البقرة «الاسرائيلية» النافقة بين الجنود الهنود
بركة كفرشوبا ــ
تواصل مسلسل عبور البقر الإسرائيلي عند بركة بعثائيل في كفرشوبا، وكان الفصل الأخير نفوق أحد الرؤوس بين بركة البلدة وموقعي اليونيفيل والجيش اللبناني، للمرة الثالثة على التوالي في مدة لا تتجاوز شهراً واحداً، ما يثير تساؤلات عن أسباب هذه الظاهرة التي لم تُلحظ من قبل. تفاصيل محطة أمس بدأت نهار أول من أمس حين اكتشفت اليونيفيل أن أحد رؤوس البقر دخل الأراضي اللبنانية ولم يغادرها، بل سلك طريقه غرباً بعمق تجاوز 500 متر عن خط الانسحاب. وحسب مصدر دولي، تبين أن حالة البقرة الصحية على غير ما يرام، ما استدعى حضور الطبيب البيطري التابع للكتيبة الهندية الذي أجرى كشفاً وقدم علاجاً لم يلقَ تجاوباً، إلى أن فارقت البقرة الحياة صباح أمس. واستنفرت إثر ذلك بلدية كفرشوبا ودفعت بآلية إلى محيط البركة بالتنسيق مع اليونيفيل والجيش اللبناني لترتيب دفن الجيفة القريبة من مواقع عسكرية تابعة للطرفين، منعاً لانتشار الروائح الكريهة والجراثيم.
لكن عملية الدفن في هذه المنطقة الواقعة على نقطة معقدة في الجغرافيا والسياسة ليست بسهلة، حتى بالنسبة إلى رأس بقر. هكذا، تطلب الأمر اتصالات على أعلى المستويات بين القيادات المختلفة، فبدأ إعداد الحفرة بإشراف قوات اليونيفيل الدولية التي دفعت بجنودها إلى المكان، بعدها سلكت الاتصالات طريقاً طويلاً تطلب وقتاً بانتظار رد القيادة اللبنانية، التي أرسلت أمراً يقضي بمنع دفن البقر الإسرائيلي ضمن الأراضي المحررة، وعلى قوات اليونيفيل ممارسة دورها في هذا الشأن ودفن البقرة خلف خط الانسحاب.
هذا القرار سبّب مفاجأة لجنود الكتيبة الهندية التي أرسلت فريقاً من جنودها أحضروا معهم نحو 100 كيلوغرام من الملح، ومستلزمات الدفن الأخرى وفق العادات الهندية التي تقدس البقر. لكنهم عادوا أدراجهم بعد تباحث ميداني مع الكتيبة الإسبانية، حيث لم يستطيعوا التوصل إلى نتيجة في ظل رفض الجيش الصارم دفن البقرة في الأراضي اللبنانية المحررة.
ويطالب الجيش اليونيفيل بتحمل مسؤولياتها ونقل البقرة من حيث أتت. وبالانتظار، ما زالت البقرة في المكان الذي نفقت فيه، على أمل أن لا تتحلل جثتها تحت أنف اليونيفيل والجيش، بانتظار حل مشكلة دفنها!
تعليقات: