يثبتان علمي لبنان والمقاومة (طارق أبو حمدان)
مطالبين بإزالة موقع الاحتلال في مهلة تنتهي مساء الإثنين..
تلال كفرشوبا :
شهدت مرتفعات كفرشوبا صباح امس اعمالاً تصعيدية من اهالي البلدة والقرى المحيطة، في مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي، يمكن ان تتطور لاحقاً الى مواجهة خطيرة، في حال لم تتمكن الجهات المعنية المحلية والدولية والإقليمية من سحب فتيلها، ووضع حد لاعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي، عبر إرغامه على إزالة خرقه في بركة بعثائيل، خلال فترة زمنية تنتهي حسب الأهالي مساء الإثنين المقبل.
وفي خطوة عملية على طريق إزالة الخرق الإسرائيلي بالقوة في حال فشلت المساعي الدبلوماسية، توجه صباح امس العشرات من أهالي بلدة كفرشوبا، برفقة النائب قاسم هاشم ورئيس البلدية عزت القادري الى بركة بعثائيل، وقاموا على الفور بإزالة السياج الشائك الحديدي الذي كانت قوات «اليونيفيل» ركزته في هذا المحور منذ حوالى العام، بحجة منع دخول الأبقار الإسرائيلية الى الجانب اللبناني، حيث اعتبرت هذه الخطوة من قبل الأهالي والجيش اللبناني اعتداءً على الأراضي اللبنانية المحررة، وبعد هذه الخطوة اجتاز العشرات من شبان البلدة المنطقة المسلوخة باتجاه نقطة الخرق الإسرائيلية، ولمسافة حوالى 200م جنوباً، وعملوا على رفع العلم اللبناني وراية المقاومة فوق ساتر الموقع المستحدث في ظل صيحات اللهُ أكبر.
في هذه الأثناء تلقت قيادة «اليونيفيل» في الناقورة إنذاراً إسرائيلياً بإطلاق النار على الأهالي، الذين اجتازوا السياج الشائك وصولا حتى نقطة الخرق، مع إعطاء مهلة قصيرة ولعدة دقائق فقط قبل المباشرة بإطلاق النار في حال لم يتراجعوا، هذا الإنذار نقله ضابط تابع للكتيبة الهندية لقيادة الجيش اللبناني العاملة في القطاع الشرقي، في حين تولى ضابط تابع للكتيبة الهندية ابلاغ الإنذار الى النائب قاسم هاشم، الذي اصر على رفع الأعلام قبل التراجع من نقطة الخرق، لأنها منطقة لبنانية وجيش الاحتلال هو المعتدي وعليه التراجع اولاً عن اعتدائه.
وأعلنت حالة الاستنفار القصوى في منطقة مزارع شبعا بشكل عام، وفي محور تلال كفرشوبا بشكل خاص، بين الجيش اللبناني و«اليونيفيل» من جهة وجيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة اخرى.
وبعد مرور حوالى نصف ساعة على رفع العلم اللبناني وراية المقاومة فوق نقطة الخرق، بدأ تحرك اسرائيلي بري وجوي مكثف، وانتشرت عشر آليات مدرعة وحوالى 75 عنصراً من جيش الاحتلال في تلال كفرشوبا المشرفة على بركة بعثائيل، في ظل تحليق 4 مروحيات وطائرة استطلاع من دون طيار في اجواء المنطقة. وفي اعقاب ذلك وصلت الى نقطة الخرق ثلاث دبابات «ميركافا» وثلاث سيارات مصفحة «هامر» ترجل منها حوالى عشرة عناصر، عملوا بسرعة على نزع العلم اللبناني وراية المقاومة عن الموقع وانتشروا بداخله بشكل قتالي.
الجيش اللبناني بدوره وزع عشرات العناصر والآليات المدرعة في وجه الانتشار الإسرائيلي، وعلى مسافة حوالى 500 متر بين الجانبين، في حين وزعت حوالى عشر آليات لـ«اليونيفيل» في نقطة وسطية بين الطرفين، في محاولة لامتصاص التوتر الذي استمر حتى ساعات المساء.
وتواكب التصعيد الخطر في قطاع كفرشوبا مع مساع للتهدئة تولتها بشكل خاص قيادة «اليونيفيل» في الناقورة، التي اجرت سلسلة اتصالات عاجلة مع مختلف الأطراف، فكانت لها اتصالات مع قيادة الاحتلال الإسرائيلي، ومع قيادة الجيش اللبناني، إضافة الى اتصالات مع سياسيين لبنانيين. وتمكنت خلال فترة بعد الظهر من تخفيف حدة التوتر، على امل طرح الموضوع في وقت لاحق عبر اجتماع ثلاثي بين الجيش اللبناني والإسرائيلي و«اليونيفيل» في الناقورة.
وأجرى الرئيس نبيه بري من جهته اتصالاً هاتفياً مع النائب قاسم هاشم، خلال تواجده عند «بركة بعثائيل» لمواكبة التطورات والوقوف على آخر المستجدات الميدانية في هذه المنطقة.
وعقد النائب هاشم ورئيس بلدية كفرشوبا عزت القادري، مؤتمراً صحافياً مشتركاً، عند نقطة الخرق في بركة بعثائيل، حددا خلاله مهلة لجيش الاحتلال تنتهي مساء الإثنين لإزالة خرقه من هذه المنطقة، وإلا فسيكون للأهالي ابتداءً من هذا التاريخ حرية التصرف لإزالة الخرق بكافة السبل المتاحة، حيث الاتجاه السائد يقضي باستقدام جرافة لإنهاء هذا الوضع الشاذ بمواكبة اهالي العرقوب وكافة الجهات الداعمة، التي اعربت عن نيتها المشاركة في مثل هذا التحرك.
وقال النائب هاشم «إن تحركنا اليوم الى اقرب نقطة من الخرق الإسرائيلي، جاء اولاً كرد على كلام الناطقة باسم «اليونيفيل» ياسمينا بوزايان، التي تنصلت من كل مسؤولية معتبرة ان لا علاقة للقوات الدولية بما يحصل في منطقة شبعا، وأن هذه المنطقة تقع خارج مسؤوليات «اليونيفيل». كذلك تحركنا اليوم هو الإنذار الأخير من اجل إزالة الخرق خلال الأيام القليلة التي تنتهي الإثنين القادم،.
اما رئيس البلدية القادري فأشار الى «ان الأهالي قرروا إزالة الخرق بالقوة، والتحرك اليوم كان بمثابة إنذار، وفي المرة التالية سنأتي لنصل الى آخر شبر من ارضنا مهما كانت العقبات والعوائق».
تعليقات: