شاطئ جونيه ليلاً (مصطفى جمال الدين)
تحرسها السيدة العذراء من حاريصا ويقدم شاطئها متعة استجمام لا تنتهي>..
يقدم لك قضاء «ما بين النهرين» سهلاً سياحياً رحباً من شاطئه الى الجبل. فما بين نهر الكلب ونهر إبراهيم، حيرة محببة في السياحة لا تقطع دابرها إلا الأذواق الخاصة. يتنافس اللبنانيون، المقيمون والمغتربون، مع العرب والأجانب، على السياحة في كسروان- الفتوح. بشكل عابر يؤثر تأخير ولادة الحكومة على الحياة في الخريطة السياحية لأكبر قضاء في جبل لبنان. فالفنادق بمعظمها امتلأت والمنتجعات كالمطاعم لا تهدأ الحركة فيها. والسياحة بأشكالها الروحية والرياضية والتراثية تقلّب أنجح صفحاتها.
على ضفاف الساحل الكسرواني تنتشر المنتجعات البحرية التي تعتبر من الأهم في لبنان، إذ تصنف «مقصودة» من مختلف المناطق جراء شاطئها الرملي ومسابحها المنوعة للكبار والصغار، فضلا عن تلك المخصصة للعائلات بألعابها الرياضية والترفيهية. وقبيل اكتمال ذروة الموسم تسجل منتجعات القضاء وفنادقه الساحلية نسبة إشغال مئة في المئة. هذه النسبة يؤكدها المسؤول في فندق أكواريوم- المعاملتين شربل صقر، مشيراً إلى أن الحركة السياحية «عربية بمجملها وخصوصا من الأردن والعراق وإيران وسوريا. ولغاية الآن لم تسجل بعد نسبة كبيرة من توافد المغتربين اللبنانيين «. «الشوق الى التمتع بمناظر الجبل وجلسات البحر» يقول صقر متحدثا عما يبحث عنه السائح الذي «لا يمكن أن تغفل جولته في المنطقة زيارة مغارة جعيتا ومتحف المشاهير وقلعة جبيل».
ولكي نبقى في الفتوح الكسرواني، بدأت خفيفة حركة السياح على ما يقول أنطوان خويري في فندق «كاملو» في غزير، وارتفعت وتيرتها بحلول منتصف تموز. «بعضهم يهاتفنا من الخارج قبل المجيء معربا عن قلقه حيال تأخير تأليف الحكومة وسائلا عن حالة الاستقرار، فنحن كل زبائننا من سوريا والأردن ودول الخليج وأوروبا وأسعارنا عادية، إذ يتوجب على الشخص مئة ألف ليرة في الليلة الواحدة». وقبل أن تنتهي جولة الخط الساحلي، من يمكنه أن يغفل عن «كازينو لبنان»؟. فمنذ خمسين سنة وأبواب الكازينو مفتوحة أمام الجميع من لبنان والخارج للاستمتاع بألعاب الميسر وبالاستعراضات المحلية والأجنبية التي يقدمها على مسارحه الكبيرة أو في مطاعمه الخمسة الفاخرة. «إن الحركة تزيد أكثر خلال موسم الأعراس وحاليا هناك أكثر من الفي زائر في اليوم الواحد للكازينو» على ما يقول مسؤول العلاقات العامة في الكازينو جوزف عريجي الذي يعلن عن سلسلة دورات وإضافات تقوم بها الإدارة الحالية وهدفها الدائم تحسين الجودة.
« نحن نحب لبنان ببحره وشمسه وجباله ونريده أن يعود أوروبا الشرق»، تعبر سيدة سورية تهمّ مع أولادها الثلاثة وزوجها الى صعود سيارة «الغوّاصة» الحمراء. فالجولة في «أروقة» الساحل، بين المطاعم والفنادق والمنتجعات، لا بد أن تتوقف عند محطة «التلفريك». تلك «الغواصّات» الملونة الطائرة توضع في تصرف محبيها طوال الأشهر الإثني عشر في السنة، لكي تقدم لهم «كزدورة» في جو فسيح يسبح بين قلب جونيه وجبل حريصا الأخضر. وقت الذروة في التلفريك يسجل بين بداية تموز وأواخر أيلول. «أحيانا نضطر لتمديد الوقت في اليوم نفسه الى أكثر من إثنتي عشرة ساعة عندما نجد أن هناك طلباً على المركبات» يقول المسؤول في الإدارة زياد الزايك. صحيح أن كثراً قد يقصدون التلفريك من تلقاء أنفسهم لكن الشركة، وهي شركة مساهمة، تعتمد خصوصا على تعاقدها مع مكاتب السياحة «علما بأننا لسنا في حاجة الى أي ترويج فالتلفريك بات معروفا ومطلوبا من كل السياح العرب والأجانب».
في عز الموسم، أي في هذه الفترة، تسجل الشركة «قرابة ألف وثلاثمئة راكب في اليوم الواحد غالبيتــهم من ســوريا والأردن وبقية الدول العربية. أما في الشتاء فتخــف الحــركة كثــيرا وتبــقى أيام الآحـاد الـتي يشكل اللبنانيــون الآتـون من مخــتلف المناطــق اللبنــانية عمــادها».
حريصا..وسيدتها
استقليت «التلفريك» أو السيارة أو ربما سيراً على الأقدام، على شاكلة حركة «الصاعدين» سيرا نحو السيدة التي تشهدها طرقات حريصا طوال شهر أيار أو الشهر المريمي، لا بد أن تصل الى الموقع الأجمل في لبنان وربما في المنطقة. تقف عند جبل حريصا كرسام يمسك بخليج جونيه البحري كالصحن أمام ناظريه وكريشة بين أصابعه. ولعلّ المشهد «من فوق» يشبه طبيعة الموقع: سياحي روحي. فجبل السيدة العذراء قبلة الوافدين من سياح ومؤمنين على وجه الخصوص. « تبلغ الحركة في مزار السيدة العذراء ذروتها من المصلين والمؤمنين اللبنانيين خلال شهري نيسان وأيار وتتابع الوتيرة مع الإقبال السياحي خلال تموز وآب» يقول مسؤول الدير الأباتي خليل علوان الذي يؤثر الحديث عن قيمة الموقع الروحية. «فكثر وخصوصا من اللبنانيين المغتربين يقصدون المزار تلبية لنذور لهم ويأتون على وجه الخصوص من كندا وأوستراليا وفنزويلا. ما بين كانون الثاني وشباط تتراجع الحركة في مزار حريصا الذي احتفل مؤخراً بيوبيله المئوي ويزوره سنوياً قرابة المليون زائر. وفي خليط الوافدين، يمكن ملاحظة الأعداد الكبيرة للزوار من التابعية السرلكنية والأثيوبية فضلا عن الأعداد الملحوظة جدا للنساء المحجبات. «خلال الشهر المريمي يعطي أرباب العمل أيام عطل للمستخدمين لديهم من التابعيات الأجنبية فيقصدون المزار للصلاة خصوصا مساء كل سبت من شهر أيار، وأما المحجبات فلا ننسى تقدير الديانة الإسلامية للسيدة العذراء وهناك أيضا الإيرانيات اللواتي يأتين للسياحة الروحية». «لا دخولية» الى حريصا. وبإمكان الزائر الإختلاء بربه في إحدى كنيستي المزار أو عند قمة تمثال السيدة والتمتع كذلك بأحد أجمل المناظر الطبيعية في المنطقة. وبالإضافة الى «الزوادة» الروحية يمكن للزائر أن يشتري تذكارات دينية «وهي الأرخص كونها من صنع 120 سيدة من الجوار أوكلت الكنيسة اليهن هذه المهمة كهدف رسولي لإعالة 120 عائلة»، يقول ألأباتي علوان الذي يؤكد على التواجد الكهنوتي في المزار على مدى أربع وعشرين ساعة لتلبية طلب أي نية في الاعتراف أو الإرشاد الروحي.
وفي ضواحي حريصا، تربض جارتها بزمار على علو ألف متر عن سطح البحر والشهيرة باستضافة الأعراس في فنادقها ومنتجعاتها. «نمر حاليا في قمة الموسم أي أن نسبة الإقبال إذا انخفضت يبقى المعدل تسعين في المئة» يقول إيلي الهبر في فندق «بزمار بالاس». يدفع نزيل الفندق مئة دولار لليلة الواحدة في «غرفة دوبل»: «يقصدنا عادة اللبنانيون للاحتفال بالأعراس إضافة الى السياح العرب وكثر ممن يصف لهم طبيبهم المناخ الصحي الذي توفره بزمار، بما فيها من سنديان وأشجار الصنوبر ومناظر خلابة مطلة على خليج جونيه».
وإذا شقّينا كسروان من «ذوق مكايل» مدينة السلام والأنوال، لا بد أن نصل الى جعيتا. صعودا نحو الأعالي الكسروانية. البلدات لا تمل من مناشدة الوزارات المعنية وخصوصا وزارة السياحة «أن تذكرنا في كتيباتها الترويجية». فجمال القرى الجبلية وبلدات الاصطياف مشكلته ربما أن الدولة لا تلحظه في حملاتها الترويجية للخريطة السياحية في لبنان. أما بريق هذه القرى فيلمع خصوصا في فصل الشتاء عند جبال صنين وكفرذبيان وفاريا وعيون السيمان التي تحوي أكبر حلبات التزلج في لبنان وربما المنطقة وهي ناشطة منذ الخمسينيات وتعتبر من أهم المرافق السياحة الشتوية في البلد. وتزخر قرى الجبل كذلك بالمواقع الأثرية التي تشهد إقبالا لافتا للسياح في كل موسم مثل قلعة فقرا وجسر الحجر في كفرذبيان. وأمام الزائرين خياران للمنامة: الشقق المفروشة أوالفنادق. علما بأن سلسة من فنادق الاشتراكات أو النوادي الخاصة تسجل في هذه المناطق مثل «أوبرج دو فقرا» الذي يحوي 25 غرفة ويمتلئ عادة منذ بداية الموسم. لتبدو كسروان في خريطتها السياحية كما في عرس دائم، بيضاء في جبلها شتاء، دافئة بزوارها من الداخل والخارج، وملونة كالشمس في صيفها، عارضة للبنانيين والعرب والأجانب استراحة استجمام لا ينتهي مفعولها.
المعاملتين ـ جونيه: سبحة فنادق ومنتجعات
«على الورق» لا وجود لاسم المعاملتين. فإذا كانت كسروان عاصمة الجبل فإن جونيه، والمعاملتين نبضها، هي حتما عاصمة كسروان. تنقسم جونيه، مركز القضاء، الى بلدات أربع: ساحل علما، حارة صخر، غادير وصربا. وكما أن الكسليك، الشارع الذي بات يستقطب شرائح الدخل العالي كالمتوسط بعدما نجح في خلع الطابع الاحتكاري البرجوازي جراء قائمة الأسعار المنوعة التي تطبع البضاعة فيه من الثياب والأحذية والأكسسوارات وغيرها، يضم (أي الكسليك) قسما من صربا وذوق مكايل، فإن المعاملتين تضم قسما من حارة صخر وطبرجا. وعلى ضفاف الشاطئ الكسرواني تنتشر، على طول الخط الذي ترسمه المعاملتين كالابتسامة، إحدى أجمل المنتجعات البحرية والمطاعم والملاهي الليلية والفنادق.
تحمل جونيه ثقل كسروان السياحي الفندقي. صحيح أن لا فنادق في القضاء تندرج ضمن فنادق عالمية كما هي الحال في بيروت، ولكن ثمة تواجد لفنادق خمسة أو أربعة نجوم مثل «ريجنسي بالاس» في أدما المجاورة لقرى الشاطئ. هنا تزدهر حركة الملاهي الليلية والحانات مثل «الأكسكاليبر» و«دون إيليو» و «أكسس» وغيرها من التي «تسجل تكاثرا خصوصا في السنتين الماضيتين» على ما يقول رئيس مهرجانات جونيه السياحية جان الهوا. ويشير الهوا إلى قرابة الخمسين ملهى ليلي على طول الخط. ونسجل كذلك حركة متزايدة للمنتجعات البحرية وأقدمها «أمواج» و «ماليبو باي» بالإضافة الى «الأكوامارينا» و«بل أزور». أما عدد الفنادق فيقارب كذلك الخمسين على خط المعاملتين وأحدثها، في مؤشر الى «تكاثرها كالفطريات للنجاح الذي تحرزه»، فندق «برانسيسا» و«سان سويت» بالإضافة الى ورش عمل لفنادق قيد الإنشاء.
وعندما تحين ساعة الغداء لا مجال لتفويت «وجبة السمك». الفنادق تحوي أفخر المطابخ، لكن سلسلة المطاعم المنتشرة على الشاطئ تجذب السائح والزائر لتذوق ما تقدمه من ثمار البحر والطعام اللبناني الصرف. أما لمن يبحث عن وجبة سريعة كأن يأكل بيتزا مثلا مع مشروب غازي، ولا يريد أن يدفع أكثر من ستة آلاف ليرة فبإمكانه أيضا ذلك لدى الأكشاك أو المطاعم الصغيرة في زوايا جونيه كافة.
جعيتـا: بصمـة الزمـن فـي مغـارة ... بمغارتيـن
إذا شققنا كسروان من «ذوق مكايل» مدينة السلام والأنوال، لا بد أن نصل الى محطة استراحت فيها أنامل الخالق، وعندما رحلت تركت بصماتها محفورة تحت إسم «جعيتا». ترد الى ذهنك سريعا كلمات سعيد عقل: «الطبيعة في لبنان اجترحت الأعاجيب وأجمل أعاجيبها مغارة جعيتا». وصاحبة لقب «لؤلؤة السياحة في لبنان» تسير بثقة نحو العالمية. فـ«أعجوبة» الخالق في لبنان اجتازت الامتحان الصعب إذ اختيرت من ضمن 28 موقعاً طبيعياً حول العالم بعد تصفية 77 من أصل 441 موقعا، وتتحضر للأصعب لتفوز بلقب إحدى عجائب العالم السبع من المواقع الطبيعية. فعندما تسربت المياه الكلسية من أعالي جبال لبنان عبر الزمن، رسمت عالما من المنحوتات والردهات والتماثيل المختلفة نحتتها الطبيعة في تكوينات عجيبة. ولعل اسم المنطقة «جعيتا» اشتق من تاريخ المغارة إذ أن كلمة «جعيتا» مستوحاة من السريانيّة، وتعني هدير الماء والضجيج، أو المكان العالي. وفي الواقع إن المغارة مغارتان وهي متربعة في قلب وادي» نهر الكلب» في كسروان ثلاثينيات القرن التاسع عشر بعدما سمع الرحالة الأميركي وليام طومسون صدى رصاص بندقيته فكان دليله الى عمق المغارة العليا. أما المغارة السفلى التي اكتشفت عام 1839، فاطلق عليها اسم «البلّورة المائيّة» ومنها يتدفّق نهر جوفيّ من منابع نهر الكلب.
لا تبدو الجوائز أمرا طارئا على جعيتا، فهي مكّنت لبنان من الفوز بجائزة «القمّة السياحيّة» لعام2002 عبر دور شركة «ماباس» وأبرز ما يمتاز داخلها هي درجات الحرارة الثابتة على مدار العام: 16 درجة مئويّة في الطبقة السفلى، و22 درجة مئويّة في الطبقة العليا، ما يسمح للسائح التجوّل في جو دافئ في فصل الشتاء وفي جو منعش في فصل الصيف. كما يستطيع السائح أن يختار بين الصعود في القطار أو عبر «التلفريك» للوصول الى سفح الجبل حيث مدخل المغارة العليا وعبر قارب صغير ينقل السائح الى المغارة السفلى ويتمتع بلوحة زمنية وغير زمنية في الوقت عينه.
جعيتا ، بمغارتيها العليا والسفلى تشهد حركة غير اعتيادية من الوفود الطالبية من الجامعات والمدارس، وقاربت في هذه الفترة الأربعين ألف طالب، على ما يقول مدير المغارة الدكتور نبيل حداد. ويشير حـــداد إلى أن الربيع كان حافلا بالوفود الآتية خصوصا من العراق وإيران حيث صودف عيد «النوروز» في هذين البلدين. ويضيف « ما من أياد بشرية يمكنها منافسة يد الخالق مهما كان عددها ولذلك نحن ندعــو كل محبي السياحة والمعالم الطبيـــعية في العــالم الى التصويت لمغارة جعيتا فنحــن بعد عام ونصف العام من العمل المضــني لم نكن نتــوقع أن نصل الى النــهائيات في التصويت ولكن مجــرد أن تكــون جعيتا قد اختــيرت من ضمن 28 موقــعاً من أصل 441 فهذا نجاح كبير جدا».
لكن السنوات الأربع الماضية «لم تكن جيدة بالنسبة الينا ويبدو هذا العام إلى تحسن فضلا عن أن حركة المغتربين من شأنها أن ترفع نسب الرواد أكثر فأكثر وإذا بقيت الحركة على هذه الوتيرة فقد تكون هذه السنة هي الأفضل منذ عام 1975». يؤثر حداد عدم الدخول في الأرقام أو المقارنة مع الأعوام السابقة «غير الطبيعية جراء ما رافقها من حوادث أمنيــة وخــروقات لــكن يمكننا القول أن نسبة التحسن تبلغ ثمانين في المئة لهذا الموسم الذي من المتوقع أن يكون قصيراً نــظراً لــبدء شهر رمضان باكرا هذا العــام، وبالــتالي عــودة السياح العرب الى ديــارهم وغالبيــتهم مــن دول الخلــيج والعـراق والأردن وإيران.
كازينو لبنان: الرومانسية والحظ واستعراضات العصر
سوار من الكريستال تاه على تلّة خليج المعاملتين. في الليل، يتلألأ كالثريا التراثية العملاقة عند مدخله. وفي النهار، يشق الفسحة الخضراء باسم وصل الى العالمية : كازينو لبنان. خمسيني الكازينو لكن الإصرار على مواكبته العصر تجعله يتخــطى أصعب المراحل التي مر بها لبــنان وأقــساها.. الحرب اللبنانية، وينفخ فيــه التجدد الشبابي الدائم. فيه ألــوان الرومانسية وآمال الحظ المحلقة أو الهــابطة إلى قعر الخيبة في ضبابية دخان «السيــجار». أموال بالملايين «تفلش» على طاولات الألــعاب فيــه. فدولاب «الروليت» لا يدور في كل منــطقة الشرق الأوسط إلا في كازينو لبنان كونه الشركة الوحيدة في لبنان صاحبة الامتياز الحصري لاستثمار ألعاب الميسر «القمار» في لبنان. افتتح في عهد الرئيس كميل شمعون في 17 كانون الأول 1959 ويبعد حوالى 22 كيلومتراً عن شمال بيروت. وبعدما انطلقت البدايات بالاستعانة ببعض الخبرات الأجنبية بات الكازينو اليــوم، وجميع طاقمه من الإداريين والفنيين من اللبنانيين، يصدّر خبراته الى الخارج مثل إدارتي «كازينو مدريد» و«كازينو بلغاريا» وقريبا «كازينو شرم الشيخ» الذي يشهد حالياً أولى خطواته في المجال.
في امتيازه الحصري، يقدم كازينو لبنان لهواة ألعاب الميسر ثلاثة خيارات: في الطابق الأرضي وللتسلية ليس أكثر الـ slot machine وهي الآلة التــي تـشهد إقبــالا نسائياً لافتاً كونها لا تحتمل مبالغ رقمــية للمراهنات. في الطابق الأول دولاب «الروليت» ولعبة الورق»بلاك جاك» التي تصل المراهــنات فيــها الى مليون دولار. والى جوارهــا قــاعة الأثريــاء المسماة le cercle d’or والتــي تشهد مراهــنات مالية خيالية وتتــفرع منها غرف خاصة لهواة «المقامرة الفردية» والمراهنات الأكثر من خيالية ربما. ومنذ نحو سنة أدخلت إدارة الكازينو لعــبة بوكر مميزة «تاكساس هولدم». وكمؤشــر على عينها الطامحة الى العالميــة، يزور الكازينو جو هاشم أحد أشهر لاعبي البــوكر العالميين وهو من أصل لبناني. وضمن قواعد هذه اللعبة، يمكن لمن يدفع عشرة آلاف دولار أن يصل الى ربح يقارب المليون دولار. أما في الشق الترفيهي، فمن لم يسمع بعد بـ«تياترو لبنان» أو بـ«صالة السفراء في كازينو لبنان»؟. لقد شهد مسرح كازينو لبنان الذي يتسع لأكثر من ألف شخص، أضخم الاستعراضات الفنية اللبنانية والعربية والعالمية وفي مقدمهم مسرحيات الأخوين رحباني والسيدة فيروز. ونقل عن مدير مسرح «البولشوي» في موسكو إنه يمكن مقارنة صالة «تياترو لبنان» بمسرح الأوبرا في باريس. واستضافت صالة السفراء التي تتسع لنحو ستمئة شخص مع طاولات و«عشاوات»، استعراضات العصر مثل سيرك موسكو ومسرح الليدو وغيرهما من الفرق العالمية التي يحمل بعضها درجة إضافية من الجرأة في العرض. وتخضع الصالة لتجديد تقني دائم مثل خشبات المسرح المتحركة العاملة بطريقة «ألكترو ميكانيكية» لتغيير الديكور والمشاهد في ثوان.
خطف كازينو لبنان السياح وكذلك المباريات، فاستضاف، ولستة أعوام متتالية في الستيــنيات، مباريات انتخــاب ملكة جمال أوروبا. وحالياً يتم التحضير لافتــتاح مسرح ذات طابع أجنبي. موقعه تحــت «التياترو» الحالي ويخضــع لإعادة التأهــيل كونه كان ناد ليلي سابقا. أما في مروحة المطاعم فلكل قسم مثلا من ألعاب القمار مطعمه الخاص بالإضافة الى تلك المستقلة مثل «مارتنغال» الذي يقدم الأفخر من المأكولات الأجنبية الطابع، ومطعم « لا ترّاس» المشرف على خليج جونيه والذي يشهد في هذه المدة «هجمة» غير طبيعية للأعراس، فحتى أيام الأربعاء يضج فيها الكازينو زفافا. ومن أبرز الوجوه العالمية التي كانت لها محــطة في كازينــو لبنان: الرئيس الأميــركي جونســون قبــل انتخابه، الملك حسين، شاه إيران محمد رضا بهلوي، الأمير ألبير دوموناكو، عمر الشريف، جوني هاليداي... وعلى خشبته توجت جورجينا رزق ملكة جمال العالم وكانت مانشيت الصحف صبيحة إنشائه: «تدشين أكبر وأضخم مؤسـسة سياحية في الشرق الأوسط».
منطقة جونيه والمعاملتين من كتف حريصا (مصطفى جمال الدين)
المغارة السفلية في جعيتا
في أحد المنتجعات السياحية الخاصة (حسن عبدالله)
على شاطئ عائلي (الصورة لـ:حسن عبدالله)
تعليقات: