسلح كان قد تهدم خلال الحرب. ولدى مراجعتي المهندس الذي كشف على منزلي تبين أنه لم يشر في تقريره الى هذا الجدار. ولم يكن أمامي إلا مراجعة المكتب القطري في بيروت. وهناك وعدني رئيسه السيد المناعي بدفع تكاليف هذا الجدار، وأنا أشكر له هذه البادرة، وكنت اتمنى لو أن المهندس الذي عمل سابقاً لحساب المكتب القطري لحظ في تقريره هذه الأضرار".
اضافة الى إعادة إعمار المنازل والمؤسسات، أنجز المكتب القطري إعادة إعمار وترميم مرافق عدة في 195 قرية جنوبية منها 48 كنيسة (في زوطر أنجز بناء كنيسة بمبلغ 3 ملايين دولار) ودير و208 حسينيات و303 مساجد (أحد المساجد في بنت جبيل أنجز إعماره بزهاء مليون ونصف مليون دولار) و3 خلوات إضافة الى 27 مجمعاً وحوزة دينية و18 مقاماً دينياً، عدا عن إعادة إعمار وتأهيل 39 مدرسة منها مدارس رسمية في بنت جبيل وعيناتا وغيرهما، وكذلك مدارس خاصة منها "الإشراق" في بنت جبيل بمبلغ مليون دولار ومدرسة عيسى ابن مريم مليونا دولار) ومجمع في قانا بزهاء مليون وتسعماية الف دولار، وكذلك اعيد بناء سوق بنت جبيل بكلفة 3 ملايين دولار.
التعويضات بالأرقام
يذكر ان المكتب القطري حدّد بدل الوحدة السكنية ب 40 ألف دولار تدفع على ثلاث دفعات، الأولى 10 آلاف، والثانية 20 ألفاً فور البدء بعملية البناء، وتسلم الدفعة الثالثة قبل إنجاز البناء أي قبل التشطيب، أما المنازل التي تزيد مساحتها على 130 متراً مربعاً فان المتر الواحد يقدر بـ 300 دولار يصار الى دفعها بعد إنجاز دفع الدفعة الثالثة لجميع المتضررين.
تعليقات: