الأطراف الشرقية لبلدة كفرشوبا
العرقوب ـ نقار كوكبا:
يبدو أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد بدأ ميدانيا تنفيذ خطوته الثانية، باتجاه تعديل الخط الحدودي المفروض منذ مطلع السبعينيات في تلال العرقوب الشرقية، وذلك بهدف اقتطاع المزيد من الأراضي المحررة وإقامة منطقة عازلة بين سياجه الالكتروني والمناطق المحررة تكون خاضعة لسيطرته، على طول الخط الممتد من الغجر غربا وحتى مرتفعات جبل الشيخ شرقا.
خطة العدو في تعديل الخط الحدودي المفروض منذ عدوان 1967 في محور العرقوب، بدأت معالمها تظهر بشكل تدريجي بعيد عدوان عام 2006، وذلك تحت ذريعة أخطاء ارتكبت خلال عملية ترسيم الحدود.
التعديل الحدودي هذا نفذ جانبا منه وبشكل مباشر جيش الاحتلال، والقسم المتبقي أنيط تنفيذه بلجنة دولية متعددة الجنسيات تحت ذرائع متعددة، فجيش الاحتلال وخلال الأيام الأولى لعدوان تموز عمل على ضم الشطر الشمالي اللبناني من بلدة الغجر، بعد قيامه بجرف مركز لـ«حزب الله» كان قائما عند مدخل البلدة الشرقي منذ عام 2000، ومن ثم رفع سياجا من الأسلاك الشائكة وبشكل دائري حوله، مما أتاح له إحكام قبضته على هذه البلدة عنوة، رافضا حتى اليوم تطبيق بنود القرار الدولي رقم 1701، على الرغم من الاعتراف الدولي بأحقية لبنان باستعادة هذه المنطقة، والبالغ طولها 1000م وبعرض 500 متر تقريبا.
بعد هذا التعديل الحدودي في الغجر، كرت سبحة التعديلات على طول الخط الحدودي انطلاقا من الغجر وحتى مرتفعات جبل الشيخ، ففي بلدة العباسية عند الطرف الغربي لمزراع شبعا، عمل فريق طوبوغرافي دولي عام 2007 على تحديد حقول محاذية للسياج الشائك المستحدث عام 2000 بطول حوالى 450 مترا وبعرض ما بين 20 الى 70مترا، وطلب من أصحابها عدم دخولها حفاظا على حياتهم، وقد لاقت هذه الخطوة سلسلة احتجاجات من الأهالي وصلت إلى حد الاعتصام، كما أشار لـ«السفير» رئيس لجنة العودة في البلدة محمد شهاب.
بعد العباسية، اتجه التعديل شرقا الى تلال كفرشوبا حيث عملت عناصر دولية عام 2008 على إقامة سياج حديدي عند بركة بعثائيل، اقتطع منطقة بلغ طولها حوالى 1500 متر وبعمق ما بين متر الى 700 متر، والحجة عند الـ«يونيفيل» كانت منع دخول أبقار اسرائيلية من المزارع المحتلة الى الجانب اللبناني، على عكس التسريبات الإسرائيلية التي ادعت ان هذه المنطقة تقع ضمن الخط الأزرق وثمة خطأ في الترسيم تم تصحيحه، والمنطقة المقتطعة حسب رئيس البلدية عزت القادري تحوي مركزا قديما لـ«حزب الله»، أخلي عام 2006، اضافة الى حقول زراعية ومراع ومهبط مروحيات اسرائيلي اقيم عام 1967، وقد شطر الخط الجديد هذا المهبط الى قسمين.
في بركة النقار، إلى الجنوب من شبعا، عمل فريق دولي عام 2007 كما قال رئيس البلدية عمر الزهيري على تحديد مساحة محاذية للسياج الشائك، يبلغ طولها حوالى 350 مترا وبعرض ما بين 20 الى 25 مترا، بحيث ركزت براميل وعلامات زرقاء يمنع على اي كان تجاوزها، كذلك كان تعديل مشابه في جبل سدانة بلغ طوله حوالى 70 مترا وبعرض حوالى 30 مترا.
المصادر المتابعة للوضع الحدودي أشارت الى أن جيش الاحتلال وبعد الانتهاء من خطوته الأولى في تعديل الخط الحدودي الجديد، انتقل إلى الخطوة الثانية لتكريس هذا التعديل ميدانيا، فاختار مرتفعات كفرشوبا حيث المساحة المسلوخة واسعة، فدفع بقواته لاجتياز بوابة حسن للمرة الأولى منذ عام 2006، لتباشر فورا وعلى مراحل عملية استحداث أول موقع من نوعه في نقطة خارج سياجه الشائك الالكتروني.
من جهة ثانية، كشف وزير الدفاع الماليزي احمد زهيد بن حاميدي، أن إسرائيل كانت قد اعترضت عام 2006 على مشاركة قوات ماليزية ضمن الـ«يونيفيل» بسبب انتمائها إلى الطائفة المسلمة.
كلام وزير الدفاع الماليزي جاء خلال تفقده لكتيبة بلاده برفقة قائد الجيش الماليزي محمد اسماعيل بن حاج جمالوالدين ووفد عسكري رفيع المستوى.
وبعد اجتماع موسع ضمه مع قيادة الكتيبة الماليزية، كانت له جولة في أرجاء المقر، ثم عقد مؤتمراً صحافياً قال فيه تعليقا على الخرق الإسرائيلي الأخير في كفرشوبا: لقد تلقينا تقريراً حوله، وقد رفع هذا التقرير إلى مجلس الأمن لكي يتم بحثه عبر قوات حفظ السلام.
أراض تابعة لأبناء كفرشوبا صادرها العدو مؤخراً
تعليقات: