التقرير العاشر حول الـ 1701: التجسس يهدّد الأمن على الحدود

جنود من اليونيفيل يراقبون الحدود
جنود من اليونيفيل يراقبون الحدود


نيويورك ـ

سلّم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، فجر أمس، التقرير العاشر للقرار 1701 الذي يعدّه مبعوثه الخاص إلى لبنان مايكل وليامز. ومن المرتقب أن يناقش المجلس التقرير في السابع من تموز المقبل، وفيه يعرب بان كي مون عن الكثير من الاهتمام والقلق من تعثّر تحقيق أي تقدم في العديد من المجالات، وعن الارتياح والإعجاب بإجراء الانتخابات النيابية بهدوء. أهم مجالات التعثر في الجهود الدولية تلخّصت في عدم تحقيق الانسحاب من شمال بلدة الغجر المحتلة، وحل الخلاف على مزارع شبعا، وإعادة وضع علامات الخط الأزرق التي دمرت خلال حرب تموز، وعدم وقف الخروق الإسرائيلية اليومية جواً وبراً وبحراً. كما أكد أن إسرائيل لا ترى داعياً لإنشاء «مكتب التنسيق الاستراتيجي في تل أبيب».

وأشار بان بقلق إلى شبكات التجسس، مكتفياً بسرد ما جاء على لسان السلطات اللبنانية. وتحدث في التقرير عن وجود «أكثر من 35 موقوفاً» لدى السلطات اللبنانية، وأن تهمة التجسس وجهت إلى ما لا يقل عن 14 منهم، وأن 3 متهمين فرّوا عبر الحدود الجنوبية مخترقين الخط الأزرق وخطوط اليونيفيل برفقة أفراد من عائلاتهم. كذلك أشار إلى أن فرارهم جرى على مدى ثلاثة أيام بمساعدة من الجيش الإسرائيلي. ونبّه إلى أنه في حال ثبوت صحة هذه المعلومات، فسيكون هناك تهديد «للوقف الهش للأعمال العدائية».

وأعرب عن قلقه على سلامة أفراد قوة اليونيفيل، ونبّه إلى أن الإسهامات المالية والبشرية للدول في قوات اليونيفيل لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية، وأن السلام «يجب أن يصبح مسؤولية الأطراف المعنيين».

وحذر تقرير الأمين العام من أن قوات اليونيفيل لا تزال مهددة وتتلقّى إشارات تهديد من حين إلى آخر. ولفت إلى أن التحقيق في مصرع ستة من أفراد الكتيبة الإسبانية في تفجير سهل الخيام عام 2007 لم يتوصّل إلى نتيجة حتى الآن.

وربط مايكل وليامز بين قيام مناورات إسرائيلية ضخمة وإجراء الانتخابات اللبنانية بالقول إن المناورات «جرت قبل أيام قليلة من موعد الانتخابات»، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة عملت خلالها على نقل رسائل الطمأنة إلى الطرفين.

ورغم أن وليامز نفى العثور على دلائل تؤكد المزاعم الإسرائيلية بأن «حزب الله» واصل تسلّحه في الجنوب، ونفى العثور على أسلحة جديدة جنوبي الليطاني، إلا أنه أشار إلى تصريحات أدلى بها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تؤكد أن الحزب بات يمتلك أسلحة «تفوق ما كان لديه قبل عام 2006». ونقل في التقرير أن نصر الله أكد تزويد الفلسطينيين في غزة بالأسلحة، وأنه سيواصل الاحتفاظ بالأسلحة ما دام الجيش اللبناني «غير قادر على حماية البلاد». وكرر اقتناعه بأن حلّ موضوع سلاح التنظيمات اللبنانية والفلسطينية ينبغي أن يتأتّى عبر الحوار الداخلي الوطني.

وردّ وليامز على ما ورد في شكوى لبنان من احتلال إسرائيل أخيراً لمياه إقليمية لبنانية، وقال إن لبنان طلب من اليونيفيل تحديد خط الحدود. لكنه تحدث عن ضعف قوات اليونيفيل وتناقص عدد أفرادها وقدراتها اللوجستية. فالقطع البحرية تضاءلت مع انتقال القيادة من بلجيكا إلى إيطاليا، وهناك أيضاً موضوع الانسحاب الوشيك للقوات البولندية، ما ينقص عديد القوات إلى نحو 12 ألفاً، فضلاً عن سحب فرقاطة من اثنتين وسفينة من نوع كورفيت من أصل اثنتين.

وعن العلاقات السورية ـــــ اللبنانية، قال إن لجنة الحدود المشتركة لترسيم الحدود باشرت الاتصال لترتيب اجتماع، حسب تأكيد السلطات السورية، بعد أن أنهت سوريا ترسيم الحدود مع الأردن. وأشار إلى وعد تلقّاه من الرئيس السوري بشار الأسد في 29 آذار الماضي بأن يبدأ الترسيم مع لبنان فور الانتهاء من العمل عند الحدود الأردنية. وأكد بان كي مون أن نشر قوات سورية على الحدود مع لبنان يستمر بالتنسيق مع الحكومة والجيش اللبنانيين في أجواء مرضية. ورحّب بالتبادل الدبلوماسي بين بيروت ودمشق.

معتدلون عرب

من جهة أخرى، رأى دبلوماسي عربي معتدل في نيويورك أن قوى الاعتدال لم تعد تثق بالتطمينات الغربية لها، وأنها تدرك منذ الهجوم على غزة، في 27 كانون الأول الماضي، أن الحرب المقبلة في المنطقة «لن تراعي أوضاع المعتدلين». فالحكومة الإسرائيلية في نهاية عهد إيهود أولمرت خاضت معركة الدمار الشامل في غزة، فما بالك بحكومة بنيامين نتنياهو التي جاءت ببرنامج عمل يقوم على التطرّف والبطش؟»، يسأل.

وأعرب عن إحباطه الشديد من ترحيب أوباما وزعماء أوروبيين بخطاب نتنياهو الذي كان «يحمل من اللاءات والتعنّت ما يفوق أي موقف إسرائيلي آخر»، على حد تعبيره. وأضاف «كنا ننتظر من أوباما أكثر من ذلك بكثير».

وأبدى خشيته من أنه إذا لم تستطع إسرائيل تحقيق نصر سياسي وعسكري حاسم على خصومها من معسكر الممانعة، فإنها قد تلجأ إلى فرض أمر واقع على «المتعاونين». حلّ رجّح أن يأتي على حساب الأردن ومصر والضفة. وأبدى خشيته من أن يرسّخ الانقسام الفلسطيني إعادة غزة إلى الكنف المصري بحكم الواقع.

لذا، يرى الدبلوماسي ضرورة الخروج بحكومات اتحاد وطني في لبنان والأردن وفلسطين، حداً أدنى لمواجهة احتمالات تبدأ بضغوط دولية، وربما لا تنتهي بحروب إقليمية واسعة قد تطيح أنظمة.

تعليقات: