قداس التجلي على قمة حرمون ويُرى موقع الأوندوف أو الفندق الدولي القابع فوق بقايا قصر شبيب
أبرزها جبل الشيخ والمراكز والمعابد الأثرية والدينية..
راشيا :
استطاع القطاع السياحي في راشيا أن يسجل نقلة نوعية خلال السنوات الخمس الماضية من شأنها أن تؤسس لمواسم سياحية أنشط وأفضل في الأعوام المقبلة، لجهة استقطاب السياح والمصطافين اللبنانيين والعرب وحتى الأجانب. وترافق ذلك مع إنشاء العديد من المؤسسات السياحية الصغيرة والمتوسطة، وانتشار المراكز والمعالم السياحية الهامة تاريخيا ً وحضاريا ً، فضلا ً عن الأجواء الهادئة، والطبيعة الخضراء، والمناخ المعتدل المتميز بخلوه من الرطوبة والتلوث.
وتشكل هذه العوامل نقطة جذب للآلاف من محبي الرحلات الجبلية (إلى قمة جبل الشيخ)، والعلمية (مراكز ومعابد أثرية)، الى جانب السياحة الدينية (تجلي السيد المسيح)، والسياحة البيئية حيث المنتجات والمواد الغذائية الطبيعية. رغم ذلك يحتاج القطاع لدعم جدي على مختلف المستويات من قبل الدولة وبالتحديد من وزارات السياحة والبيئة والثقافة، ويتطلب تضافرا ً للجهود بين الدولة والهيئات المحلية والنوادي وأصحاب المؤسسات السياحية، والناشطين في مجال السياحة، حتى يتمكن من الإقلاع.
«ما يزال القطاع السياحي في راشيا طري العود»، بهذه العبارة يصف رئيس بلدية راشيا زياد العريان واقع الحال، مع أنه خطا خطوة نوعية في السنوات الأخيرة كما قال، خصوصا ً بعد انتشار المؤسسات السياحية من مطاعم ومقاه ومسابح ونواد للتسلية، فضلا ً عن الشقق والأجنحة والبيوتات المعدة للإيجار، وكل المتطلبات والمستلزمات الضرورية التي يحتاجها السائح أو المصطاف خلال إقامته في المنطقة.
ويقدر العريان عدد الزائرين من السياح ومحبي الرحلات على مختلف انواعها بأكثر من مئة وعشرين ألفاً، ويشكل هؤلاء موردا ً ماليا ً لا بأس به، تستفيد منه مئات العائلات التي تعمل في القطاع، «خصوصا ً بعدما تمكنا من شق الطريق ونسعى الى تعبيده الى جبل الشيخ وقمة تجلي السيد المسيح، الى جانب الإنجاز الكبير المتمثل بترميم وتأهيل قلعة راشيا بتمويل مؤسسة الوليد بن طلال، فضلا ً عن السوق الأثري التراثي في راشيا. وتشكل هذه العوامل مجتمعة نقطة الجذب الأساسية لمحبي الرحلات، فضلا ً عن المعالم السياحية الأخرى المنتشرة في كل المنطقة بدءا ً من ينطا ودير العشاير مرورا ً بأقدم حاضرة سكانية في الكنيسة، وصولاً إلى المعبد التاريخي الروماني في بلدة عين حرشا، وصور الملوك والقلاع المنقوشة في الصخور في عين عطا، الى جانب قلعة الرفيد الأثرية، ومعالم قرية كفير العبس بالقرب من بلدة المحيدثة.
ويشدد العريان على ضرورة تضافر الجهود بين المرجعيات والوزارت المعنية في الدولة، وبين الهيئات المحلية والنوادي وأصحاب المؤسسات السياحية والعاملين فيها، لوضع خطة مبرمجة لاستنهاض القطاع وتحريكه إعلاميا ً، والدفع باتجاه تحفيز الاستثمار فيه، حتى يتمكن من لعب الدور المنوط به على صعيد الاستقرار الاجتماعي.
ويصف مشهور حمود، صاحب مطعم ومؤسسة الوادي السياحية، الحركة السياحية بالناشطة، مشيراً إلى تحضر المنطقة للموسم السياحي واستكمال الاستعدادات، «فقد تعاقدنا مع عشرات النادلين، وهيأنا كل المستلزمات المطلوبة لتأمين كل أسباب الراحة والاطمئنان للزوار والمصطافين، ولكن القطاع يحتاج دعما ً جديا ً من وزارة السياحة». ويبدأ الدعم عن طريق إدراج إسم المنطقة على الخرائط السياحية الموزعة على شركات الطيران وفي المطار وعند المعابر الحدودية، من أجل لفت نظر القادمين الى أهمية المناخ الصحي الذي تتمتع به المنطقة وجمال الطبيعة فيها». ويطالب حمود الهيئات المحلية من بلديات ونواد الى تكثيف الجهود في سبيل إقامة الحفلات والمهرجانات التي من شأنها أن تستقطب السياح.
ويلفت منذر القاضي الى ان القطاع السياحي يوفر أمناًً واستقراراً معيشيا ً لشريحة كبيرة من شبان المنطقة العاملين في القطاع على مستوى لبنان بأكمله. ويؤكد أن الإحصاءات الجديدة للعاملين في القطاع من أبناء المنطقة يتراوح بين 2000 – 2500 شخص، بعضهم موظفون دائمون، اما البعض الآخر فيعملون موسميا ً. ويؤكد القاضي أنه قلما تجد مؤسسة سياحية في لبنان مهما كان نوعها وحجمها، لا تجد فيها نادلا ً من بلدة العقبة او كفرقوق، او ضهر الأحمر أو بكيفا أو من اية بلدة أخرى. ويشير إلى أنه «بات من المعروف على مستوى القطاع السياحي في لبنان، بأن هذه القرى هي الخزان الذي يرفد المؤسسات السياحية بالشبان المتخصصين بالقطاع السياحي على مختلف أنواعه».
تعليقات: