جمال السعيدي ومارسيل خليفة
-----------------------------------
جمال السعيدي، الرئيس الفخري للمصورين الصحافيين في لبنان وصهر بلدة الخيام (آل عواضة تحديداً)، حزم حقائبه ورافق مارسيل خليفة إلى فينا لنصرة فلسطين.
عند عودته شاء جمال أن يزوّد موقع خيامكم ببعض صور الرحلة، هدية منه لزوار موقع البلدة التي طالما أحبها.
شكراً لجمال وشكراً لمارسيل اللذان يغمر قلبهما حبهما لفلسطين.
وقريباً جداً سيحظى الجمهور اللبناني بفرصة متعة الإستماع لمارسيل في مهرجانات مدينة صور.
وحول حفلة فينا، فقد تناول الإعلام الحدث على الشكل التالي:
وكالة الأنباء الفرنسية اختصرت الخبر بالقول أن عود مارسيل خليفة وكلمات محمود درويش أمتعا الجمهور في فينا.
أما بثينة عبد الرحمن فقد كتبت مطولاً عن الموضوع وقالت:
عندما غنت الراحلة أسمهان أغنيتها الخالدة عن «ليالي الأُنس في فيينا»، لا شك أنها لم تفكر قط في ليلة كالتي أحياها مارسيل، فلم تكن مجرد «ليلة أنس»، بل كانت ليلة أنس نمساوية عربية أفريقية دولية لنصرة فلسطين.
فقد رعت الحكومة النمساوية بالتضامن مع صندوق الأوبك للتنمية الدولية وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة لرعاية وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أمسية خيرية، فنية ثقافية، سياسية عالمية بمبنى المجلس البلدي التاريخي الفخم بالعاصمة النمساوية فيينا للإعلان عن مبادرة لإنشاء مشروع لرعاية ودعم الشباب الموهوب من اللاجئين الفلسطينيين لإكمال دراساته الجامعية. وتصادف الحفل مع ذكرى مرور 60 عاما على تأسيس «الأونروا».
حضر الحفل سلام فياض رئيس وزراء فلسطين وكارين أبو زيد، المفوض العام لـ«الأونروا»، وسليمان الحربش، مدير عام «أفيد»، ومندوب للمهندس ميخائيل هويبل عمدة فيينا، وعمر الراوي النائب البرلماني عربي الأصل والمسلم، وجمع غفير من السياسيين والدبلوماسيين، بالإضافة إلى جمهور حاشد من العرب والأجانب دفع كل منهم مبلغ 50 يورو دعما للنجباء من أبناء فلسطين فكافأهم فنان الحفل مارسيل خليفة مغنيا أحلى قصائد «الفلسطيني الأول» المرحوم محمود درويش.
كارين أبو زيد، وهي أميركية سودانية بالنسب فهي أرملة الدكتور عبد الرحمن أبو زيد، المدير الأسبق لجامعة جوبا، أكدت أن ذكرى تأسيس «الأونروا» ذكرى حزينة لارتباطها بمأساة الشعب الفلسطيني الذي عاش 60 عاما وهو يقاوم 40 سنة منها مشردا داخل خيام ومعسكرات. مضيفة أنهم لا يحتفلون، بل يحيون ذكرى كما يحيي الجميع ذكرى أعزاء لديهم. مشيدة بقوة وصبر وجلد الفلسطينيين طيلة محنتهم التي لم تقعدهم عن مواصلة الحياة في كل مناحيها. معلنة عن فرحتها لما تكسبه قضيتهم من تأييد متواصل، خاصة مع نسمات التغيير التي تشهدها واشنطن.
أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، خاطب الحفل عبر القمر الصناعي من نيويورك، معبرا عن تقديره لما تقدمه «الأونروا» التي تعمل وسط حرب ودمار. داعيا لضرورة التكاتف الدولي من أجل الوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
أما مارسيل خليفة الفنان الذي اختارته اليونسكو 2005 سفيرا لها فقد أبدع غناء وطربا، مؤكدا أن غضب الشعب الفلسطيني يطير ويحط كما يطير ويحط الحمام، منبها إلى روعة الحب بكل اللغات وبين كل الشعوب، فيما أكدت كلمات درويش حتى بعد صياغتها موسيقيا أنها كلمات شعب مجروح يقول:
نسيمك عنبر وأرضك سكر.. وإني أحبك أكثر..
إن السلاسل تعلمني أن أقاتل.. لأني أحبك أكثر غنائي خناجر ورد.. وصمتي طفولة رعد ثم صمت مارسيل خليفة ليغني الجمهور ما أن سمع دندنته على العود: منتفض القامة أمشي.. منتصب القامة أمشي في كفي غصن زيتون وعلى كتفي نعشي شفتاي سماء تمطر هذا فيما سكت مطر فيينا ذاك المساء دعما لفرحة تنعم بها فلسطين، على الرغم من أن فيينا عاشت لأيام والمطر ينهمر بصورة لم تعهدها المدينة، بل البلد بأسرها منذ 50 عاما.
وكأن الحضور كان يغني على طريقة «الكاريوكي» التي توفر شاشات تكتب عليها كلمات الأغاني، فقد كان الحضور يردد حافظا لكلمات الأغاني ومقاطعها، مموسقا متى يصمت مستمعا كأنه يتعبد، ومتى يغني راقصا مبتهجا.. وكانت العيون تدمع من أجل نصرة فلسطين ومن أجل القضية.
وواصل مارسيل خليفة إبداعاته في صوت رخيم يفيض قوة تزداد وتبرز كلما شد من أوتار عوده، ناقرا عليها حتى تخالها تتقطع، لكن، وكما بدا، فإن ما بينهما يفيض رقة وعذوبة.. غنى:
وأنا قبلت ريتا عندما كانت صغيرة وأنا أذكر كيف التصقت بي وغطت ساعدي أحلى ضفيرة..
ثم غنى محبا، وثائرا، ومنتفضا، ومسالما، ومحاربا، ليعود عاشقا حين جاء دور أغنية «عصفور طل من الشباك وقال لي يا نونو.. خبيني حبيبي عندك خبيني» وكأنه طفل صغير تخجله المشاعر الدافقة بالإعجاب والتشجيع تعبيرا عن المودة والرغبة في سماع المزيد، كان مارسيل خليفة يحاول مداراة وجهه كلما حياه الحضور.. ثم يصمت طويلا وهو يحتضن عوده ليفسح المجال لكل عازف من عازفيه لإمتاع الحضور بوصلة جديدة.. مرة مع الإيقاع والطبلة ومرة مع الكمنجة والبيانو والناي.. مرة من عازف عربي وأخرى من عازف نمساوي، فالموسيقى لا تعرف جنسيات.
طالب مارسيل كل الناس في «الرات هاوس» بإسقاط جواز السفر مغنيا بصوت قوي وحنون إن «كل قلوب الناس جنسيته.. فليسقطوا عنه جواز السفر» مقدما أغنيته هدية بعث بها من العاصمة النمساوية من قلب أوروبا لكل المسجونين الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية. ولم يكتف بذلك فبعثها كذلك للمسجونين السياسيين في السجون العربية، ولكل سجناء الفكر حتى في أكثر الدول حضارة.
وبينما كان الجميع منتشيا تناثرت كلمات الشكر لعمدة المدينة وحكومتها التي فتحت أبواب أهم مبانيها وأفخمها وأجملها لحفل يدعم قضية فلسطين، وشعب فلسطين، ويؤكد أن معركتهم اليومية لم تنسهم الحياة ولم تفقدهم الأمل بضرورة الاستمرار والنضال حتى يتحقق الحلم.
من جانبه، حيا مدير صندوق الأوبك للتنمية الدولية سليمان الحربش نضال الشعب الفلسطيني معلنا عن تبرع صندوق الأوبك للتنمية الدولية بمبلغ مليون دولار كمبادرة لتكوين صندوق خاص برعاية «الأونروا» لدعم الموهوبين من الشباب الفلسطيني. راجيا أن تحذو جهات أخرى حذو الصندوق حتى تعود فلسطين لأهلها. مشددا على أن أكبر رأسمال هو التعليم.
مارسيل خليفة في فينا
تعليقات: