أحمد الأسعد والسفيرة الأمريكية

يستعد رئيس تيار الانتماﺀ اللبناني احمد الاسعد يوم غد الاحد للسفر الى اميركا وتحديداً الى مدينة ديزني لاند في رحلة استجمام وترفيه مع طفليه بعد عــام ونصف العام من العمل السياسي والانتخابي، قضاهما بصولات وجــولات في بلدات وقرى الجنوب، حركها الحديث عن 20 الف بطاقة تأمين صحية لم يوزع منها سوى 10 % قبل الانتخابات وانتساب اكثر من الفي عنصر الى صفوف الانتماﺀ تركوا وحيدين في ساحة المعركة وهو ما دفع بأحدهم الى التعليق ساخراً "فعلة الاسعد بنا تشبه فعلة انطوان لحد بعناصره بعد الانسحاب الاسرائيلي".

مهّد الاســعــد لرحلة اقامته في الولايات المتحدة بمحاولة بث بعض الروح المعنوية في ما تبقى من انصاره ومؤيديه بعد استقالة اربعة اعضاﺀ من لقاﺀ الانتماﺀ وهم، المرشح السابق عن دائرة بنت جبيل الدكتور احمد خواجة، علي قبلان، حسن درويــش والدكتور احمد دياب الذي يتحضر للسفر الى المانيا، وذلك اضافة الى تمدد حالة الاستياﺀ وعــدم الرضى بقرارات مؤسس التيار بمجموعات كبيرة مــن انــصــاره ومحازبيه، وهو الامر الذي دفع بالعشرات من الكوادر الى البدﺀ بالتجمع والتحضير لاكمال مسيرة الانــتــمــاﺀ مــن دون الاسعد اذا اقتضت الحاجة، فيما فضّلت مجموعات اخرى الاعداد بنيل ترخيص لعمل حزبي آخر.

وفـــي تــلــك الاجـــــواﺀ الانتمائية المكهربة وضــع احــمــد خــلال غــداﺀ تكريمي لهم في بلدة صريفا مناصريه في الصورة الحقيقية التي رسا عليها تيارهم بعض الانتخابات النيابية، وفيه ابلغهم بقراره تجميد جميع رواتب التفرغ الالفين، وسحب السيارات الـ 60 التي وزعها في وقت سابق على كوادره وسلمها الــى شركتها بـ 900 الف دولار. وفي موازاة ذلك اعترف الاسعد امام كوادره بأن الآلية التنظيمية التي اعتمدت قبل الاستحقاق الانتخابي اثبتت فشلها طالباً منهم "ارســال تقارير شخصية بأفكار جديدة لتبنيها في الخطة المستقبلية". وجــاﺀ ذلك فــي ظــل اشــاعــة مقربين منه اخبارا بأن "الدعم المالي الذي حصل عليه الاسعد قبل الانتخابات لم يعد كافياً لدفع رواتب متفرغيه وهو ما تدحضه رحلة الاستجمام المرتقبة في عالم الديزني لاند".

وحسبما ينقله مقربون من مؤسس، الانــتــمــاﺀ فـــإن الاخــيــر ســعــى قبل الانتخابات بفترة كثيرة الى طلب اكثر من موعد زيــارة الى الممكلة العربية الــســعــوديــة وهـــو مــا لــم يــوفــق في الحصول عليه. اما بعد الانتخابات وبعد ان اتضح الحجم الحقيقي له، ونتيجة عدم اتجاه احمد الاسعد لفتح قنوات للتعاون والتقارب مع تيار المستقبل، يرافق ذلــك بعدم رضــى المستقبل عن اسلوبه في العمل فجعل ابواب الرياض مغلقة تماماً في وجه الاسعد بعد الانتخابات. وبحسب مقربين منه فــإن الاسعد "سيحاول خــلال رحلته الاميركية عقد لقاﺀات والاجتماع مع بعض المسؤولين في الادارة الجديدة وذلك للتوسط له مع قيادة المملكة وحجز موعد له في اي من القصور الملكية هناك لشرح وجهة نظره في ما حصل قبل الانتخابات وبعدها واطلاع السعوديين على حجم الصعوبات والضغوطات التي كــان يعمل في ظلها "، غير ان هذه الاوســاط ذاتها تقلل من نسبة نجاحه بعد ان بعث الاميركيون برسالة غير مباشرة له وذلك بعد استبعاده من لائحة المدعوين الرسميين الى حفل اقامته السفارة الاميركية في بيروت بمناسبة عيد الاستقلال الاميركي.

اشار مقربون من احمد الاسعد "الى انه سيلجأ الى تمديد اقامته في الولايات المتحدة الى اربعة او خمسة اشهر اذا ما لم ينجح في مساعيه بحجز موعد في الرياض. اما اذا ما سارت الامور حسب مبتغاه فلن تتجاوز اقامته الشهر".