بايرون: لا يمكن أن نعيش مع النساء ولا يمكن كذلك أن نعيش بدونهن
بايرون: "لا يمكن أن نعيش مع النساء ولا يمكن كذلك أن نعيش بدونهن"..
ساشا غيتري: "لو كانت المرأة صالحة لاتخذ له الرب زوجة"..
باريس:
إن لسبستيان باييه ولع باختيار أفضل ما قيل في هذا وذاك، لكن صفة الولع ربما هي التي قادته ليضع مختارات من افضل ما قيل في أمر الحب. وقد صدرت لأول مرة في كتيب لطيف عند ألف ليلة وليلة خلال هذا العام. سنحاول أن نقدم، بطبيعة الحال أجملها، منظومة في عِقد، مادام الأمر يتعلق بالحب والنساء. لكن أيلزم إذن التعلق بامرأة فقط من أجل تفضيلها على غيابها، يستغرب جان غوستون؟ قد لا تكون هي تلك التي قال عنها جو بوسكيه أنها لا تقبل كعشاق إلا المتكتمين، لأنهم يصمتون والفاضحين لأن لا أحد يصدقهم، ربما. أما إذا كانت امرأة ذميمة فلحسن الحظ يوجد شخص اسمه بيير ديبروج نبهنا بقوله أنه توجد حالة واحدة وموائمة للحديث مع امرأة ذميمة، ألا وهي في حال سؤالنا إياها إن لم تكن تعرف عنوان امرأة جميلة؟ إنها زوجة أقرب أصدقائي إلي، فأعشقها وأعشقها ثم أعشقها، يناغي رولان باكري.أما أفضل زوج، حسب جاك أوديبيرت، فهو الذي لا يتذكر أبدا عمر زوجته، ولكنه يذكر دائما عيد ميلادها. قريب من ذلك ما صرح به فيكتور هيكو في تلاعبه اللفظي الذي لا يخلو من معنى إذ قال أننا نكون محبين أكثر من أي شيء آخر في سن العشرين، وفي الستين نكون شيئا آخر أكثر منه محبين. لكن بغض النظر عن الفاصل الزمني بين بداية الشباب وبداية المشيب، ألا يمكن تصديق ما أورده هنري لويس مينكين لما زعم أن للرجال حياة أحلى من حياة النساء. أولا لأنهم يتزوجون في زمن متأخر وثانيا لأنهم يموتون في وقت مبكر!
أليس كل هذا معدا ضد النساء؟ لنتملى جيدا ما خطه فيكتور هيجو نفسه، عندما ادعى أن المرأة التي تتخذ لها عاشقا واحدا تعتبر مَلَكا، ومتى اتخذت لها اثنين تصير وحشا، أما إذا كان لها ثلاثة فتصير بكل بساطة امرأة. لعل هذا هو أقرب مما همس به معاصرنا فريديريك بيغبيدير بتلميحه بأنه قد حان حقا الوقت لأن يطلب الواحد منا من صديقة له أن تصير حرمه، متى شرعت زوجته تتحول إلى صديقة. ذلك أن تعريف الحب هو، كما وضعه جورج إلغوزي، إحساس قريب من الرواقية، والذي يتجلى بالنسبة للرجل في اكتفائه بامرأة واحدة، وبالنسبة للمرأة بأن تكتم دائما علاقاتها الأخرى. ما لا يمنع المرأة أن تنعم بعد ممارسة الجنس بنشوة كبرى، في الوقت الذي يبحث فيه الرجل عن تعلة للعودة إلى بيته. أفظع من هذا فإن نسبة عشرة في المائة من الرجال الذين يفرغون من ممارسة الجنس يتقلبون على جنبهم الأيمن وينامون، نفس النسبة يفعلون الشيء نفسه إذ ينامون على جنبهم الأيسر. أما الآخرون فيرتدون ملابسهم ويعودون إلى منازلهم.
نفس الشيء هو ما عبر عنه هنري دو مونتيرلون لما كتب بأن أول من ينبس ببنت شفة بعد الجماع يطلق على عواهنه ما ينطق به من كلام!
شيء آخر عبر عنه جورج برنارد شو بلباقة لما قال بأننا ظللنا نسلّم بفكرة أن النساء ينتظرن دون أن يتحركن أن نأتي لرؤيتهن. قال شو أنه بنفس الطريقة تصطاد العناكبُ الذبابَ. إذا كانت تلك هي طريقة الصيد فإن فيليب جيليك هو، قد أثار معضلة أخرى ليست بمنأى عن أمور ترصد العنكبوت لضحاياها ولمناوشات النساء والرجال، إذ عبر عن الأمر بطريقة مخالفة، حيث شرع يفسر العلاقة بين الحب والمال، مشيرا إلى أنه لو شركنا بعضنا البعض مالنا فسوف ينقص لا محالة، أما إذا تقسمنا الحب فإنه سيزداد بلا شك. لذلك اقترح أمرا مذهلا اعتبره أسمى ألاَ وهو تقاسم الحب مع من يملك مالا كثيرا.
لذلك كان رائعا ما أتى به فرنسيس بلونش لما صرح بأن النساء اللائي يحببننا من أجل مالنا هن رائعات، لأننا ندرك على الأقل ماذا يلزمنا فعله كي نحافظ عليهن.
أما المرأة التي تجعل رجلا ينتظرها فإنها، حسب نوكتيل، تبتهج لذلك لأنها متأكدة حق التقدير أنه ليس صحبة امرأة أخرى. شبيه بذلك ما عبر عنه باتريك تيمسيت، إذ أكد أنه لا يحب النساء اللواتي ينكحهن في أول ليلة، لسبب بسيط، غير الذي تتوقعونه، فهو يكره أن ينتظر طيلة الأمسية!
أوليس صحيحا إذن ما قاله اللورد بايرون عندما أعلن أننا لا يمكن أن نعيش مع النساء ولا يمكن كذلك أن نعيش بدونهن. لكن برنارد شو يعارض نوعا هذه الفكرة بقوله أن المرأة تتخوف من المستقبل حتى تجد زوجا أما الرجل فلا يتخوف من المستقبل حتى يجد امرأة. لكن أجمل ما اقترح في هذا المضمار كزواج مثالي هو كما ابتدع مونتيني أن يقترن رجل أصم بامرأة عمياء.
وإذا لم يتحقق هذا التمني فالذي يحدث هو الكارثة خاصة إذا تزوجنا مرتين، مثلما صرح به فرنسيس بلونش عندما كتب: "لقد تزوجت مرتين ما يعني كارثتين: فالمرأة الأولى مضت أما الثانية فقد أقامت. ربما لذلك كتب، مرة أخرى هنري لويس مينكن، أن العزاب هم من يعرفون النساء أكثر من المتزوجين، وإلا تزوجوا!
هناك ميزة أخرى للعزاب قد ذكرها بول ليوتو وهي أنه كلما حدث أن مثلت أمامهم امرأة حسناء لا يتأسفون جراء كون التي خلفوا في البيت ذميمة. لهذا فالزواج هو السبب الأساسي للطلاق، إمضاء أوسكار وايلد.
شيء آخر نبه إليه غابرييل تيموري هو كون مطاردة النساء نوع من الرياضة غير أن المتاعب تبدأ عندما نوقع واحدة منهن في الفخ. ذلك أننا لا نختار نساءنا، مثلما وضح جورج فولينسكي، لأنه لو تعلق الأمر بنا لتم اختيارنا لهن بشكل أفضل. أوليس باعثا على التأمل ومفسرا لما أسلف، ما جاء لدى جين مورو، لما أعلنت أن: "القاسم المشترك بين كل الرجال الذين أحببتهم هو: أنا!"
أما ميشال أوديار فقد تزوج هو لأن الزواج يمنح الحق في اكتساب بذلة من صوف خالص وأحذية جلدية: "انظروا إلى ماذا تؤدي بنا الأناقة؟"
فيلدس هو ذهب أبعد مما يمكن توقعه إذ أفشى، دون عجب، أن النساء يحدثن لديه نفس الإحساس الذي يثيره لديه مرأى الفيلة. قال أنه يحب كثيرا تملّيها ولكنه لا يرغب فيها البتة في بيته!
ألا يعارضه نوعا فالري لاربو، ويرى الأمر من زاوية أخرى، لما قال أنه لم ير قط كتفي امرأة شابة إلا وخمن في إنشاء أسرة. لكنه، ألن يغير رأيه لو تعرف على ما أتى به الأخوان إدموند وجيل دو غونكور، كتبا أن امرأة قالت لأحد أصدقائها كي تعتذر له عن حقيقة وجود عشاق لها: لكن ماذا تريد أن أفعله عندما تمطر السماء وأنا أشعر بالضجر؟
لابد أن تلك المرأة ما زالت شابة، وإلا لن يصح ما كتبه أوسكار وايلد على اعتبار أن الشبان يحاولون جاهدين أن يظلوا أوفياء في الحب فيعجزون. مثلما يحاول العجزة أن يخونوا فلا يقدرون أيضا. لا أظن أن ما اقترحه كوليش يشكل حلا للمأزق الوجودي السابق، لما قال مخاطبا النساء في نصح: إذا كنتن تبحثن عن رجل غني، جميل وذكي فحري بكن تزوج ثلاثة رجال. فهذا يشكل حلا على كل حال.
لكن هنري دو مونتيرلون حسم الأمر بشكل مخالف لما كتب: لا يمكن أن يكون الرجال الأذكياء أزواجا من الطراز العالي، لسبب بسيط هو أنهم لا يتزوجون أبدا! لكن ميلان كونديرا حذر من أن أعظم مصائب الرجل هي زواج سعيد، لأنه ليس هناك أي أمل في الطلاق. أما عندما تعد امرأة حقائبها لمغادرتنا فإننا نأسف بالخصوص على ما حشتها به؛ كما نبهنا غيفون أودوار إلى ذلك.
لم يخطئ مارسيل جوهاندو عندما اعتبر أن الناس يولدون جميعا أحرارا ومتساوي الحقوق، غير أنه بعد ذلك فقط هناك من يتزوجون. لكن الزوجات لسن متشابهات، لذلك قال سقراط أن الذي يحظى بامرأة صالحة يعيش سعيدا أما الذي قُدرت عليه امرأة سيئة فإنه يصير فيلسوفا.
أما إذا حصل وكانت المرأة فاسدة فقد اختلف تعامل الشعوب معها على مر التاريخ، فقد ذكر ألفونس كار أن قدماء الساكسون كانوا يشنقونها أو يحرقونها، كما كان المصريون يقطعون أنفها. ويقطع الرومان هم رأسها. أما اليوم في فرنسا فيسخر الناس من زوجها.
وقيل لأحد: هل لم تراودك الرغبة في الزواج قط؟ أجاب: بلى. بعض الأحيان، خاصة في الصباح. ذكره فونتونيل. هل هو خوف من الزواج أم تذمر منه؟ كتب جان كوكتو: تقولين بأنك تحبين الزهور فتقطعين أطرافها، تقولين بأنك تحبين الكلاب فتضعين الزمام حول أعناقها، تقولين بأنك تحبين العصافير فتضعينها داخل القفص، وعندما تقولين لي أحبك أُصاب بالذعر!
الجنس هو من الأشياء المضحكة جدا، والذي أمارسه دون أن أضحك (وودي أللين).
أجمل الفساتين ارتديتْ كي تنزع (جان كوكتو).
سوف أعيش في آخر المطاف وحيدا. لكنني قد طفقت أتساءل: مع من؟ (ساشا غيتري).
الحب مع ذلك شيء بسيط، لكن الزواج...(سورين كيركغارد).
إذا كانت الوحشة تخيفكم، لا تتزوجوا (تشيخوف).
أن نتزوج!قد يكون هذا الشيء أمرا رهيبا. أتساءل على الدوام ماذا عسانا نصنع بامرأة خارج العملية الجنسية. (ساشا غيتري).
_إن الرب يشجب العنف.
_الرب غير متزوج يا سيدي القس. (جاك دوفال).
تعليقات: