دريد لحام مع طفل في غزة
دمشق :
تحوّل الفنان السوري دريد لحام إلى خبر عاجل في نشرات الأخبار السياسية مع نجاحه في العبور صوب غزة للمشاركة في افتتاح عروض مسرحية «نساء غزة.. وصبر أيوب» هناك.
عاد سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة الذي تخلى عن لقبه مقابل حجر يرميه عند بوابه فاطمة في الجنوب اللبناني المحرر صوب المحتل الإسرائيلي، عاد ليجتاز المعبر هذه المرة من بوابة رفح، فصار «غوار» الذي أضحك الناس في «مقالب غوار» و«صح النوم»، وذاك الذي أُعلن النفير الشعبي العام بسببه حين غنى «بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب..» في مسرحيته الشهيرة «كاسك يا وطن» تقريراً إخبارياً يتصدر نشرات الأخبار السياسية، ودخل كجزء لا يتجزأ من المشهد الفلسطيني اليومي تحت الحصار. فلم تكن صورة دريد لحام في غزة وفي نشرات الأخبار غير تلك الصورة التي عرفناه بها على خشبة مسرحه وأفلامه السينمائية، بعكس العديد من الفنانين.
مبدئياً وبعيداً عن كل الكلام السياسي في مدلولات العبور الرمزي لمن «تجاوز الحصار ليعبر إلى الحرية» على حد تعبير الفنان لحام، يمكن لنا أن نقول، إن عبور الفنان دريد لحام غزة أعاد الاعتبار والمصداقية للكلمة التي تقال على خشبة المسرح وفي مربعي الشاشتين الكبيرة والصغيرة. كان دريد لحام يعيد الاعتبار لكل فناني العرب بعبوره وبتجواله على الأبنية السكنية والمدرسية والحكومية ومقرات هيئات الإغاثة التي دمرها العدوان الإسرائيلي، وبعض منازل العائلات الفلسطينية المنكوبة. كان يقول إن الفنان ليس مجرد مشخصاتي، وإن نبل رسالته ليس مجرد كلام إنشاء.
حين قدم الفنان دريد لحام فيلمه «الحدود» في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، كان مشهد النهاية هو المختصر المفيد لما يريد أن يقوله: «أكسروا الحصار وتجاوزوا الحدود حتى لو كان ذلك تحت فوهات البنادق واحتمال الموت..»، وترك حينها مشهد النهاية مفتوحاً على الاحتمالات والتساؤلات: هل عبر بطل الفيلم «عبد الودود» (دريد لحام).. أم عاجلته رصاصة من الحراس فأردته قتيلاً؟
كأن السيناريو نفسه يتكرّر بعبور الفنان دريد لحام لكن من بوابة رفح التي استمهله عندها الحرس المصريون «لمتابعة الإجراءات الروتينية»، قبل استكمال برنامجه الرسمي والشعبي والفني في غزة. وهناك كان الفنان دريد لحام يعيد ترتيب أولويات الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني: العبور أو شرف محاولته.
المثير أن «عبد الودود» في فيلم «الحدود» كان قد قرر العبور بعد عشرات من الخطابات الرنانة التي قالت إن «لا حدود بين الأشقاء». فهل كان توقيت زيارة دريد لحام إلى غزة، إثر عشرات الخطابات «الأخوية» المؤيدة للشعب الفلسطيني، صدفة مطابقة لنهاية «الحدود» جاءت خيراً من ألف ميعاد؟
تعليقات: