مشروع سكني
الشمال |
السياحة الخليجية الى بلدة بزبينا العكارية جديدة العهد نسبيا رغم انها شكلت مصيفا للميسورين من ابناﺀ محافظة عكار خلال حقبة السبعينات من القرن الماضي. لكن وجود عدد من ابناﺀ بزبينا في بلدان الخليج ونشوﺀ معارف لهم هناك نسجا علاقات مصاهرة وزيارات سمحت لمن زار بزبينا منهم واعجب بطبيعتها الخلابة باتخاذ قرار الاصطياف بين ربوعها الامر الذي شجع الاقرباﺀ والاصدقاﺀ على الاتجاه لقضاﺀ عطلة الصيف في اقاصي الشمال اللبناني.
زادت اعداد العائلات الخليجية خـــلال الاعـــــوام الــمــاضــيــة لتبلغ العشرات ما دفع بالكويتي علي سيف راشد للمغامرة ببناﺀ مشروع سكني (مشروع الريم) على شكل شقق مفروشة للايجار مخصصة لمن يريد من ابناﺀ الكويت والخليج، او اي عائلة تريد الاصطياف في بزبينا. لكن الانتهاﺀ من المشروع لم يسمح بالبدﺀ باستثماره وفقا للسيد محمد رديف علي، المشرف على المشروع، "لقد ظهرت مشكلة بيئية خطيرة، ناتجة من تراكم مياه الصرف الصحي التي خرجت من حفرة صحية اقامتها البلدية الى سطح الارض لتغطي الطريق العام الــمــؤدي الــى حــارات وادي الدير وحارتي ثليجة وشديد. اما الاسوأ من ذلك فهو تكونها (المياه الآســنــة) عــلــى شكل بــركــة يصل عمقها في بعض الاماكن الى المتر تقريبا، تصدر الروائح الكريهة لتصل كــل الــشــقــق فــي مباني المجمع وكل المنازل المجاورة، اضــافــة الــى استحالة عبور هذه "البحيرة" حتى للآليات".
السيدة ام عصام التي تسكن مباشرة قبالة "بركة الاوساخ" كما تسميها ترى بان "المشكلة ظهرت قبل سنتين، بعد ان قام البعض بكسر انابيب الصرف الصحي التي حفرتها البلدية بهدف توفير مــصــاريــف شفط هــذه الــحــفــرة، وبالتالي اصبح هناك مصدران للتلوث من الحفرة ومن البركة. وقد راجعنا البلدية حول هذا الموضوع ولاحقا القائمقامية بعد ان انحلت البلدية بسبب مشاكل داخلية، لكننا لم نحصل على جواب وبقيت الامور على حالها".
الرأي نفسه يعبر عنه احمد عبد الجليل ثليجة: "في حارتنا اكثر من خمسين منزلا ونحن نعاني الامرين من الوجود المستمر لبركة المياه الآسنة هذه، ليس فقط من الروائح الكريهة بل من البعوض بكل انواعه مع ما تسببه لسعاته من امراض، الطفلة سندس مثلا نقلت الى عيادة الطبيب مصابة بلسعات البعوض في كل انحاﺀ جسدها وكذلك الكثير من الاطفال في المنازل الــمــجــاورة. نريد حلا لــهــذا الــمــوضــوع لقد يئسنا من مراجعة القائمقام الذي يستمع الى شكاوينا ولا يطرح علينا حلا يخرجنا من هذه الدوامة البيئية الصحية التي باتت تشكل خطرا على الناس هنا".
الحاجة المسنة عزيزة ثليجة غاضبة من هذا الواقع "البرغش اكلنا كــل يــوم نسمع تحذيرات من الامراض والاوبئة، ونحن لفتنا نظر القائمقام مــرات ومــرات الى هــذه المشكلة ولا من يسمع ولا مــن يجيب، وانــا انــاشــد كــل من يستطيع المساعدة، وفعل الخير لوجه الله ان يساعدنا على حل هذه المشكلة، واناشد المسؤولين التطلع الى حالنا".
البركة تسببت بمشكلة سير حــيــث يــضــطــر ســكــان الـــحـــارات الثلاث الى المرور عبر طرق داخلية فــرعــيــة ضــيــقــة جـــدا ولا تسمح الا بعبور سيارة واحــدة وباتجاه واحد، وقد تسبب ذلك بحوادث سير واشكالات عدة على خلفية افضلية الــمــرور. امــا مــن يجازف بعبور "البحيرة" فهو وحظه كما يقول حسين السحمراني "فاذا صادف وجود الشباب لنشله من" علقة الجورة "فانه سيهرب من لسعات البعوض بسرعة امــا اذا لم يكن هناك احد فالله يعينه، على العقصات وعلى المعالجة منها لاحقا".
مــا يــؤكــده الــســكــان هــنــا هو ان كــل مــن اتــى مــن الخليجيين للاقامة في مشروع الريم السكني قــد غــادر على وجــه السرعة وان ما يصيب صاحبه من خسائر لن تقف على حدود عدم الاستثمار بل هو السمعة التي شاعت عن هذا الطريق والبركة وبالتالي لن يجازف احد بالعودة قريبا الى هنا، صاحب المشروع عمد الى صب مانع اسمنتي عند مدخل البناﺀ وحول الــدخــول اليه الــى جهة جانبية تلافيا لدخول المياه الآسنة الى باحة الابنية الثلاث.
الحل الموقت برأي نعمة حداد هو ان يلجأ كل مواطن من سكان الـــحـــارة الـــى حــفــر جـــورة صحية خاصة، الى ان يأتي الفرج وتنشأ شبكة صرف صحي ما زالت بزبينا محرومة منها. وان تتم مقاربة هذه الموضوع البيئي بحل يرضي الجميع ويحافظ على الصحة العامة في آن معا".
تعليقات: