أمطار تموز... فجأة في لبنان

غيمّت ... فأمطرت
غيمّت ... فأمطرت


خبار البلد 2009-07-16

لم تغل المياه في الكوز امس حتى يتسنى للبنانيين بأن يقسموا "وحياة الشمس بتموز والشمس لعم تغلي بالكوز" لأن الغيوم الكثيفة غطت الشمس طيلة النهار ورائحة الرطوبة انبعثت من الارض صباحا عندما "هطل" القليل من المطر في زحلة، ما احبط مشاريع محبي السباحة ولكنه حقق آمال مئات اللبنانيين العاملين في بلدان الخليج الى جانب العرب الخليجيين الهاربين من حماوة الطقس في بلدانهم في مثل هذه الاوقات من السنة.

على امل الا يستمر هذا الانخفاض في درجات الحرارة ويصبح من الضروري البحث عن مثل لبناني جديد يتحدث عن "البوز بتموز"، وهو ما استبعده رئــيــس مصلحة الابــحــاث العلمية الــزراعــيــة ميشال افـــرام موضحا ان مصدر هذه الامطار هو الرياح الآتية من اوروبا الوسطى. واشار الى توقعات لدى مرصد الابحاث العلمية الزراعية بارتفاع في درجــات الحرارة بــدﺀا من اليوم ليصل الى معدلات عالية في نهاية الاسبوع الجاري.

وحذر افرام من ان الرطوبة التي حملتها الامطار والتي سيعقبها ارتفاع في درجات الحرارة قد تؤدي الى ولادة نوع من الفطريات على الزراعات بالاضافة الى ظهور انواع من الحشرات داعيا المزارعين الى اتخاذ الاحتياطات الــلازمــة. ونفى ان يكون لكمية الامطار الهاطلة اي تأثير سلبي كبير على محاصيل القمح، الا انه اشار الى انه قد يكون له بعض التأثير السلبي على كميات القمح التي لم تحصد بعد.

هــذا فــي زحــلــة، امــا فــي مدينة جونيه وضــواحــيــهــا فقد هبطت الامــطــار بــغــزارة في تمام الساعة الخامسة والنصف فجراً بحيث عاد السكان بذاكرتهم الى ايام فصل الشتاﺀ. وتكفلت عشر دقائق من الــغــزارة فــي الامــطــار فــي ان تسد الاقنية المخصصة للمياه و "نزلت المزاريب"، هذا في ظل تفاجؤ تام من قبل السكان حــول ما يحصل وبخاصة ان ظاهرة سقوط المطر فــي تموز تكاد تكون فــريــدة من نوعها وغير انها ليست بالمستحيلة بعدما طبقت الطبيعة اغنية لبنانية معروفة "معقول تشتي بآب" وفعلاً امطرت في احد الاعوام الماضية.

مـــن جــانــب آخــــر فــقــد دفــعــت الامـــطـــار الــمــتــســاقــطــة صــبــاحــاً اصحاب المؤسسات والاستراحات والمقاهي السياحية الى ما يشبه حــالــة الاســتــنــفــار اذ اســـرع هــؤلاﺀ الى توضيب معروضاتهم ونقلها من مكانها بعيداً عن الامطار، اما المقاهي والمطاعم فلملمت على وجه السرعة مقاعدها وطاولاتها وتحولت الــى الــصــالات الشتوية.

ومع ذلك عبّر اصحابها عن فرحتهم بهذه اللمسة من المطر اذ انها تساهم في الحد من ارتفاع درجات الحرارة وترطيب الاجواﺀ حتى وصل الامر ببعضهم الى الحديث عن قدرة لبنان على تغيير مناخه ساعة يريد وعلى قاعدة "انه بلد المفاجآت".

تعليقات: