انتخابات كفرحمام صورة مصغَّرة عن كل لبنان
استيقظت صباحاً في بلدتي الجنوبية كفرحمام على صوت هدير الاليات العسكرية، فخرجت إلى الشرفة لأرى شارعاً ملوناً بالبني والأخضر، ومن ثم بدأت أرى بعض الألوان السيارة. إلى أن إتضح لي أنها قبعات تشير إلى ألوان سياسية، حيث كان هناك لونين بارزين «الأصفر» و«الأزرق»، يا ترى إلى أي جهة تعود هذه الألوان؟!... يبدو أن كفرحمام أصبحت صورة مصغّرة عن كل لبنان.
فعدت إلى الداخل وارتديت ملابسي ووضعت شارتي الصحفية.... توجهت إلى حيث لفتتني لوحة تحمل كلمة "مركز اقتراع" وضعت خلف سياج المدرسة، فتظهر اللوحة وكأنها سجينة محكوم عليها حكم أبدي يتجدد كل أربع سنوات. دخلت المركز وإذا به يكتظ بالقوى الأمنية والمندوبين عن الأحزاب، فلاحظت أن المندوبين أكثر من الناخبين... فعلاً شيء مضحك جداً ولكن بالنهاية "الكل بدو يستفيد"!!
مخالفة: ينص القانون على أن المندوبين يجب أن يبتعدوا عن مركز الإقتراع بحسب المسافة القانونية 75 متر، فماذا عن تواجدهم داخل المركز؟
قلم الاقتراع في كفرحمامرغم صغر قريتنا، فالإختلاف الحزبي كان له تمثيل لا بأس به، والجدير بالذكر أنه لم يكن هناك أي خلافات ومشاحنات، فهذا يدل على جو حضاري ديمقراطي...إنه جو قد غاب عنا سنوات. ما إن وصلنا إلى وقت الظهيرة حتى أشعلت النراجيل " يعني الاراكيل" ولكن المميز في هذا الأمر أن جلسة "الأراكيل" كانت تحت مركز الإقتراع، حيث أنها لا تراعي المسافة القانونية... وخلال جولتي في مركز الاقتراع قمت بطرح سؤالين على بعض الناخبين وهي:
هل تعتبر أن هذه الانتخابات مصيرية؟ ولماذا؟ وما الفرق بين هذه الدورة والدورة السابقة؟
بلال وهبي قال: لا شك أنها مصيرية، لإنها تحدد مصير البلد...أي تحدد إتجاه البلد، فعلينا أن نختار ما بين مشروع الحرية والسيادة و الإستقلال، ومشروع المحور الإيراني السوري، فالمشروع الثاني يقودنا إلى المجهول، وذلك يشكل خطراً على الأمن القومي اللبناني، لإنه لا يصب في المصلحة الوطنية العليا.
هناك اختلاف من ناحية القانون فهذه الدورة نعتمد قانون الستين، والأبرز في هذه الدورة أن الشحن الطأئفي أكبر، أما في الدورة السابقة فكانت قريبة من المحسوبيات.
عفيف شريف حمود قال: كلا، لا أعتبر هذه الإنتخابات مصيرية، حيث أنها لن تكون حاملة مشروع على قدر الإنسان والوطن. فالمشروع الحقيقي للوطن ينبع من داخل الوطن وليس من دول الخارج، ويكون مشروعاً متكاملاً على جميع الأصعدة إقتصاديا ووطنيا ويضم المقاومة. ولا فرق، فالدورتين تعبر عن تجمع طائفي مشحون بالتفرقة والعنصرية.
إبتسام الخطيب قالت: مصيرية، لأننا نريد خط "لبنان أولا" وذلك يدل على الإنتماء العربي، لإن الجهة المقابلة تقود البلد الى المجهول الى مشروع غير مقبول عند اللبنانيين.
وقالت أيضاً في هذه الدورة، المعركة أكبر، ويثبت فيها اللبنانيين في أي إتجاه يريدون الذهاب. بالإضافة الى أنها تتميز بالشحن الطائفي ونتائج هذه الانتخابات سوف تكون نابعة من معاناة الشعب من المصاعب التي واجهها في السنوات الأخيرة.
داخل قلم الاقتراعياسين أحمد حسين يقول: ليست الانتخابات مصيرية، فهي مصيرية عندما تكون بقدر الوطن وتنبع من داخله، وحاليا تعاني المنطقة من إحتلال على جميع الأصعدة، وللتخلص من ذلك نحتاج للمقاومة، فعندما ننتهي من الإحتلال ويأتي الإستحقاق الإنتخابي، عندها يكون لبنان حراً عربياً مستقلاً.
- من خلال إجابتك السابقة ذكرت "عربياً مستقلاً"، لا تعتبر لبنان حالياً بلداً عربياً مستقلاً؟
إن عروبة لبنان في الوضع الحالي غير مفهومة، بحيث أنه مسير وليس مخير، فهو لا يحكم ذاته بل محكوم عليه من قبل الخارج، وتلك هي مسؤولية العرب تجاه هذا الواقع المؤسف.
ثم قال أن الانتخابات تختلف هذه الدورة عن الدورة السابقة في علامات مهمة جداً، في دورة ال 2005 كان لبنان في أوج عرسه عرس التحرير، وهذه الإنتخابات أتت بعد حرب تموز، وهذه الحرب ولدت تداعيات في العمق الإسرائيلي واللبناني، وذلك كان في صالح المقاومة، لأن المقاومة لقنت العدو الإسرائيلي درساً عجزت الجيوش العربية مجتمعتاً ان تفعله. ومن هذه النقطة فالاستحقاق وقفة مع الذات على اللبنانيين أن ينصتوا لذاتهم ويحفظوا تاريخهم.
جمال كامل شحرور قال: غير مصيرية، لأنها محطة أنتجها إتفاق الطوائف في الطائف و نحن كيساريين نرفض الإنقسام الطائفي، وكنا نأمل أن تجري هذه الإنتخابات بحسب قانون النسبية، لأننا نعتبره الحل الوحيد لإخراج البلد من آزماته المتكررة. ولا فرق بين الدورة الأولى والثانية، إلا بالألوان فالمضمون نفسه.
أما مروة إبراهيم فقالت في الختام: نعم، الانتخابات هي مصيرية لأنها سوف تكون وقفة ضمير وإخلاص لشهداء الوطن، فإما أن نحسن إختيارنا ونعزز مفهوم الدولة، إما أن نخضع لدويلات داخل دولتنا. هذه الإنتخابات سوف تكون خير دليل للعالم حيث سوف تعبر عن إرادة اللبنانيين بكل شفافية ونتائجها لن تكون نتائج عنصرية، بل ستكون نتائج جامعة للبنانيين من مختلف الطوائف والأحزاب والتمثيل سوف يكون كما يجب، فالمقاومة جزء لا يتجزء من الدولة ولكن السلاح الغير الشرعي هو مرفوض ليس فقط في لبنان بل بالعالم أجمع. وأهم فرق هو الفرق القانوني، فاليوم نعتمد قانون الستين، طبعا مع الوضوح البارز للشحن الطائفي، وعلى ما أعتقد أن في هذه الدورة يوجد وعي سياسي بارز.
أما ملاحظاتنا أنه من خلال ما ورد أعلاه نستطيع ان نميز الإنتماء السياسي بحسب الأجوبة، وما بين نعم مصيرية أو كلا….. أسئلة تطرح نفسها:
هل الأشخاص هم التغيير؟ أم النظام هو التغيير؟ هل يستطيع الفريق الخاسر أن يستوعب خسارته بعد التجيش الهائل والحملات الإعلانية ذات الأموال الطائلة؟ هل النتيجة هي مساواة بين الكل؟ ما هو ردّ الشباب على النتائج وما هي انعكاسات المرحلة المقبلة على الشباب اللبناتي؟....
لبنان لنا ولكم ومستقبله واعد ومشروعه واحد والسما زرقا كانت أم صفراء فهي تظلّل كل اللبنانيين.....قوتنا في وحدتنا.
تعليقات: