الكهرباء تلدغ المواطن في حاصبيـا والعرقـوب
كيف تأمّن التيار 24 / 24 في يوم الانتخابات؟
حاصبيا :
ما كادت تمضي ساعات قليلة على اليوم الانتخابي الطويل في السابع من الشهر الجاري حيث نعمت المناطق اللبنانية كافة ومعها قرى حاصبيا والعرقوب بتيار كهربائي مثالي، لم يعرفه المواطنون منذ فترة طويلة، عاد التقنين العشوائي والقاسي في الكهرباء ليضرب المناطق من جديد. وبعد الانتخابات انخفضت ساعات التغذية الى ما بين عشر إلى 12 ساعة يوميا من دون احتساب الانقطاع المفاجئ للتيار خلال التغذية بحجج واهية غير مبررة، مما انعكس سلباً على اوضاع المواطنين الحياتية ومصالحهم مع مطلع الصيف وانطلاق المواسم السياحية.
ويصنف أصحاب المتنزهات والمؤسسات والمصانع التجارية والصناعية أنفسهم «الأكثر تضررا من انقطاع التيار حيث يلجأون إلى المولدات الكهربائية وزيادة ساعات التغذية من المولدات الخاصة. ويرتب التقنين بالتيار مصاريف وأعباء مادية إضافية تفوق قدرة معظمهم، في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الخانقة التي يعاني منها الجميع منذ امد بعيد.
ويأسف أهالي حاصبيا والعرقوب للوضع المزري الذي وصلت اليه حالة الكهرباء في قراهم، وهم الذين كانوا ينتظرون من الجهات المعنية، كما يقول يوسف ابو طي، ايلاء مناطقهم الواقعة على خط النار كل اهتمام، اقلها تيار كهربائي يخفف ولو بشكل جزئي من معاناتهم المزمنة. يقول أبو طي «إن المواطن الحدودي سئم الوعود وآخرها الوعود الانتخابية، وإن السؤال الذي يفرض نفسه اليوم هو حول كيفية تأمين الكهرباء على مدى 24 ساعة في اليوم الانتخابي، وبعده عادت الظلمة لتفرض نفسها من جديد.
ويستغرب كميل نمور، صاحب تعاونية للمواد الغذائية والتموينية، «الاستهتار وعدم المبالاة من قبل مؤسسة كهرباء لبنان، تجاه هذه المشكلة المزمنة والمستعصية والتي تكون دائما على حساب الفقير، الذي يئن تحت وطأة الغلاء والبطالة».
ويشير نمور إلى أن التقنين في التيار يكلف التعاونية ثلاثة آلاف ليرة لبنانية في كل ساعة، «ناهيك عن العتمة التي تخلفها في معظم اقسامها، والتعطيل الذي يلحق بكاميرات الكشف في داخل ومحيط المبنى.
ويناشد كميل زويهد، صاحب مؤسسة استهلاكية، المعنيين بضرورة تمييز المنطقة الحدودية ولو بالتيار الكهربائي فهي تستحق ذلك، «فنحن هنا في المؤسسة لدينا ستة برادات ومعدات لذبح وتنظيف الدجاج، كلها تعمل على الكهرباء وانقطاع التيار يعطل كل اعمالنا، وللتعويض عن انقطاع الكهرباء نلجأ لمولدنا الخاص ولمولد الاشتراك، وهذا يكلفنا حوالى 100 دولار شهريا، ونضطر عندها لزيادة ما بين 10 الى 15 سنتا على الأسعار وهي تطال المستهلك الفقير.
يقول طارق أبو ترابي، صاحب صهريج لنقل المياه، أن انقطاع الكهرباء العشوائي يؤدي الى انقطاع مياه الشفة، مما يضطر المواطن لاعتماد الصهاريج للتزود بمياه الشفة إما من نبع الحاصباني او من مصادر اخرى، وبتكلفة حوالى ثلاثين ألف ليرة للصهريج الواحد، يدفعها رب العائلة يوميا لأن الصهريج بالكاد يكفي العائلة ليوم واحد فقط.
وتتأفف رندة، وهي أم لأربعة أولاد، لتقول إن الحر ليلا وانقطاع الكهرباء يزيد من أعداد الحشرات من بعوض وبرغش «يسرح ويمرح»، «فحرام عليهم أن ينكدوا حتى ساعات نوم أطفالنا، وكأن العذاب والمرارة كتبا علينا في هذه المنطقة ليلا ونهارا».
تعليقات: