روّاد في باحة أحد المنتزهات
المرافق السياحية في منطقة حاصبيا تبدأ ولا تنتهي، فطبيعة المنطقة غنية بأشجار الزيتون والصنوبر وأحراج الملول والسنديان.
ورغم معاكسة الظروف الأمنية والعسكرية التي خيمت عليها طوال عقود من الزمن، فإنها كانت كطائر الفينيق تنفض عنها الغبار وتبدأ من جديد. فأهلها أشدّاء، مؤمنون بديمومة هذا الوطن، متشبثون بأرضهم حتى الرمق الاخير، ويرفضون أن يزايد عليهم أحد بالانتماء الى هذه الأرض التي رووها بدمائهم، وقدموا على مذبحها مئات بل آلاف الشهداء، وكلهم سقطوا في مواجهة المحتل الاسرائيلي أو بفعل اعتداءاته التي لم تتوقف يوماً عليهم منذ نكبة فلسطين الجارة في العام 1948.
كل هذه الضغوط لم تحل دون توجههم نحو الحياة الأفضل، فحولوا هذه المنطقة واحة خضراء قلّ نظيرها في لبنان، حتى قال فيها يوماً قائمقام حاصبيا في الستينات رياض قاوقجي "لو أُقفلت كل المنافذ باتجاه منطقة حاصبيا ومُنع عنها كل شيء، فإن لديها من الاكتفاء الذاتي ما يحصّنها من مد اليد الى الدولة أو غيرها من المؤسسات لأن ما فيها يكفيها وفي مختلف الحقول والمجالات بما يُبقيها سيدة نفسها تعيش بكرامتها من دون أن تُطأطئ الرأس لأحد، لأن الله أنعم عليها بالماء والخضراء والشكل الحسن والخير العميم. ومن مرافقها الحيوية المميزة نبع الحاصباني، وهو أحد الموارد الرئيسية لسكانها، فمياهه تتدفق لتروي مئات البساتين والحقول على مدار السنة، وعشرات المقاهي والمطاعم توزعت على ضفاف هذا النهر بين أشجار الصفصاف الباسقات، ورذاذ المياه يغطي المكان، وعشرات بل مئات العائلات تعيش من هذا المرفق في موسم الصيف. المواطنون اللبنانيون يتدفقون الى هناك من كل المناطق، ومعهم من أتوا لبنان للسياحة من الدول العربية والاوروبية والاميركية، وحتى قوات "اليونيفيل" العاملة في الجنوب لا تغيب عن هذه المطاعم. بعدما تذوق عناصرها المآكل اللبنانية الفائقة اللذة، والجلسات والولائم تطول حتى الفجر من دون كلل أو ملل. وأمام هذا الضغط من الضيوف كان لا بد من اقامة صالات شتوية ليستمر التواصل بين هذه المنطقة وغيرها من المناطق. ويقول المشرف على نبع البحصاصة "الشيف" ماجد أمين الحمرا، "لدينا حجوزات لـ63 عرساً خلال تموز وآب وايلول، وكذلك هناك عشرات الحجوزات المماثلة في المطاعم والمقاهي المجاورة، أضف الى عشرات الحفلات الفنية لكبار الفنانين والمطربين اللبنانيين والعرب"، واضاف الحمرا "نستقبل يومياً في نبع البحصاصة أكثر من 500 شخص، أما يوما السبت والاحد فيصل العدد الى أكثر من ثلاثة آلاف، ورغم ان هذا الرقم مرهق، إلاّ أن لدينا الإمكان لتوفير وتأمين كل ما يطلبون، اما الاسعار فمتواضعة اذا ما قيست بالاسعار في أماكن ومناطق أخرى من لبنان، أضف الى ذلك المسابح المؤمّنة للصغار والكبار". ومن الاهمية بمكان أن نشير الى أن كل ما ورد يتم بجهد شخصي وإصرار من أصحاب العلاقة فقط لا غير...
الشيف التنفيذي في البحصاصة ماجد الحمرا.
تعليقات: