غداء شبابي في أحد منتزهات الحاصباني
بشائر الموسم الواعد بدأت تظهر في حاصبيا..
حاصبيا -
مع بداية فصل الصيف لهذا العام تبدو الحركة السياحية في حاصبيا ومنطقتها ناشطة وتبشّر بموسم واعد وفق ما تتوقعه الأوساط المعنية في هذا الشأن والتي تعتبر أن الاستقرار الأمني والسياسي اللذين بدأ ينعم بهما لبنان منذ إقفال ملف الانتخابات النيابية التي جرت في السابع من حزيران الجاري كان لهما وقعاً إيجابياً على مختلف القطاعات الإنتاجية في هذه المنطقة وخاصة على القطاع السياحي الذي بدأت بشائره تظهر بوضوح على الحركة اللافتة في المنتزهات والمقاهي المنتشرة على طول ضفتي الحاصباني انطلاقاً من منطقة رأس النبع شرقاً وحتى الوزاني جنوباً·
منتزهات نهر الحاصباني التي أُدرجت رسمياً على الخارطة السياحية في لبنان قبل خمس سنوات تقريباً تُعتبر من أجمل وأهم المواقع السياحية في لبنان لما تتميّز به من مقومات ومزايا جمالية وطبيعية قد تفتقد إليها مناطق أخرى، كما أن موقعها الجغرافي الذي يشكل صلة وصل بين الجنوب والبقاع جعلها مقصداً للزوار والسياح، وكذلك في ما خصّ قربها من الأماكن والمواقع الأثرية المنتشرة في العديد من قرى وبلدات المنطقة والتي لا تقل أهمية عن آثارات صيدا وصور وجبيل وبعلبك منها القلعة الشهابية في حاصبيا وقلعة بعل جاد في الهبارية وسوق الخان عند المدخل الغربي للعرقوب وغيرها من المواقع والأماكن الأثرية الأخرى·
أصحاب المنتزهات في حوض الحاصباني يأملون بموسم واعد هذا الصيف علّهم يكسرون الجمود الذي تحكّم بهم خلال السنوات الماضية نتيجة الأوضاع الأمنية التي تحكّمت بالمنطقة، كما أنهم يعوّلون كثيراً على الوعود التي يُطلقها المسؤولون في الدولة من وقت الى آخر وخاصة من قبل وزير السياحة إيلي ماروني الذي توقّع قدوم أكثر من مليوني سائح الى لبنان هذا الموسم وأن وزارته ستعمل جاهدة من أجل إنجاحه من خلال دعم هذا القطاع وتقديم التسهيلات لهؤلاء السياح بالتعاون والتنسيق مع الوزارات الأخرى المعنية بهذا الشأن·
لكن يبقى أن تُقرن الأقوال بالأفعال كما يقول "الشيف" التنفيذي لمنتزه نبع البحصاصة ماجد الحمرا الذي يعتبر أن النشاط السياحي في لبنان وفي كل الدول النامية والمتطورة هو العامل الأساسي في تحريك الدورة الاقتصادية ودفعها الى الأمام وأن نجاح العمل السياحي في أية منطقة من لبنان وخاصة في هذه المنطقة بالذات التي عانت خلال العقود الماضية الكثير من الإهمال والحرمان يعتمد على طريقة تسويقه من خلال إرشاد السياح وتعريفهم عليها وذلك عبر مرشدين من الوزارة أو من خلال حملات إعلانية خاصة في ما يتعلق بالسياح العرب والأجانب·
واعتبر الحمرا أن منطقة حاصبيا على الرغم من إدراجها على الخارطة السياحية فهي ما زالت بعيدة عن اهتمام الدولة لتصبح مزدهرة كباقي المناطق الأخرى·
وأشار الحمرا الى أن الحركة في بداية الموسم مقبولة لكنه يراهن على حركة أفضل خلال الفترة القادمة مع انتهاء العام الدراسي ومع إقبال السياح لكنه شكا من التقنين العشوائي للتيار الكهربائي في هذه المنطقة والذي من شأنه أن يرتب أعباء ومصاريف إضافية على أصحاب المنتزهات الذين يضطرون الى تشغيل مولداتهم الخاصة·
كما طالب الحمرا الجهات الأمنية المعنية اتخاذ الاجراءات اللازمة لتسهيل دخول السياح عرباً وأجانب عند معبري زمريا وكفرتبنيت حيث أن التدابير المتخذة قد تدفع أحياناً بهؤلاء السياح الى التوجه الى مناطق أخرى·
بدوره مدير ومستثمر منتزه رأس النبع أسعد الحسنية وصف الحركة بالجيدة على أمل أن تتحسن أكثر في الفترة المقبلة وهذا يتوقف على الدور الذي يجب أن تلعبه الدولة خاصة لجهة إرشاد وتوجيه السياح الى هذه المنطقة التي تعتبر من أجمل المواقع السياحية في لبنان <وهنا نناشد وزارتي السياحة والإعلام وكل الوزارات والمؤسسات الأخرى التي لها علاقة بالشأن السياحي أن تولي هذه المنطقة اهتماماً خاصاً من خلال فقرات وبرامج إعلامية وإعلانية تكشف الوجه السياحي الحقيقي لهذه المنطقة التي شهدت ازدهاراً لافتاً على مدى السنوات الماضية في هذا المضمار>·
ولفت الحسنية الى العديد من المشاكل التي يعاني منها القطاع السياحي في حوض الحاصباني إن كان لجهة التقنين العشوائي للتيار الكهربائي أو الحالة المزرية لوضع الطرقات والصعوبات التي تواجه الزوار وهم في طريقهم الى المنطقة، مشدداً على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة من قبل المعنيين لتفادي هذه المشاكل التي تنعكس سلباً على الحركة السياحية في هذه المنطقة·
الناشط البيئي مسؤول جمعية حاصبيا الخضراء الدكتور أمين شميس رأى أن نهر الحاصباني يشكل من الناحيتين السياحية والتراثية معلماً أساسياً من معالم الشرق الأوسط، فهو من الناحية التاريخية يُعتبرمن الأنهار المقدسة كونه الرافد الأساسي لنهر الأردن مما يعطيه ميزة إنسانية تاريخية ذو بعد ديني، لذا نلاحظ أن معظم السياح الأجانب خاصة الأوروبيين منهم يعنيهم جداً هذا النهر من المنحى الديني وهذا الأمر يستوجب منا جميعاً المحافظة عليه، كما يشكل نهر الحاصباني أيضاً النهر الأساسي والوحيد في منطقة وادي التيم ويشتهر بمنتزهاته الجميلة والمتعددة نظراً لطبيعة النهر من الناحية الجغرافية بحيث يحتضنه جبل الشيخ شرقاً وجبل الضهر غرباً وهو يتصف بمياهه العذبة وبساتينه الغنّاء، ومن هنا نجد أنه في جنوب لبنان أو في البقاع كله لا يوج
د منطقة تضاهي منطقة الحاصباني جمالياً ونقاوة مناخه وكرم الحاصباني في وجه الضيف· لذا على المعنيين أن يولوا هذا المرفق السياحي الهام جداً بالنسبة لمستقبل المنطقة كل اهتمام لصبح كما كان على الدوام مقصداً أساسياً للسياح·
ونوّه شميس بالدور الإيجابي والفعّال الذي تلعبه بعض مؤسسات المجتمع المدني في المنطقة من أجل المحافظة على نظافة نهر الحاصباني وخاصة قسم الشباب في مكتب النائب أنور الخليل في حاصبيا الذين ينظمون حملات نظافة لمجرى النهر مع بداية كل فصل صيف ويقومون بحملات توعية من أجل بيئة أفضل طالما تغنّت بها منطقة حاصبيا·
أنقر هنا لمشاهدة صور لمنتزه فوار الحاصباني
أنقر هنا لمشاهدة صور لمنتزه نبع البحصاصة
المدير التنفيذي لمنتزه نبع البحصاصة ماجد الحمرا مع \"الشيف\"
نهر الحاصباني
جانب من البحصاصة
جانب آخر من البحصاصة
تعليقات: