سعد مسلّماً الدرع لسلمان وداعياً إياه لإلقاء كلمته
صيدا:
بين صيدا و«السفير» تاريخ عريق وقواسم مشتركة جمعت بينهما.. فهذه المدينة قاومت الاحتلال ورفضت الذل ولم تستكن للحرمان وانتفضت مع مطالب العمال والفلاحين والصيادين، وكانت دائما إلى جانب فلسطين.
وهي «السفير» المعبرة دائما عن مدينة الصيداويين عاصمة الجنوب والجنوبيين.. عن تألقها ووجعها عن فرحها وحزنها، تنحاز إليها، وكتبت فيها وعنها وعن كل بيت من بيوتها، صمودا ومقاومة.. وسياسة، من دون أن تغفل مطالب أهلها والعمال والصيادين.
لذا، من الطبيعي أن تكرم صيدا «السفير»، وأن يبادر الدكتور أسامة سعد و«التنظيم الشعبي الناصري» و«مركز معروف سعد الثقافي» إلى الاحتفال بمنح رئيس تحرير «السفير» طلال سلمان جائزة الشخصية الإعلامية للعام 2009.
أقيم الاحتفال التكريمي في قاعة مسرح «مركز معروف سعد الثقافي»، وحضره إلى سعد، رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري وجمع من الشخصيات الصيداوية والفعاليات وممثلون عن الأحزاب والقوى اللبنانية والفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية، وتجمع الهيئات والمؤسسات الاجتماعية، وعدد من رؤساء البلديات، وحشد من الأهالي.
بعد تقديم من مريم ديراني، ألقى الدكتور أسامة سعد كلمة أشار فيها إلى انه «عندما يزور طلال سلمان صيدا، فإنه يزور أصدقاء أوفياء، ويزور رفاق درب النضال الطويل. ونحن في صيدا، في التنظيم الشعبي الناصري، وفي التيار الوطني الديموقراطي، وفي تيار المقاومة، نجد في جريدة «السفير» وفي مقالات طلال سلمان التعبير الصادق عما ننادي به ونكافح من أجله. فمن صيدا عاصمة الجنوب ومدينة المقاومة، صيدا العروبة والانفتاح ورفض الطائفية والمذهبية والانغلاق، صيدا العروبة والمشاركة في الكفاح من أجل فلسطين، من صيدا معروف سعد، ألف تحية محبة وتقدير إلى طلال سلمان وجريدة السفير».
ولفت سعد إلى «أننا نحتفل هذه الأيام بذكرى الانتصار على العدوان الصهيوني سنة 2006، هذا الانتصار الذي حطم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وأعطى الأمل لأبناء الأمة العربية بعد عقود من الإحباط واليأس. غير أن النظام العربي الرسمي المرتخي كليا في أحضان الولايات المتحدة قد تخلى نهائيا فكرة المواجهة، وهو يتجه إلى التطبيع مع العدو متخليا عن الحقوق العربية، وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى دياره، وإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريفة».
ورأى أنه «منذ سنوات، النظام العربي الرسمي يراهن على كل رئيس أميركي جديد ولا يحصد سوى الفشل. وها هو يراهن اليوم على الرئيس الأميركي الجديد أوباما، ومن الواضح أنه سيفشل أيضاً. ففي الوقت الذي يتكاثر فيه الكلام على المفاوضات والتسويات، تواصل حكومة نتنياهو تهويد القدس والاستيلاء على أراضي الضفة الغربية. وفي هذا الوقت أيضاً، يستمر الانقسام الفلسطيني، ما يشكل أكبر تهديد للقضية الفلسطينية».
من جهته، استهل سلمان كلمته بالقول: «في ذروة التكريم، أن نكون معكم هنا، في بيت الشهادة في صيدا، فوقنا هالة من القداسة تمتزج فيها دماء معروف ومصطفى وناتاشا وسائر الشهداء الذين أعطوا هذه المدينة موقعها المميز في التاريخ، بقدر ما ميزتها الجغرافيا بأن جعلتها حبل السرة بين بلاد الشام وقلبها فلسطين ومصر المحروسة التي أضاعها حكامها عن هويتها وقزّموها لتكون بحجم أغراضهم، وهي ولاّدة الكبار من صناع مجد الأمة».
واعتبر أنه «لا يمكن أن تفقد الاتجاه في صيدا، فالشوارع تتبارك بأسماء الذين أعطوا الوطن حياتهم، ليبقى حراً، موحداً عربي القلب والفكر واللسان.. حتى لتكاد هذه المدينة التي فيها ومنها بدأ تاريخ المقاومة والصمود في وجه المحتل حتى طرده، أن تكون مهجعاً لكل أولئك الذين أعطونا أسماءنا والهوية، من أهل المغرب إلى أهل الجزيرة مروراً بشام الله في ملكه والمسرى من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي بارك من حوله». وعن العلاقة بين صيدا و«السفير»، قال سلمان: «منذ صدور العدد الأول من جريدة « السفير»، قبل خمس وثلاثين سنة، وصيدا تفتح لنا قلبها وعقلها، وتساعدنا على تجنب الخطأ وتدلنا إلى الطريق الصح في مواجهة أمراض الداخل، كما في مجابهة العدو الإسرائيلي. وتعلمنا من صيدا ان العروبة هي الغد، وان الخروج منها وعليها يأخذ الى مهالك الطائفية والمذهبية.. كما تعلمنا من صيدا أن الوطن بأهله جميعاً، فهذه المدينة التي اعتبرها أبناء جبل عامل حتى وادي التيم عاصمتهم وحاضنة علمائهم ومكتبتهم ومدرستهم، كانت كذلك بالنسبة لأهالي جزين وسائر قرى المثلث الممتد الى الشوف، ولأهالي إقليم الخروب جميعاً، وانتصروا دائماً بوحدتهم».
وأضاف سلمان: «ولقد شهدنا بيروت تحترق ولا ترفع الأعلام البيضاء، كما شهدتم، هنا في صيدا، هزيمة العدو وانسحابه بعدما أعجزهم صمودكم عن إدامة احتلاله».
وفي نهاية الاحتفال، قدم الدكتور سعد درعا تكريمية الى الزميل سلمان عبارة عن مجسم صغير لطائر «السفير» كعربون محبة وتقدير.
تعليقات: